تظاهر أمس مئات المواطنين الجزائريين في الشوارع العاصمة احتجاجا على الهجوم الذي قامت به القوات الإسرائيلية على سفينة المساعدات الإنسانية التي كانت متجهة لغزة، لكسر الحصار عنها، وتنديدا بالاستيطان الصهيوني وكذا تضامنا مع الشعب الفلسطيني وكسر الحصار الجائر على قطاع غزة . وقام المتظاهرون بمسيرة من المساجد باتجاه المجلس الشعبي الوطني للتعبير عن استيائهم من الهجوم الذي قامت به فرقة من الجنود الإسرائيليين على قافلة السفن المحملة بالمساعدات لقطاع غزة في المياه الدولية والتي راح ضحيتها 19شخصا وإصابة ما لا يقل عن 50 جريحا، حيث واصل المتظاهرون سيرهم نحو مقر البرلمان يرددون شعارات منددة بالعدوان والصمت العربي تجاهه وبالحصار المطبق على قطاع غزة، وقد ألقى قادة المجتمع المدني المشاركة في المسيرة كلمات تعبر عن استنكار العدوان والتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر ومنظمي الأسطول. وكان المتظاهرون يحملون لافتات وملصقات تحمل شعارات وعبارات تدين إسرائيل بقوة ، كما رددوا هتافات نددوا من خلالها بالقمع الاسرئيلي ضد الفلسطينيين والمذابح والجرائم التي ترتكبها إسرائيل تجاه الفلسطينيين في كل مرة على مرأى ومسمع من العالم بأسره مثل «غزة، غزة رمز الكرامة والعزة»، «جيش شعب معاك يا غزة» وغيرها من العبارات التي تفضح الاعتداء العسكري الوحشي الذي قامت به ضد قافلة الحرية. كما استنكر المتظاهرون الصمت العربي من قبل الحكام والمسؤولين العرب ضد ما فعلته إسرائيل وعدم اتخاذ موقف تجاه الجريمة الكبرى التي ارتكبتها إسرائيل ضد أسطول الحرية، وطالب المحتجون بضرورة فتح المعابر في وجه الفلسطينيين فتحا دائما ومساندة القضية الفلسطينية وضرورة التوحد العربي لنصرة الفلسطينيين. وأدان بعض المتظاهرون في تصريح ل «الشعب» بشدة الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية المتجهة صوب قطاع غزة لفك الحصار عليها، والتي كانت محملة بمعونات إنسانية للسكان مما أدى إلى سقوط ضحايا من المرافقين لها. ودعا المتظاهرون إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل وتقديم قادتها إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب اثر عدوانها على أسطول الحرية، مؤكدين أنها لحظة انعطاف تاريخي سيكون له الأثر على المستوى الدولي ويجب استغلالها لفك الحصار على قطاع غزة. كما أشار بعض الفلسطينين ممن شاركوا في المظاهرة، أنه أصبح هناك تعاظما في حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني المنددة بفرض عقوبات على إسرائيل وهذا ما شهدته مختلف العواصم الدولية التي تظاهر فيها آلاف المنددين بالجريمة في أوروبا والدول العربية وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا وكافة المواقع الفلسطينية في القدس والضفة وغزة والداخل التي توحدت وراء هدف واحد وهذا ما يؤكد الإستراتيجية التي طالما نادت بها الدولة الفلسطينية وهي الجمع ما بين المقاومة الشعبية وحركة التضامن الدولية واستعادة الوحدة الوطنية. وأكدوا بالمناسبة أنه من يجب تقديمه إلى المحاكم الدولية كمجرم حرب هم القادة الإسرائيليون الذين يقفون وراء جريمة أسطول الحرية وليس المتضامنين الدوليين الذين أتوا في مهمة إنسانية، مطالبين بالمناسبة رفع الحصار على الفلسطينيين، مع ضرورة التصدي للممارسات الوحشية الإسرائيلية احتجاجا على الاستهداف الإسرائيلي لأسطول الحرية لكسر الحصار الجائر على قطاع غزة . كما وناشدوا العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي على ضرورة التصدي للممارسات الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والمواطنين العزل في قطاع غزة قائلين -لا داعي لتضييع الوقت في اتخاذ مبادرات ولا بد من استغلال هذه الظروف من طرف أنصار القضية الفلسطينية للمساعدة في فتح مخرج حقيقي ووضع حد لكل المساومات.. وبعدما أدانوا وبشدة الاعتداء الحقير والمخذل الذي ارتكبه الجيش الإسرائيلي ضد أسطول الحرية أكدوا لنا قائلين لقد تحولت غزة مرة أخرى إلى موكب جنائزي يكاد يكون دائما فبعد الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت السكان المدنيين الذين يخضعون لحصار منذ سنوات ها هم يجدون انفسهم اليوم أمام مجزرة منقطعة النظير ما تزال حصيلتها ترتفع وأضافوا في سياق تنديدهم أنه من خلال الاعتداء على أسطول المساعدة الإنسانية الذي كان يحمل مساعدات لسكان غزة المحرومين من كل شيء بما في ذلك الأدوية ترتكب إسرائيل عملا لا يغتفر ومناف للقانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يضمن حماية المواطنين عبر العالم. وطالب المتظاهرون الجزائريون بعد تثمينهم للموقف الجزائري من ضرورة مواصلة الدعم السياسي للقضية الفلسطينية في هذا الظرف الصعب. وشهدت وحدات الأمن الجمهوري بالعاصمة حالة من الاستنفار جراء مسيرة الغضب التي دعت إليها مرجعيات دينية، حيث تجنبت بكل حكمة وعقلانية أي مواجهة محتملة بين المتظاهرين وأفراد مصالح الأمن مسجلة بذلك مسيرة سلمية، لم تسجل جرائها أي أعمال شغب بعد أن طبقت التعليمات بعدم الاحتكاك مع المتظاهرين.