ناقش أساتذة ومختصون بجامعة الجيلالي اليابس في سيدي بلعباس أمس إشكالية هندسة التكوين الجامعي والتنسيق مع آليات التشغيل في الجزائر في ملتقى نظم بقسم العلوم الاجتماعية، بالتنسيق مع دار المقاولاتية بمشاركة أساتذة من مختلف جامعات الوطن. أبرز المشاركون أهم أدوار الجامعة الحديثة التي تسعى إلى تكوين جيل من الطلبة قادر على المساهمة في التنمية ، باعتبارها المصدر الأول والأساسي في إعداد الكفاءات العلمية والباحثين والإستثمار في الرأس مال البشري، عن طريق تكوينهم تكوينا علميا يخضع لمعايير الجودة ويسمح ببناء قدرة علمية ومهنية ، وهو التكوين الذي يتطلب إنتقال التعليم الجامعي من مستوى التلقين إلى مستوى التفكير والتطبيق . وبحسب الأستاذة بلعجال فوزية رئيسة الملتقى فإن الواقع يكشف عن تزايد كبير في عدد البطالين من حاملي الشهادات الجامعية وهو ما يؤكد إتساع الهوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل ، الأمر الذي يفرض معالجة المشكل من خلال إيجاد حلول للبطالة وإعادة النظر في طرق التكوين التي يجب أن تتماشى والمستجدات التي تفرضها سوق العمل. وأبرز المتدخلون أهمية التعليم المقاولاتي في تهيئة الطالب وتعزيز فكره ، مع شرح لبرامج التكوين الجامعي وعلاقتها باحتياجات سوق العمل ، كما ركز المشاركون على جملة الآليات التي تساعد الطلبة على الإدماج المهني في صيغه المتعددة على غرار وكالات دعم وتشغيل الشباب . ويتجلى ذلك في دار المقاولاتية التي تم إنشاؤها ضمن اتفاقية بين مديرية العامة للوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب وإدارة الجامعة حيث يتم إستهداف الطلبة المقبلين على التخرج وتأهيلهم وتكوينهم لخلق مشاريعهم وكذا مرافقته قبل ، أثناء وبعد انشاء مؤسساتهم . وهي المبادرة التي أعطت نتائج معتبرة بعد نجاح خريجي الجامعة ممن تلقوا تكوينات في دار المقاولاتية تحت إشراف أساتذة ومختصين في التشغيل أين تمكن هؤلاء من خلق حوالي 20 مؤسسة مصغرة في مجالات الصناعة ، الفلاحة ، والخدمات بعد إستفادتهم من دعم “أونساج.” ومن جهته أوضح مدير التشغيل ان الإستراتيجية المنتهجة بالجزائر والتي أخذت أبعادا ورؤى جديدة تعتمد على بناء الفكر المقاولاتي لدى الشباب من أجل تحفيزه على خلق مشاريع مستقبلية ، والمشاركة في العملية التنموية من خلال خلق الثروة والقضاء على البطالة . هذا وأبرز مدير الوكالة الولائية مختلف آليات التشغيل المتاحة بالولاية والتي تضع ضمن أولوياتها خريجي الجامعات لمرافقتهم وتقديم كافة التسهيلات لهم لولوج عالم الشغل من باب المقاولاتية .