فشل النخب في مسايرة دينامكية الحراك وافتقارها إلى فهمه أكد الامين العام لتحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة الناشط بكي بن عامر، أن حاجتنا في هذه المرحلة الحساسة إلى مفكرين ومراكز دراسات تنتج طرائق وأدوات التحليل والاستشراف وتتيح للجميع فرص الارتقاء إلى الحوار الجّاد ليعيد صياغة حراكه في إطار المواطنة وحق الإختلاف وحرية الرأي، مضيفا في السياق ذاته بشرط أن تكون بدون تطرف أو عنف أو استهجان أو إقصاء أو تخوين، ليشدد بأن أهم مشكلات الحراك اليوم، هي عدم قدرة النخب في مسايرة دينامكية الحراك وأهدافه لافتقارها إلى فهم الحراك الشعبي. وفي إجابته عن الشعارات التي ترفع اليوم في الحراك من طرف بعض العناصر، وعلى سبيل المثال «مدنية ماشي عسكرية « قال بن عامر، إن إنتاج شعار»دولة مدنية وليس عسكرية» هو تغليط لمطالب الحراك، فليس هنالك في العالم دولة مدنية بهذا المفهوم، بل هناك دولة علمانية تحدد دور الجيش والمؤسسات الأمنية في خدمة وحماية المواطنة بسلطات القانون الوضعي. وبالنسبة لشعار «باديسية نوفمبرية» رد بن عامر، على أنه شعار التصق بلؤم وخبث وجهل برمزية نوفمبر وما تمثله هذه الرمزية من قداسة لدى الشعب ومدى انفعاله وتفاعله، فإن هذا الشعار وشعار الدولة المدنية يحتاجان إلى نقاش وتفسير حددهما حسبه في نقطتين هما: 1- لا يوجد في العلوم السياسية مفهوم الدولة المدنية، بل يمكننا الحديث عن الحكم المدني أو «الريجيم المدني»، حيث هناك فرق شاسع بين «الدولة والريجيم»، كما يمكننا الحديث عن الأمة المدنية والمجتمع المدني من حيث أن هذين المفهوميين مفتاحان أساسيان لبناء المواطنة ودولة الحق والقانون. 2- إن المناداة بدولة باديسية تفتقد الأساس النظري من حيث أن ابن باديس لم يترك كتابا سياسيا ولا نظرية سياسية ولا نظرية حول الدولة، وكتحصيل حاصل نخلص إلى القول أن الحراك الشعبي ببعده الوطني ومظهره السلمي قد تجاوز النخبة بشقيها الفكري والسياسي ما يجعلنا ندعو النخبة إلى الاعتراف بقصورها ومراجعة منطلقاتها الفكرية ومساءلة خطاباتها وبرامجها ومشاريعها المتفاعلة مع الحراك. الحوار السبيل الوحيد لحلحلة أزمتنا والذهاب الى انتخابات رئاسية وفي رده على سؤال «الشعب « في ما تعلق بالحوار والمشاورات الدائرة اليوم، أجاب أنه من الضروري الالتفاف حول الحوار لكونه السبيل الوحيد لحلحلة أزمتنا السياسية العامة والذهاب إلى انتخابات رئاسية تضع البلاد في مأمن من أي انزلاق قد يحدث. أما في ما يخص الدعوة إلى مرحلة انتقالية، أعلن بن عامر رفضه ذلك، قائلا إن دعاة المرحلة الانتقالية لا يدركون مخاطرها في ظل وضع إقليمي هش وتجاذبات دولية عميقة، مؤكدا أن خطاب المرحلة الانتقالية هو تخوين لكل المجهودات الوطنية المبذولة في استعادة الدولة ومؤسساتها من العصابة، وفي اعتقاده أن الحراك الشعبي عليه أن يُترجم كسلوك اخلاقي واجتماعي وحضاري منتج للمواطنة ومرافق لإنتاج مؤسسات دستورية قوية.