رمت الأحزاب السياسية في اليومين الأخيرين من الحملة الانتخابية بكل ثقلها، حيث أخرجت آخر أوراقها، لإقناع المواطنين بالانتخاب، مركزة على العمل الجواري، ويتوقع قادة التشكيلات ذات الوعاء الانتخابي، أن تكون نسبة المشاركة في محليات 2017 أعلى من تلك المسجلة في تشريعيات 4 ماي. تقاطع قادة مختلف التشكيلات السياسية من خلال التصريحات التي أدلوا بها، في أهمية أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة، بالنظر إلى كون البلدية أقرب سلطة للمواطن، حيث يلجأ إليها لطرح مشاكله وانشغالاته، ويتطلع من خلال المشاريع المحلية تحقيق التنمية. لم تخل تدخلات النواب خلال مناقشتهم لمشروع قانون المالية، أو في تصريحات لهم على الهامش، من الحديث عن المحليات المزمع تنظيمها يوم 23 نوفمبر الجاري، وقد اعتبروها امتحانا آخر تخوضه الجزائر في إطار بناء الديمقراطية التشاركية، من خلال إشراك المواطن في تسيير الشأن المحلي. ومن خلال تصريحات للصحافة أكد البعض منهم أن الحملة الانتخابية جرت في ظروف حسنة، عدا تسجيل بعض التجاوزات، التي عهدوها في الاستحقاقات السابقة، كتمزيق بعض الملصقات.. إلا أن الحملة الانتخابية لهذه الاستحقاقات جرت في «ظروف جيدة»، حسب ما أفاد به عبد الوهاب دربال رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، حيث قال إنه تم إحصاء 9 إخطارات وتدخل تلقائي واحد خلال مرحلة المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية و 71 إخطارا وثلاثة تدخلات تلقائية خلال مرحلة اختيار أعوان مكاتب التصويت. أما بخصوص الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية والولائية، أكد دربال أنه تم تسجيل «109 إخطار و220 تدخل تلقائي» واصفا «الخطاب الممارس فيها بالمقبول»، ولم يلجأ المترشحون إلى استعمال التجريح أو التهجم على منافسيهم في هذا الاستحقاق. والجدير بالذكر أن ما ميز الحملة الانتخابية منذ الأيام الأولى الاستعمال المكثف لمترشحي محليات 23 نوفمبر للمواقع الاجتماعية، وبالتالي تغيير الطرق والوسائل التي كانت مستعملة في الحملات الانتخابية الكلاسيكية، وقد اعتمد المترشحون على التكنولوجيات الحديثة، من خلال الفضاء الأزرق حتى يتمكنوا من التواصل مباشرة مع المواطنين، واستمالتهم للتصويت لصالح الأسماء المقترحة.