يواجه المنتخب الوطني الجزائري اليوم، ابتداء من الثانية زوالا نظيره التنزاني لحساب الجولة الخامسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 المزمع اجراؤها على الأراضي الغابونية مناصفة مع غينيا الاستوائية في مباراة مصيرية للمنتخبين على الرغم من تقلص حظوظهما كثيرا في الجولة الماضية، إثر انفراد المنافسين الآخرين المغرب وإفريقيا الوسطى بريادة المجموعة الرابعة بمجموع سبعة (07) نقاط، بفارق ثلاث (03) نقاط عن الجزائر وتنزانيا ب (04) نقاط لكل منهما. وينتظر أن تعرف مواجهة اليوم صراعا كبيرا من أجل تحقيق الفوز وبالتالي ضمان النقاط كاملة وانتظار مفاجأة من الطرف الآخر، المتنافس على بطاقة التأهل الى الكان القادمة، وهو منتخب إفريقيا الوسطى، حيث لازال “الخضر” يملكون فرصة من أجل العودة الى التنافس على صدارة المجموعة في حالة فوز أشبال المدرب الفرنسي لمنتخب إفريقيا الوسطى أكورسي على المنتخب المغربي غدًا ويبدو الأمر ممكنا، خاصة وأن اللقاء سيلعب في بانغي، لكن الأهم من كل هذا، ضرورة ضمان النقاط الثلاث في دار السلام، وهي مهمة ليست بالهينة بالنسبة لزملاء العائد مراد مغني. لا حديث إلاّ عن الفوز، والكلّ على أهبة الإستعداد وبخصوص مقابلة اليوم، يعتزم “محاربو الصحراء” دخولها وكلهم عزيمة لتحقيق الأهم أمام أصحاب الأرض والجمهور، بالنظر للرهان الكبير الذي تكتسيه المباراة وهو ما أكده المدرب هاليلوزيتش قبل التنقل الى دار السلام أول أمس، عندما صرح أن “الخضر” لن يخسروا شيئا، وسيحاولون الفوز مهما كان الثمن وبالتالي استغلال الفرصة الأخيرة التي بحوزتهم لأنهم لم يقصوا بعد حسابيًا، ومازاد من ثقة الطاقم الفني في تحقيق نتيجة ايجابية، تحرر لاعبي الفريق الوطني من الضغط الذي لطالما عانوا منه عندما أعلن محمد روراوة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم أن هدف التأهل الى كأس إفريقيا المقبلة لم يعد في أجندة المنتخب بعد الهزيمة النكراء التي مني بها في مراكش أمام نظيره المغربي برباعية نظيفة وهو ما ظهر جليا للعيان في التربص الذي أقامه “الخضر” بمركز سيدي موسى بالعاصمة، حيث تميز بأجواء مشجعة جدا، وبدا اللاعبون في حالة جيدة سواء من الناحية المعنوية، أو البدنية والفنية خلال الحصص التدريبية، كما ركز التقني البوسني على عامل الثقة محاولا شحن أشباله من الناحية التقنية وتذكيرهم بأنهم يمثلون منتخبا موندياليا ومعظمهم يملكون مستوى عالي، على اعتبار أن جلهم ينشط أو كان ينشط سابقا في مختلف البطولات الأروبية القوية، لكن هذا لم يمنعه من إبداء احترامه الشديد للفريق المنافس، وكذا مدربه الدانماركي يان بولسن، معتبرا إياه مدربا كفءً ذا قدرات كبيرة من الجانب التكتيكي وشخصية قوية مثيرة للاعجاب. ومع هذا، أجزم بأن فريقه سيدخل لقاء اليوم من أجل تحقيق الفوز لا غير، لاسيما وأن معظم العناصر المدعوة أبدت استعدادا كبيرا لآداء مبارة في القمة تكون بمثابة الحجر الذي يصيب عصفورين، فمن جهة تحقيق الفوز والضغط على أصحاب المقدمة (المغرب وإفريقيا الوسطى) لإبقاء الأمل قائما في التأهل، ومن جهة ثانية، التصالح مع الجمهور الجزائري العريض بعد نكسة مراكش، واقناعهم بأن ما حصل ذلك اليوم لم يكن سوى كبوة جواد تصيب أحسن المنتخبات في العالم. تنزانيا.. منتخب عنيد يرفض الاستسلام!! وفي الجهة المقابلة، يواصل منافس “الخضر” اليوم، منتخب تنزانيا تحضيراته الجدية لمباراة الجزائر بتشكيلة تضم 22 لاعبًا عوض 23 بعد إصابة سالوم ماشاكو وخروجه من حسابات مدربه بولسن، هذا الأخير صرح بعد الحصة التدريبية ليوم الخميس، إن فريقه مستعد للمواجهة رغم صعوبة المهمة أمام المنتخب الجزائري الذي قال أنه يتمتع بإمكانيات ملفتة ويضم في صفوفه لاعبين ممتازين إلا أن عزيمة التنزانيين كبيرة في تحقيق الانتصار، كما أكد أنه يعول كثيرا على دعم الجمهور بغية الوصول الى المبتغى متمنيا في ذات الوقت أن يتمكن زملاء الحارس شاباني من افراح الأنصار وإهدائهم الفوز أمام الجزائر. وقد تميزت الحصص التدريبية لمنتخب تنزانيا بأجواء عادية جدا، وبحضور الجمهور ووسائل الاعلام رغم تركيزها على الجانب التكتيكي وتطبيق أكبر عدد ممكن من الخطط التي سيحاول من خلالها بولسن ايقاف “الخضر” ولم لا مباغتهم إن أحسن لاعبوه تطبيق التعليمات داخل المستطيل الأخضر. تجدر الإشارة أن لاعبو المنتخب التنزاني أجروا حصص خاصة بالقذف نحو المرمى بطلب من مدربهم، وربما يرى هذا الأخير أن مفتاح اللقاء سيكون في التصويب من بعيد، حيث يكون قد تفطن أن قوة المنتخب الجزائري تكمن في صلابة دفاعه المحوري، وبالتالي صعوبة افتراقه أثناء المباراة. وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن التنبؤ بمواجهة واعدة ظهيرة اليوم بين منتخبين جريحين، يسعى كل منهما لتحقيق نتيجة مرضية يكون وقعها إيجابيا من الناحية المعنوية على اللاعبين والجماهير ولم لا العودة من بعيد في التصفيات المؤهلة ل “الكان” القادمة، على الرغم من ضآلة الحظوظ بعد النتائج المسجلة في الأربع جولات الماضية، غير أن كرة القدم لا تعرف المستحيل وكل شيء ممكن ما دامت اللعبة ليست علوما دقيقة خاصة وأن فريقنا الوطني مازال لم يفقد الأمل نهائيا ما دامت الأمور لم تحسم بعد لأي من المنتخبات الأربعة المتنافسة على التأشيرة الوحيدة للغابون وغينيا الاستوائية بداية السنة المقبلة.