نجحت، مصالح الحماية المدنية في باتنة، في استخراج رفات مجموعة من الشهداء تجاوز عددهم 8 وذلك من داخل بئر بمنطقة عين دريم ببلدية وادي الشعبة جنوب غرب الولاية، وذلك في إطار عملية ناجحة جرت بالتنسيق مع مصالح مديرية المجاهدين لباتنة، استجابة لطلبات متكررة لمنظمة المجاهدين. عملية استخراج رفات الشهداء عن طريق الحفر في البئر، انطلقت نهاية الشهر المنصرم من العام الجاري وتستمر لغاية العثور على رفات كل الشهداء الذين تم رميهم داخل هاته البئر والذين يتجاوز عددهم حسب أمين قسمة المجاهدين لبلدية وادي الشعبة أكثر من 50 شهيدا من مختلف الأعمار والأجناس ألقت بهم قوات المستعمر الفرنسي خلال حرب التحرير الوطنية في الفترة ما بين 1959 و1961، حيث كان يرمى بهم في البئر الموجودة بمزرعة أحد المعمرين والمدعو “كورتي” بعد تعذيبهم. وأشارت مصادر من مديرية المجاهدين أن المسؤول الأول عن الولاية عبد الخالق صيودة والي باتنة يتابع العملية شخصيا حرصا على تكريم رفات الشهداء، وذلك بعد تقديم عديد الشهادات التاريخية الحية لبعض المجاهدين تفيد بوجود رفات شهداء بهذا المكان الذي هو عبارة عن بئر يزيد عمقها عن 27 مترا، مؤكدا أن تحديد العدد الحقيقي للهياكل العظمية للشهداء يعود للطبيب الشرعي بعد انتهاء العملية، من خلال فحص الألبسة والأحذية وبعض الأغراض الأخرى الخاصة بالشهداء المدفونين في البئر والتي عثر عليها مع الجماجم. تتواصل عملية حفر البئر بإشراف من عناصر مختصة من الحماية المدنية، حيث تم العثور على عمق 10 أمتار داخل البئر على أجزاء من جماجم وعظام بشرية وقد يرتفع عددها كلما امتدت عملية الحفر نحو الأسفل حسب ذات المصادر. كما أفرزت عملية الحفر واستخراج الرفات على العثور على قنبلة يدوية الصنع غير متفجرة تعود للحقبة الاستعمارية، وينتظر أن يتم إعادة دفن رفات الشهداء بعد الانتهاء من الحفر بروضة الشهداء بذات البلدية في مناسبة وطنية وبإشراف من والي باتنة.