الحل الدستوري أمّن البلاد من الدخول في اضطرابات تنافس البرامج الحزبية على خدمة الجزائر بدل تصفية الحسابات يعد حزب «سراج الأمل والعمل»، من الأحزاب الفتية التي تتطلع لاحتلال مكانة لها في الحياة السياسية في ظل المخاض الذي تشهده الجزائر منذ أكثر من ستة أشهر. يرى رئيس الحزب بن تمرة عبد القادر، أن الخروج من الأزمة يتطلب تضافر الجهود والتضحية في سبيل الوطن، بعيدا عن القاعدة السلبية: «تخطي راسي». التفاصيل في هذا الحوار الذي أجرته معه «الشعب» في تيارت. - الشعب: لماذا إنشاء حزب فتي، وأنتم مناضل في أكثر من تشكيلة سياسية؟ بن تمرة عبد القادر: النضال السياسي كالكائنات الحية ، يكبر ويتطور بتطور العمل والإيديولوجيات، وينمو بنمو ثقافة الشعوب، وأنا ناضلت في عدة تشكيلات سياسية مما اكسبني ثقافة سياسية واسعة واحتكاك بسياسيين. - كيف تنظرون إلى المشهد السياسي المتغير في ظل حراك سلمي مستمر؟ لا ينكر احد من الجزائريين، ان الحراك حررنا جميعا بما فيهم السياسيين الذين كانوا يتبعون نهجا وحيدا وهو عبارة محتومة كانت سائدة وهي « برنامج فخامة رئيس الجمهورية «، حيث لم يكن للعصابة أي برنامج ولكن النفوذ والسيطرة على المال والأعمال. هي من فرضت منطقها في ظل سكوت المتخاذلين ممن كانوا في السلطة وتخويف الشعب بقطع رزقه وسجنه، وخلق مافيا سياسية واقتصادية واجتماعية موازية للسلطة وتقوم بخدمتها. و من ثم فالحراك قدم خدمة كبيرة للشعب الجزائري برمته وحرره من عبودية التبعية والامتثال لأشخاص لا لسلطة. - كيف ترون دور الإعلام في تغطية هذا المشهد الذي ترفع فيه مطالب بتغيير نظام الحكم؟ بعض الإعلاميين أو لنقل بعض المنابر لم تكن في المستوى لا مبدأ ثابت لها، البعض كان يهلل ويطبل للعصابة وعندما دارت الدائرة ركب الموجة وادعى مرافقة الشعب، و افرز بعض الإعلاميين شرخا بين أطياف الشعب الجزائري، فما الفائدة من إظهار شباب يرفعون راية غير راية نجمة وهلال التي ضحى من اجلها جيل برمته. وما الرسالة التي تريد بعض وسائل الإعلام الترويج لها عندما يعارضون من حماهم من العصابة. سخر البعض آلياتهم العالمية للتهجم على الوطن دون حساب العواقب.كانوا يؤدون دورا لضرب الاستقرار الوطني، المحقق بالدم والدمع بالوكالة. المعارضة تكون للبرامج، للأيديولوجيات ولكن ليس للوطن، غير انه انقلب السحر على الساحر لكون هذه الأبواق أفرزت وفضحت من كانوا يكيدون للجزائر، و ساعدوا المؤسسات في فضح أعداء الجزائر دون قصد والفضل يعود إلى المؤسسة العسكرية التي استطاعت تخطي كل الصعاب بحكمة وحلم ورزانة رغم ما يكيد لها المتنكرون. الشعب مدين للمؤسسة العسكرية التي حافظت على حراكه وكيانه - قلتم إن المؤسسة العسكرية رافقت الحراك الشعبي، فما المخرج للوصول إلى المبتغى؟ المتتبع للمسار السياسي الجزائري يعي ان جميع المراحل والأزمات التي مرت بها الجزائر منذ الاستقلال كان الجيش حاميها سواء الصراعات الجماعية او التصدي للمناوئين لإرادة الشعب. ولولا الجيش الوطني الشعبي، لفرضت علينا انتخابات محسومة مسبقا. و جثمت العصابة من جديد على صدورنا دهرا. لذلك يجب مرافقة الجيش ومؤازرته في تسيير المرحلة إلى غاية انتخاب رئيس شرعي يتمتع بجميع الصلاحيات وعندها نساند من يساند ويعارض من يريد لأنه عندها تكون صلاحيات الرئيس المنتخب واضحة، والمؤسسة العسكرية هي الوحيدة الكفيلة بحماية مكتسبات الشعب الذي وقفت مع الحراك الذي نظمه جميع أطياف الشعب الذي حقق المكاسب التي نادى بها خلال حراك 22 فيفري الماضي والمتمثلة في رفض العهدة الخامسة وابعاد المتسببين فيها وعدم التسامح مع من نهب المال العام وهربه. - هذه المطالب رفعها الحراك وغالبيتها تم تجسيدها؟ نعم لقد أحبطت مؤامرة عدم إسناد السلطة للعصابة ومحاسبة جميع الذين نهبوا خيرات الشعب، واعلن عن تنظيم انتخابات نزيهة في 12 ديسمبر القادم. لقد تم تحقيق جميع هذه المطالب ن لذا يجب على الشعب أن يتوجه الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جمهورية شرعي، وحزبنا يبارك الإجراءات الردعية التي اتخذها الجيش فيما يخص رفض الترخيص للذين يريدون التشويش على مكتسبات الحراك، وصد كل من يريد خلق الفوضى والتفرقة بين أطياف الشعب الجزائري. - أنتم من أصحاب الحل الدستوري وانتخاب رئيس في أقرب الآجال ضرورة؟ يرى حزبنا أن الذهاب الى انتخابات رئاسية في الآجال التي حددها السلطة المتمثلة في دعوة رئيس الدولة الى الهيئة الناخبة والمحددة قانونا هو الحل الدستوري الأمثل، ولا مجال لتضييع الوقت أكثر من ذلك وعلى الطبقة السياسية الفاعلة معارضة ام موالاة، مرافقة السلطة الحالية ومباركة مسعاها ومن ثم تقديم المترشحين الذين لم يثبت إساءتهم للشعب الجزائري ورموزه والصندوق الفيصل. -معركة الوصول إلى السلطة يمر عبر البرنامج الانتخابي؟ طبعا، تنظيم حملات انتخابية تتبنى برامج هادفة تاخذ في الاعتبار مطالب الشعب التي طرحها خلال فترة الحراك ولا سيما الجوانب الاقتصادية، الشغل، التعليم، الصحة والمحافظة على الثرواتّ. مطلبنا واضح صدر عن المؤتمر التأسيسي، كنا السباقين إلى تبني موقف الجيش الوطني الشعبي ومطالب الشباب الذين يمثلون اكثر من 70 بالمائة من تعداد المواطنين، تبني أفكارهم وأطروحاتهم.يبقى الواجب المنتظر منا اقناعهم بضرورة الذهاب الى صناديق الاقتراع ومعارضة او معاقبة من أساؤوا اليهم عبر رفضهم انتخابيا.وبذلك نبقى على المشهد السياسي الشفاف، واطراف اللعبة نزهاء يتبارون في تقديم الافضل لجزائر تحتاج الى من يخدمها، اعتمادا على مرجعية نوفمبر ووفاء لوصية من فجروا الثورة «اذا استشهدنا، حافظوا على ذاكرتنا».وهذه الوصية تبقى أمانة في الأعناق إلى يوم الدين.