يعيش المجلس الشعبي البلدي لسيدي بلعباس حالة إنسداد كامل منذ أزيد من 11 شهرا، تاريخ تنصيب المجلس عقب إنتخابات 23 نوفمبر الماضية، وهو الوضع الذي انعكس سلبا على تسيير البلدية وجعل المشاريع التنموية رهينة الصراعات والتجاذبات بين الأطراف المتنازعة. لايزال المجلس البلدي لعاصمة الولاية يعيش حالة جمود كلي وانسداد على الرغم من مرور نحو سنة على انتخابه، بسبب صراع بعض المنتخبين مع رئيس البلدية منذ توليه المنصب، وهو الأمر الذي أدخل المجلس في حالة من الركود نجم عنها تعطّل تام للمصالح وتوقف كلي لعجلة التنمية بالمنطقة بعد رفض النواب الجلوس إلى طاولة رئيس البلدية للمصادقة على المشاريع. وما زاد من إحتقان الأوضاع قيام الوالي الأسبق بتجريد المير توفيق عدة بوجلال من صلاحياته ومنح مسؤولية تسيير شؤون البلدية إلى رئيس الدائرة شهر أفريل الماضي. الوضع الذي استمر حوالي ستة أشهر قبل أن يقرّر الوافد الجديد للولاية إرجاع المير لكامل صلاحياته باعتبار أنه لا يوجد أي سند قانوني يسمح بسحب الثقة من رئيس بلدية منتخب من طرف الشعب، قبل أن يلتقي ذات المسؤول بأعضاء الهيئة المنتخبة في مبادرة منه لإعادة بعث الإنسجام والتوافق داخل المجلس الشعبي البلدي، أين استمع لإنشغالات الأعضاء، كما حثهم على تجنب الإنسياق وراء التصلب في المواقف وإغتنم الفرصة لدعوتهم إلى الإنصهار والتوافق والتكافل لتغليب المصلحة العامة. كما شدّد الوالي على ضرورة تبديد نقاط الخلاف بين كل الأعضاء تكريسا لمسؤولياتهم التنفيذية والانتخابية والتقيّد بمبدأ تجاوز النزاعات والترفع عن كل ما من شأنه أن يخيّب آمال ساكنة البلدية في تحقيق الوثبة التنموية المنشودة. هذا ورفض أعضاء المجلس الشعبي لبلدية سيدي بلعباس مبادرة والي الولاية عبد الحفيظ ساسي مؤكدين موقفهم ومطلبهم القاضي بإستقالة رئيس البلدية الحالي، هذا الأخير الذي صرح وفي أكثر من مناسبة أنه باق على رأس المجلس باعتبار أن الشعب هو من زكاه ووضع ثقته في شخصه، كما أكد مواصلته للعمل خدمة لمواطني البلدية ومن من جملة المشاريع المبرمجة والتي يقف على تسييرها حاليا اطلاق مشروع 3000 نقطة اضاءة من نوع «لاد» ستشمل كافة الأحياء والشوارع كما سيتم إطلاق حملة تزفيت للطرقات المهترئة التي لا طالما انهكت مستخدميها خاصة تلك المتواجدة بحي ميمون وحي القرابة، كما توجد مشاريع مستقبلية طموحة، تعتبر مكسب للمدينة وسكانها. تجدر الإشارة أن وزير الداخلية نور الدين بدوي وخلال زيارته الأخيرة للولاية، خاطب الأطراف المتصارعة بالمجلس الشعبي لبلدية سيدي بلعباس، حيث دعا لتغليب المصلحة العامة للمواطن والتحلي بروح المسؤولية في العمل وبلهجة شديدة تساءل عن السبب الذي يبقي حالة الإنسداد لفترة تقارب السنة كاملة، مؤكدا خلال لقائه بممثلي المجتمع المدني أن القوانين واضحة في هذا الشأن. متوعدا باتخاذ الإجراءات اللازمة في حال بقاء الوضع على حاله، وتكفل الإدارة بيوميات المواطن.