تسارعت الأحداث بشكل ملفت داخل بيت نصر حسين داي في الأيام الأخيرة، حيث دخلت الإدارة برئاسة محفوظ ولد زميرلي في اتصالات جد متقدمة مع المدرب سعيد حموش على أمل اقناعه بتولي الاشراف على العارضة الفنية للفريق خلفا للمدرب المستقيل نبيل مجاهد. وكان رئيس النصرية قد أكده في وقت سابق أنه قد اتصل بحموش وعرض عليه فكرة تدريب الفريق، عقب القرار الذي أتخذه المدرب السابق مجاهد برمي المنشفة بعد النتائج المتواضعة جدا في بداية هذا الموسم، والتي قد تعصف بأصحاب الزي الأصفر والأحمر إلى القسم الثاني إذا ما تواصلت الأمور على حالها، حيث لم يتجرع كل محبي النادي من أنصار ومسيرين الوضعية التي آل إليها نصر حسين داي، وهو الذي يعتبر مدرسة عريقة في الساحة الكروية الوطنية، ومن غير الممكن أن يتحول إلى «مصعد» بين القسمين الأول والثاني، كما أن الحصيلة المسجلة لحد الآن لا تبعث على الإرتياح، باحتلال المركز الأخير في جدول الترتيب العام برصيد نقطتين فقط من ثمان مواجهات، الشيء الذي يتطلب اتخاذ اجراءات سريعة لاخراج الفريق العاصمي من النفق المظلم الذي دخل فيه مباشرة بعد تحقيق الصعود إلى حظيرة الكبار الموسم المنقضي. وكشف بعض المقربين من حموش أنه متحمس بما فيه الكفاية لخوض تجربة أخرى مع النصرية بعد تلك التي قضاها منذ موسمين، وتحذوه رغبة كبيرة في رفع التحدي، ولما لا إعادة هيبة النادي المهترة مؤخرا، ورسم البسة على وجوه الأنصار، خاصة وأنه يعتمد على عاملي الانضباط والصرامة في العمل، وهو ما يراهن عليه المسيرون من أجل استعادة الاستقرار والهدوء للتشكيلة، بعد أن خرج المدرب المستقيل عن صمته وتحدث عن وجود تكتلات وصراع بين اللاعبين كانت سببا رئيسيا في تراجع آداء الفريق عموما، وما حدث مع اللاعب حروش أثبت أن مجاهد كان على حق عندما انسحب بداعي عدم قدرته على العمل في ظروف مشابهة. من جهتها، اتخذت الادارة كامل احتياطاتها في حال فشل المفاوضات مع حموش، حيث وضعت أسماء أخرى في القائمة مرشحة لتدريب رفقاء الحارس غول، ورغم تشبت الرئيس ولد زميرلي بصفقة حموش، إلا أن بعض المصادر أكدت أن الأولوية مازالت لنور بن زكري، الذي طلب مهلة للتفكير قبل الموافقة على عرض النصرية نظرا لصعوبة المهمة من جهة، والمشاكل التي يعيشها الفريق رياضيا واداريا من جهة أخرى، وبالتالي ليس من السهل اتخاذ قرار بذات الأهمية دون دراسة كل الجوانب المحيطة بعمله في حال قبوله تولي المهمة. وبخصوص نبيل مجاهد، فقد عرضت ادارة النادي عليه البقاء ضمن الطاقم الفني والعمل كمساعد للمدرب القادم، لدرايته التامة بامكانيات كل لاعب ومدى قدرته على تقديم الاضافة في حال الاعتماد عليه، وهو ما لم يرفضه المعني، لكن بشرط أن يوافق المدرب الجديد على العمل إلى جانبه.