فرضت قوات الأمن الكردية في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق إجراءات أمنية مشددة بعد مظاهرات ضد الحكومة استمرت يومين سقط فيها قتلى وجرحى. وانتشرت قوات الأمن وعناصر مكافحة الشغب المجهزة بخراطيم المياه على مختلف الطرقات في مدينة السليمانية كبرى مدن المحافظة، ومناطق متفرقة من المحافظة. وفي بلدة رانية بمحافظة السليمانية حيث قتل خمسة أشخاص وأصيب سبعون بجروح الثلاثاء، تجمع متظاهرون امس الأربعاء رغم انتشار القوات الأمنية في شوارع البلدة وتوجهوا إلى مقر لحركة التغيير ورشقوا المبنى بالحجارة. وكان متظاهرون أشعلوا النار الثلاثاء في مقرات لأحزاب الاتحاد الوطني الكردستاني والديموقراطي الكردستاني والاتحاد الإسلامي، وسيطروا على مبنى قائم مقامية رانية. كما شهدت، أمس، مدن أخرى في شمال العراق، منها كونسجق وطقطق في محافظة أربيل، مظاهرات مشابهة. وردا على هذه الاحتجاجات -التي تطالب بإقالة الحكومة المحلية ومحاسبة المفسدين وتحسين الوضع المعيشي- لوح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالتدخل لحماية المحتجين. وقال العبادي، إنه لن يقف موقف المتفرج إذا ما حصل قمع أو اعتداء أو خرق ضد المواطنين في إقليم كردستان العراق وسيحاسب المتسببين في ذلك. وتصاعدت حدة المظاهرات المعارضة في الإقليم على وقع الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي يعيشها السكان بعد إجراء الإقليم استفتاء في 25 سبتمبر الماضي بهدف الاستقلال عن العراق، مما دفع الحكومة المركزية إلى اتخاذ إجراءات عقابية للتمسك بوحدة البلاد. ومن أبرز الإجراءات العقابية إغلاق المطارات في أربيل والسليمانية وإجبار المسافرين على المرور ببغداد قبل التوجه إلى الإقليم. معصوم يدعو إلى ضبط النفس دعا الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، المتظاهرين في إقليم كردستان العراق إلى ضبط النفس وعدم إلحاق الضرر بالمباني الحكومية، مؤكدا على ضرورة حل مشكلة الرواتب المتأخرة، ومعالجة الصعوبات الحياتية التي يواجهها سكان الإقليم حاليا. ورحب معصوم، بما أعلنته الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان حول استعدادهما لبدء حوار فوري لحل المشاكل العالقة بينهما. وأكد عزمه على «مواصلة الاتصالات من أجل تعزيز التفاهم الوطني وإيجاد الحلول اللازمة للأزمة بين أربيل وبغداد على أساس الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية».