أكد مدير المركز الوطني للدراسات والبحث حول الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر جمال الدين ميعادي أول أمس، أن التحفظات التي أبداها المركز بخصوص الفيلم الذي يتطرّق إلى حياة الشهيد العربي بن مهيدي هي إجراء قانوني وعادي ومطابق للقوانين المسيرة للإنتاج السينمائي. وذكر ميعادي بأن مخرج والمنتج المساعد بشير درايس تلقى تحفظات وملاحظات من طرف لجنة مشاهدة متكونة من خبراء ومؤرخين تلزمه بأخذها بعين الاعتبار بموجب القانون حول السينما والعقد المبرم بين الطرفين قبل بث الفيلم. وذكر المسؤول أن «استغلال الأفلام ودعائم الاتصال خاضع للتأشيرة» بموجب القانون 11 - 03 حول السينما الصادر في فبراير 2011، مذكرا بأن المركز يحرص على «صحة الإنتاجات» بالنظر إلى أن النص يمنع تمويل وإنتاج أعمال «تمس بالديانات أوبثورة نوفمبر ورموزها». وأوضح أن اللجنة التي تسعى إلى استكمال التحفظات والملاحظات حول فيلم العربي بن مهيدي «تضمن صحة الأعمال حول حرب التحرير الوطني»، مذكرا بأنه اجراء عادي بالنسبة لكل انتاجات وزارة المجاهدين منها «زبانة» لسعيد ولد خليفة و»لطفي» لأحمد راشدي و»غروب الظلال» لمحمد لخضر حمينة. وكان المخرج والمنتج المساعد بشير درايس قد أعلن أن وزارة المجاهدين «منعت كل بث أو استغلال لفيلمه قبل الأخذ بعين الاعتبار بالتحفظات التي أبدتها لجنة المشاهدة». وكان من المرتقب أن يعرض الفيلم الذي تم الإعلان عنه وتأخيره عدة مرات في نهاية السنة الجارية، بحيث تمّ استكماله وتسلميه للمنتجين المساعدين للمشاهدة. وصرّح المخرج أن اللجنة رفضت محتوى الفيلم معتبرا هذا «شكلا خطيرا للرقابة من شأنه المساس بحرية الإبداع السينمائي» مضيفا أن عمله يبقى «وفيا لكتابات شخصيات تاريخية بارزة». وفي تدخل له حول منع استغلال الفيلم حول بن مهيدي أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن الفيلم يجب أن يكون «مطابقا للسيناريوالأول» مضيفا أن الملاحظات والتحفظات التي أبدتها اللجنة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار حتى يكون الفيلم مطابقا للنص. وتمّ تصوير الفيلم الذي اقتبسه للسينما عبد الكريم بهلول وكتب السيناريو مراد بوربون استنادا إلى شهادات لرفقاء العربي بن مهيدي وعائلته في الجزائر العاصمة والأخضرية وبسكرة وبشار وبجاية وتلمسان و30 % في استوديوهات بتونس، حيث قام الفريق المكلف بالفيلم بإعادة ديكور سنوات 1940. وذكر المخرج بأن الفيلم استفاد من ميزانية قدرت بحوالي 520 مليون دج بتمويل متساوي لوزارتي الثقافة والمجاهدين، إضافة إلى مساهمات المتعاملين الاقتصاديين، الجزائريين «العموميين والخواص» اي غلاف مالي اجمالي يقارب 700 مليون دج، وشارك في الفيلم خالد بن عيسى (في دور العربي بن مهيدي) ونبيل عسلي وإيدير بن عيبوش وآخرون، وهو العمل الذي أنتجته الشركة الجزائرية «la source Les films de» التي قدمت سابقا «رحلة إلى الجزائر العاصمة» لعبد الكريم بهلول كما شاركت في انتاج «فضل الليل على النهار» للسينمائي الفرنسي ألكسندر أكادي. ويعتبر العربي بن مهيدي شخصية فاعلة في الحركة الوطنية، ناضل ضمن صفوف حزب الشعب الجزائري، ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، قبل أن يلتحق باللجنة الثورية للوحدة والعمل سنة 1954. كما يعد عضوا مؤسسا لجبهة التحرير الوطني بحيث كان خلال حرب التحرير مسؤولا على ناحية وهران ثم على المنطقة الحرة للعاصمة عقب مشاركته في مؤتمر الصومام سنة 1956. ونظم ونسق بن مهيدي العمليات الأولى للمنطقة الحرة للعاصمة ضد المستعمر الفرنسي، وأوقفه جنود الجنرال ماسو في 23 فيفري 1957 شهرا بعد إطلاق معركة الجزائر، ليتعرّض للتعذيب ثم يغتال ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957 بأمر من الجنرال بول أوساريس.