شدّد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي، على ضرورة وضع طريق لمكافحة فقدان مضادات الميكروبات الفعالة، الناتج عن الإفراط في استهلاك المضادات الحيوية، لما له من آثار سلبية على “منظومتنا الصحية والفلاحية والبيئية”، مذكرا بالتزام الجزائر عملا بتعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بإعداد مخطط وطني لمواجهتها، كما أكد دور القطاع الخاص كفاعل مهم في المحيط الطبي والصحي. أكد وزير الصحة في كلمة ألقاها أمس بفندق الجزائر، أن إحياء اليوم الوطني لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، المصادف ل 13 نوفمبر من كل سنة، اقرته الحكومة في إطار المخطط الوطني، الذي جاء تماشيا مع توصيات المنظمة العالمية للصحة. ونبه إلى أن فقدان مضادات للميكروبات الفعالة، الناتج عن الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية، يعد “أحد أهم مشاكل الصحة العمومية والأمن الغذائي والتطور الانساني”، إذ يقلل فقدانها من “قدرتنا على حماية الأشخاص ضد الأمراض المعدية، الأمر الذي يترتب عنه أثرا سلبيا على منظومتنا الصحية والفلاحية والبيئية”. كما أكد بأن مقاومة مضادة الميكروبات، يتطلب أدوية نادرة حاليا ومكلفة، إلى جانب قضاء فترة طويلة بالمستشفيات، ما يزيد من النفقات العمومية والعبء المالي، والجزائر من جهتها - استطرد الوزير - أكدت تحت رعاية رئيس الجمهورية التزامها بإعداد مخطط استراتيجي وطني موجه لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، التي تشكل أكبر التهديدات وفق المنظمة العالمية للصحة، وطالبت بإعداد مخططات لمواجهتها في العام 2015. ويهدف المخطط أساسا إلى التعريف بالمشكلة والمخاطر المنجرة عنها، وتعزيز المعارف والبحث بالتنسيق بين الجامعات وقطاع الصحة، والتقليل من أثرها، وكذا ضمان استثمارات تضمن مقاومة مستدامة. وأثنى الوزير حسبلاوي بعدما أشار إلى أن الجزائر ليست في منأى عن المشكل، على جهود الأطباء ومهنيي قطاع الصحة عموما وممثلي الحركة الجمعوية. كما شدّد على دور القطاع الخاص، الذي يعتبر عنصرا فاعلا في المحيط الطبي والصحي، لافتا إلى أن الإطار التشريعي الذي يحدد التعاون بين القطاعين العام والخاص، موجود ويكرسه المرسوم التنفيذي رقم 17 / 310، الذي ينص على التجند الجماعي لكل الفاعلين، كما شدد على ضرورة وضع ورقة طريق للاستعمال المفيد والعقلانية للمساعدات الحيوية. من جهته، أكد المدير العام للوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفيسور جمال فورار في تصريح على الهامش، بأن الإفراط في استهلاك المضادات الحيوية، يؤدي إلى ظهور مقاومة إلى درجة أنها لن تؤدي الغرض لا على الإنسان ولا على الحيوان ولا حتى في قطاع الفلاحة، وبالتالي فقدان المقاومة الأمر الذي يتسبب في وفاة قرابة 700 الف شخص سنويا. من جهته ذكر الدكتور محمد يوسفي مختص في الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، أن المشكل المطروح بحدة يضع سكان الكرة الارضية في خطر كبير، لعدم وجود مضادات الميكروبات الجديدة، وفقدان الكثير من القديمة، مفيدا أنه إذا أردنا الحفاظ على صحة الإنسان لا بد من الحفاظ على المضادات.