انخراط في مسار التسوية السياسية المفضي إلى تقرير المصير شرع الوفد الصحراوي المفاوض ابتداء من أمس، بالعاصمة الالمانية برلين في جلسة مشاورات مع المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية, هورست كوهلر , تحسبا للمائدة المستديرة الثانية التي ستنظم بسويسرا خلال شهر مارس الجاري. يأتي هذا اللقاء المغلق بين هورست كوهلر ووفد جبهة البوليساريو في إطار الجهود الذي يبذلها المبعوث الاممي بهدف تفعيل العملية السياسية التي ترعاها الأممالمتحدة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وقد أوضحت مصادر صحراوية ان المسؤول الاممي قد التقى خلال الاسبوع الماضي, في نفس الاطار, مع وفد مغربي بالعاصمة الفرنسية, باريس. وكان المبعوث الشخصي للأمين العام قد أعلن في الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن بتاريخ 29 جانفي الماضي ,عن نيته في دعوة طرفي النزاع, جبهة البوليساريو والمغرب, إلى إجراء مشاورات خاصة معه لنقاش عدة قضايا ذات الصلة بالعملية السياسية والتحضير للجولة الثانية من المحادثات المزمع عقدها بمدينة جنيف السويسرية خلال شهر مارس الحالي. تأكيد على الالتزام وكانت جبهة البوليساريو قد أكدت على لسان ممثلها بالأممالمتحدة سيدي محمد عمار, دعمها القوي والمستمر لمساعي كوهلر واستعدادها الدائم للانخراط بروح بناءة وجدية في المسار التفاوضي تحت رعاية الأممالمتحدة بغية التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم يضمن للشعب الصحراوي حقه الثابت وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال تماشيا مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة. ويقود الوفد الصحراوي, عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو, رئيس المجلس الوطني الصحراوي, خاطري ادوه, الذي سيكون مرفوقا بكل من أمحمد خداد, منسق الجبهة مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو), وسيدي محمد عمار, ممثل الجبهة بالأممالمتحدة, وكذا فاطمة المهدي, الأمينة العامة السابقة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية, وكذا علي الزروالي, مستشار الأمانة العامة لجبهة البوليساريو. وكان كوهلر قد نظم في شهر ديسمبر الماضي مائدة مستديرة أولى بعد ست سنوات من توقف المفاوضات حول وضع الصحراء الغربية. وكانت أخر مرة اجتمعت فيها جبهة البوليساريو و المغرب حول ذات المائدة من المفاوضات في شهر مارس 2012 بمانهاست (بالقرب من نيويورك), والتي فشلت في الوصول إلى نتيجة إيجابية, ليبقى مسار السلام الأممي متوقفا بسبب العراقيل التي وضعها المحتل المغربي للحيلولة دون تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية و اللوائح الأممية الضامنة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وقد اعرب المبعوث الاممي عقب تنظيم المائدة المستديرة في شهر ديسمبر الماضي عن تفاؤله الكبير وأكد أن حلا سلميا في الصحراء الغربية يعتبر «ممكنا». الا ان عراقيل لازالت قائمة وينبغي تجاوزها من اجل وضع مسار السلام بشكل نهائي على السكة على غرار عروض اجراءات الثقة التي رفضها المغرب خلال اجتماع جنيف.