أشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، أمس، على مراسم تخرج الدفعة ال 39 من الضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان الذين قضوا سنة دراسية واحدة بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال؛ والدفعة ال42 للطلبة الضباط العاملين في التكوين الأساسي الذين أنهوا مدة تكوينهم، دامت 3 سنوات بذات الأكاديمية، وكذا الدفعة الرابعة للتكوين العسكري القاعدي المشترك. وهو تكوين باشرته الأكاديمية في تطبيقه بدءا من السنة الماضية.. وتضم الدفعة ال 4 لأول مرة مجندين ومجندات من قيادة الدرك ومديرية الأمن الوطنيين. وجرت مراسم تخرج دفعات السنة الدراسية التي أشرف عليها رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع، في أجواء احتفائية عسكرية طبعت الأكاديمية مفخرة الجزائر على الدوام باعتبارها مزودة للجيش الوطني الشعبي بإطارات يحتاجها ويراهن عليها في بلوغ الاحترافية والعصرنة. وهي مسألة محل اهتمام السلطات العليا في البلاد. وقد حل الرئيس بوتفليقة، بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، عند الساعة الحادية عشرة والربع، وكان في استقباله بمدخلها الرئيسي المزين بالأعلام الوطنية وبشعارات تمجد الوطن وواجب خدمته في كل الظروف، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، عبد المالك ڤنايزية والفريق أحمد ڤايد صالح، رئيس أركان الجيش، واللواء أحسن طافر، قائد القوات البرية واللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء عبد الغاني مالطي، قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال. وبمدخل الأكاديمية، أدت تشكيلة عسكرية للرئيس بوتفليقة، التحية العسكرية الشرفية، بعدها توجه إلى القاعة الشرفية، حيث استمع إلى عرض عن الأكاديمية ومسار التكوين القاعدي المشترك المعدل والدفعتين المتخرجتين. وانتقل الوفد الرئاسي عند منتصف النهار إلى ساحة العلم، حيث أشرف الرئيس بوتفليقة في أجواء متميزة على مراسم التخرج التي بدأت بتفتيش وتحية التشكيلات المصطفة بالساحة الكبرى المتكونة من الضباط المتربصين بدورة القيادة والأركان، والطلبة العاملين للسنوات الثلاث. وجرى كل ذلك، في أجواء حماسية تخللتها الموسيقى العسكرية وزغاريد عائلات الطلبة الضباط المتخرجين، التي أضفت على الحدث حالة من الابتهاج. وبالمنصة الشرفية التي جلس فيها إلى جانبه، أعضاء الحكومة والضباط السامين بالجيش الوطني الشعبي، استمع الرئيس بوتفليقة إلى كلمة الفريق رئيس الأركان، الذي أعطى حصيلة عما بلغته المؤسسة العسكرية من تطور وعصرنة في زمن التحديات الكبرى. كما استمع إلى كلمة قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة، الذي شدد على الإصلاحات المنتهجة في سبيل تزويد الجيش بكفاءات عسكرية يحتاجها باستمرار. إثر آداء المتخرين للقسم، إنتقل الرئيس بوتفليقة عند الساعة الواحدة والربع، رفقة السادة عبد المالك ڤنايزية الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، الفريق أحمد ڤايد صالح رئيس أركان الجيش، اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية، واللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى، واللواء عبد الغاني مالطي قائد الأكاديمية، إلى منتصف ساحة العلم لتوزيع الشهادات على المتفوقين الأوائل وعددهم ثمانية. وسلم الرئيس بوتفليقة الشهادة للمتفوق الأول من دورة القيادة والأركان. ويتعلق الأمر بالنقيب عبدون عبد الوهاب. وقلد رتبة ملازم للمتفوق الأولى من التكوين الأساسي وسلمه سيف الأكاديمية، ويتعلق الأمر ببوعنيف أيوب. وفي الأخير، سلم فخامة الرئيس للمتفوق الأول من التكوين العسكري، شهادة النجاح، ويتعلق الأمر ببن شريط مختار. وتواصلت المراسم بتسليم الدفعة المتخرجة من الطلبة الضباط العاملين لراية الأكاديمية للدفعة الموالية. وتقدم المتفوق الأول من الدفعة ال 42 من التكوين الأساسي، بطلب للرئيس بوتفليقة، للموافقة على تسمية الدفعة باسم المجاهد البطل العيد «علي منجلي»، أحد قادة الثورة التحريرية بالولاية الثانية التاريخية. بعد الموافقة على التسمية، تلى الضابط المتفوق نبذة عن حياة وبطولات ومناقب المجاهد «منجلي» الذي حضر حفل التخرج أفراد من أسرته. وبعدها أخذت التشكيلات العسكرية، ساحة العلم لاحتلال منطقة الانطلاق في الاستعراض المتميز بتناسق وتناغم فاق الحدود، فاسحة المجال للعروض الرياضية في القتال المتلاحم من كاراتي وجيدو، والحركات الرياضية الجماعية بالسلاح ودونه، مشكلة بعدها خريطة الجزائر والألوان الوطنية. ويلاحظ في حفل التخرج العسكري، أشياء جديدة عرضتها عناصر الجيش على رئيس الجمهورية تظهر مدى التجاوب مع روح العصر والتحدي. وتابع الرئيس عبر الشاشة الكبيرة، نقل مباشر لتمارين استعراضية من القوات البحرية، الصعود على السفن والنزول السريع من الحوامات تولتها مجموعة «المغاوير البحرية»، تمرين البحث والإنقاذ والإخلاء الطبي من حوامات. وكشف التمرين العسكري، الذي جرى على الواجهة البحرية من ميناء شرشال، وتابعه الرئيس عبر الشاشة الكبيرة، مدى قابلية عناصر الجيش في تحرير سفينة تعرضت للقرصنة، وهي مسألة تعد الرد المباشر على التحديات الراهنة المتميزة بالاعتداء على السفن من قراصنة رأوا في الاختطاف ومطالبة الفدية، فرصة ذهبية لتمويل أنشطتهم وكسب ثروة بلا وجه حق. وبعد اختتام حفل التخرج بالاستعراض العسكري لمختلف التشكيلات تحت أنغام موسيقى فرقة الحرس الجمهوري. بعد الاستعراض في القفز المظلي نجح في تأديته 5 عناصر من الجيش، رغم الرياح، قام الرئيس بوتفليقة والوفد المرافق له بزيارة مديريتي التعليم العام والعالي.. وكرم عائلة المجاهد «علي منجلي» ثم أمضى السجل الذهبي للأكاديمية تاركا بصماته على مسيرة المدرسة العسكرية الكبرى التي تستمر على مدار السنين تخرج إطارات ما أحوج الجيش الوطني الشعبي إليها.