حسم وزير الشؤون الدينية والاوقاف الجدلل حول الاحتفالية بمولد المصطفى بالقول ان رئيس الجمهورية هو من امر برعاية منه ان يكون ربيع الاول شهرا لنصرة خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وسلّم). وقال محمد عيسى خلال مراسم احتفالية أيام المديح الديني في البليدة، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف أن الرئيس بوتفليقة أمر بها بتاريخ 2005، وهي السنة التي أرادت أطراف فيها الإساءة لنبينا الكريم من خلال الرسومات، والتي استنفرت وقتها العالم الإسلامي. في رده على من نادوا بعدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أوضح عيسى بأن الأمر ليس مسالة فقهية، وأن الجزائر لا يمكن لجاحد أن ينكر بأن عمق هذه الاحتفالية وحب الرسول الكريم، هي تنبع من أعماق هويتنا، وتاريخينا، مشيرا إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى الجزائري الشيخ المدلسي، والذي ينحدر من مدينة دلس. وأكد الوزير، أن من يريدون أن يسقطوا الاحتفالية، هم ليسوا إلا دعاة “للكراهية والظلامية”، و أن حبنا لرسولنا الكريم ليس فيه شك، بل هو متأصل متجذر في الجزائريين، وأن ثورة نوفمبر 1954، كان فيها المجاهدون يعتبرون النصر هو مثل انتصار المسلمين في غزوة بدر، بل أنهم كانوا يطلقون على أنفسهم أسماء الصحابة الأفاضل، تيمنا بتعلقهم بسيرة الرسول الكريم وصحابته. ودعا عيسى النخبة من باحثين وأساتذة جامعيين، إلى إعادة صياغة كتابة السيرة النبوية، وتقديم في قراءة “حديثة”، يبلغون فيها القيم السامية، التي كان يدعو إليها النبي محمد عليه السلام، حتى تسمو أيضا إلى دعوة “إنسانية كونية”، لما كانت تحمله تلك القيم النبوية، من معاني نحو “تكريم المرأة”، وحسن معاملة الغير، وحسن الجيرة” وما إلى ذلك، مشددا على أن ثورة نوفمبر المقدسة، كان فيها الشعراء والمجاهدون يستلهمون العبر والقوة من سيرة نبينا الكريم. وقال الوزير أنهم “يريدون من وراء مثل هذه الاحتفاليات، أن يستلهم النشء العبر، و أن يغرسوا فيهم حب” الوطن، كما كان الرسول الكريم، يفعل ويقول ويدعو في أحاديثه، فالسيرة النبوية هي مدرسة ودستور في تعليم الأجيال حب “أوطانهم”، وأن من ينشرون الكراهية والظلامية، ويريدون أن تكون فتنة وتفرقة بين أئمتنا، هم مخطئون، ولن يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم، لأن الجزائريين شعبا وقادة، كانوا قد تشبعوا بقيم النبي الكريم، ولن يستطيع أحد أن يفتن بينهم، وهم لن يفرطوا في شبر من تراب الجزائر”، مشيرا إلى أن الاحتفال محطة لشحذ الهمم وتقوية الجميع، في التمسك بنبيهم وسيرته من جهة، وحب بلادهم.