إقناع كبرى الشركات البترولية في العالم بالاستثمار في بلد ما أو العودة إليه بعد مغادرتها، ليس بالأمر الهين. فشركة سوناطراك وبعد المؤامرة الدولية التي شهدتها بعد اعتداءات تيقنتورين الإرهابية، راهن الجميع على سقوطها وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها الدولية بعد رحيل عديد الشركاء الأجانب، لكن الخبرات الجزائرية تمكنت من إعادة الحياة لتيقنتورين وقامت بالواجب لإبقاء الجزائر عنصرا فاعلا في الأسواق الدولية. وما عودة العملاق البريطاني بريتيش بتروليوم، والدب النرويجي “ستاتويل” للاستثمار في الجزائر، إلا دليل على أن بلادنا قد أكدت لهولاء بأنها تملك التجربة والخبرة اللازمتين للبقاء واقفة، لأن رجوعهم وبقدر ما فيه مصلحة اقتصادية وتجارية، الا أن الجانب السياسي وتصحيح الأخطاء من تلك الدول واضحا جلي. لقد حاولت الكثير من السياسات الدولية إركاع الجزائر من خلال تشديد الخناق المالي والاقتصادي بعد فشل تجنيد الجماعات الارهابية في استنزافها عبر أكثر من 6000 كلم من الحدود، حتى أمرت تلك الجماعات التابعة للهجوم على مجمع “تيقنتورين” كمحاولة انتحارية لجر الجزائر الى الفوضى ومساومتها في حل المشكلة لكن تدخل نخبة الجيش الوطني الشعبي وتسييرها للأزمة بطريقة ذكية وبشهادة العمال الأجانب من مختلف الدول الذين كانوا شهود عيان على احترافية العملية التي قادتها نخبة الجيش الوطني الشعبي وأحرجوا العديد من وسائل الاعلام العالمية التي حاولت التعتيم والتضليل حيث أحبط عمال الشركات الأجنبية الذين عادوا الى بلدانهم تلك المؤامرات وأكدوا للعالم أن ما قام به الجيش الوطني الشعبي والعمال الجزائريون في مجمع “تيقنتورين” كان في قمة الاحترافية والإنسانية وان كان هناك لوم فاللوم يقع على الارهاب والدول الراعية له. ان توقيع سوناطراك لعقد ب 500 مليون دولار مع “بريتيش”و”ستاتويل” لرفع احتياطات الغاز الجزائري ب 11 مليار متر مكعب سنويا حتى 2027 سيكون له وقع كبير على الاقتصاد الوطني من خلال تحقيق التوازن بين الاستهلاك الداخلي الذي هو في ارتفاع مستمر والتصدير الذي من المنتظر ان يرتفع بدوره في ظل زيادة الطلب على الطاقات النظيفة. وحققت سوناطراك نجاحات كبيرة من خلال تصدير خدماتها للخارج حيث ستشارك في عروق من العراق للاستثمار هناك بعد ان حققت نجاحات باهرة في البيرو حيث باتت تتقاسم الانتاج مع شركات بيروفية وهي التجربة التي كانت ستنجح في ليبيا لولا ما حدث بعد الثورة،كما كان للخبرات الجزائرية دور مهم في انقاذ فنزويلا بإيفاد لجان خبرة الى هناك بعد هجرة جماعية للشركات الأمريكية في عهد الرئيس الراحل “هوغو شافيز”.