ستكون الأنظار موجّهة اليوم وغدا نحو «موعدي» ممثّلينا في كأس الكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد اللّذان يسعيان إلى حجز مكان في دور المجموعات، وتجسيد الصحة الجيدة للأندية الجزائرية في المنافسات القارية بعد أن كان كل من مولودية الجزائر ووفاق سطيف قد تأهّلا إلى دور المجموعات في رابطة الأبطال. مقابلات الدور 16 مكرّر لكأس الكاف تعد جد مهمة بالنسبة للشباب والاتحاد في مسارهما هذا الموسم، حيث شاءت الصدف أن يلعب كلاهما مباراة الذهاب خارج الديار، ممّا يعني أنّ حظوظهما كبيرة لاجتياز هذا الدور في حالة العودة بنتيجة مرضية من سفرية نيجيريا وكوت ديفوار على التوالي، كونهما يلعبان مقابلة الإياب بالجزائر. اتحاد العاصمة الذي يبدأ المنافسة في هذا الدور عشية اليوم بلاغوس النيجيرية، حيث سيواجه نادي بلاطو يونايتد الذي ليس له نفس المسيرة في المنافسة القارية مثل أشبال المدرب حمدي، الذين يتمتّعون بخبرة كبيرة كونهم يشاركون باستمرار في كل موسم خلال عدة سنوات. أبناء سوسطارة..عدم الاكتفاء باللّعب الدّفاعي هذه الخبرة التي ستكون أساسية اليوم لمحاولة مباغثة المنافس في عقر داره والاحتفاظ بكل الحظوظ للعب دور المجموعات، خاصة وأن التشكيلة العاصمية تزخر بلاعبين مميّزين أمثال زماموش، كودري، درفلو، بن موسى، شافعي الذين يتمتّعون بإمكانيات معتبرة وبتجربة في المنافسات القارية. ومرة أخرى، يدخل الاتحاد، ولو خارج الديار، في ثوب المرشّح لتحقيق نتيجة إيجابية، بالنظر لقوة التشكيلة التي تضع كأس الكاف بمثابة الهدف الأول بعد ابتعادها نوعا ما عن الصراع على لقب الرابطة المحترفة الأولى وإقصائها في منافسات كأس الجمهورية. وسيعتمد حمدي على عمل كل من مفتاح وبن موسى لمحاولة نقل الخطر على الرواقين الأيمن والأيسر، واستغلال التمركز الجيد للمهاجم درفلو الذي يبقى في الواجهة هذا الموسم بتسجيله العديد من ألأهداف في كل المنافسات التي يشارك فيها الاتحاد. ويغيب صانع الألعاب سعيود عن مباراة اليوم بسبب اختيارات المدرب الذي كان قد أعلن أن اللاعب المعني يعاني من إصابة، قبل أن يؤكّد سعيود أنه غير مصاب، وبالتالي، فإن حمدي يكون قد اختار تشكيلة لها صبغة دفاعية في وسط الميدان لمحاولة كبح محاولات المنافس قبل الاعتماد على كل أوراقه الهجومية هنا بالجزائر في لقاء العودة. ويمكن القول أنّ حمدي يكون قد تابع بعض مقابلات نادي بلاطو يونيتد، الذي توّج الموسم الماضي بلقب البطولة النيجيرية حيث بالرغم من أن هذا الفريق ليس له ألقاب قارية، إلا أن بعض اللاعبين الكبار مرّوا على هذا الفريق على غرار قائد المنتخب النيجيري أوبي ميكال وكذا سلستين بابايارو وفيكتور أبينا. الطاوسي يعتمد على المعنويات المرتفعة للاّعبين أما شباب بلوزداد يلعب مباراته غدا بأبيجان أمام نادي أساك ميموزا الغني عن التعريف في المنافسات القارية، حيث يسعى زملاء بورنان الى تحقيق نتيجة جيدة بالاعتماد على المعنويات المرتفعة للاعبين بعد الفوز الكبير الذي حققوه على اتحاد العاصمة في الرابطة المحترفة الأولى، والذي جعلهم يبتعدون بعض الشيء عن الصراع حول البقاء في قسم النخبة. وبالتالي، فإنّ المدرّب رشيد الطاوسي اعتمد بشكل كبير عن الجانب النفسي لتحضير هذه المباراة التي قد تكون دافعا إضافيا للاعبين لانهاء الموسم الحالي بقوة في البطولة المحلية والمنافسة القارية، هذه الأخيرة التي كانت بمثابة «الدينامو» لإعادة ترتيب الأمور عقب التأهل الى هذا الدور. وبالرغم من الغيابات العديدة التي سجلت ضمن القائمة التي تحولت الى كوت ديفوار على غرار بلايلي، دراوي، هريات وخودي، إلا أن الطاقم الفني للشباب متيقّن أن تعداد الفريق يضم لاعبين مميّزين بامكانهم رفع التحدي والوصول الى الهدف المسطر من مباراة يوم الغد. وسيعتمد المدرب الطاوسي على خبرة بعض اللاعبين لمحاولة الحد من خطورة الفريق الايفواري، وهذا بوجود الحارس صالحي الذي يبقى في المستوى ويكسب خبرة دولية أكثر مع الفريق الوطني، وسيكون من ضمن الأوراق الرابحة خارج الديار، كما أنّ مستوى اللاعب نعماني تعطي الثقة الضرورية لزملائه في الخط الخلفي، إلى جانب وجود الثلاثي بورنان، لاكروم وعريبي في الهجوم، حيث أن الطاقم الفني سيعتمد على خطة تركيز الدفاع والوسط والانطلاق في الهجومات المعاكسة لمباغثة المنافس. والمأمورية لن تكون سهلة أمام أساك ميموزا، الذي يعتبر مدرسة حقيقية في القارة السمراء كون العديد من «النجوم» تخرّجوا من هذا الفريق الذي يطبّق كرة تعتمد على الخطة التكتيكية وإعطاء الأولوية للمهارة الفنية. وحسب مصادر مقرّبة من ممثّلنا شباب بلوزداد، فإنّ الطّاقم الفني قد درس بشكل مركّز على طريقة لعب هذا الفريق في المقابلات الأخيرة، الأمر الذي يعطيه رؤية أحسن على الخطة التي سيعتمدها والعمل على محو الانهزام الثقيل الذي سجله الشباب في الماضي القريب أمام نفس الفريق.