توجه سكان ولاية معسكر بقوة، يوم أمس، إلى صناديق الاقتراع عبر 322 مركز انتخابي، شهدت كلها إقبالا مميزا للناخبين رجالا ونساءً، جماعات وأفراد، من مختلف الشرائح والفئات العمرية،حسب ما سجلته «الشعب» التي رافقت العملية الانتخابية عبر تراب معسكر منذ انطلاقها إلى غاية عملية الفرز. سجل سكان معسكر وبلدياتها موقفهم من أهم موعد انتخابي حامت حوله المخاوف وهاجس المقاطعة، بإقبالهم القوي على الاقتراع الذي بلغ ذروته في الساعات الأولى للعملية الانتخابية، وبلغت نسب المشاركة في الانتخابات بمعسكر10,04 بالمائة في حدود الساعة العاشرة صباحا، ثم 25,61 بالمائة في حدود الساعة الثانية بعد الزوال، لتصل نسبة المشاركة إلى 40,92 بالمائة في حدود الساعة الخامسة مساءً. زغاريد تملأ أرجاء المراكز وعبّر معظم الناخبين الذين نقلت «الشعب» أصواتهم عبر موقعها الإلكتروني، عن تمسكهم بالوحدة الوطنية وعن قناعتهم في التصويت لرئيس يملك من الشرعية ما يمكنه من التحكم في زمام الأمور، مرفقين تصريحاتهم بالدعاء للوطن، داعين الرئيس -المرتقب الإعلان عن هويته بعد نتائج التصويت النهائية- إلى التكفل بمشاكل الشباب والفئات الاجتماعية الهشة، رافضين الرفض القاطع لأي تدخل في الشؤون السياسية للوطن. على غرار السيدة بلعباس نورية التي التقت بها «الشعب» في مركز الانتخاب علال فتيحة بحي بابا علي التي قالت: «جئت لألبي نداء الوطن الذي يحتاج في هذا المنعرج الحاسم إلينا، فرنسا الاستعمارية قتلت آباءنا وشردتهم ..لن نعطي الفرصة لأي استعمار كان نوعه «، ومثلها السيدة «جيلالية 90 سنة « التي لم يمنعها وضعها الصحي من أداء واجبها الانتخابي، التقينا بها في مركز عزايز يحيى المختلط بالمنطقة العاشرة تبحث عن مكتب التصويت المسجلة به دون فائدة، لكن سرعان ما تحولت حسرتها إلى فرحة لا توصف فقط لأنه تم العثور على اسمها في أحد مكاتب التصويت بسبب خطأ تقني - وهي مشكلة تعرض لها الكثير من الناخبين بمراكز انتخابية عدة بإقليم بلدية معسكر، قال عنها عضو سلطة تنظيم الانتخابات إنها مشاكل تقنية وقعت خلال فترة مراجعة القوائم الانتخابية وتم تداركها بالتنسيق مع مصالح بلدية معسكر. بالوطن ملتفون وللأجنبي رافضون غير ذلك، المشاركة في العملية الانتخابية بمعسكر لم تقتصر على العنصر النسوي وكبار السن، بل مست فئات اجتماعية أخرى وعمرية مختلفة، شباب وكهول أبدوا حرصهم على أداء واجبهم الانتخابي غير مكترثين لاستفزازات المعارضين للخيار الديمقراطي، على مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت مواقع للسب وتبادل الشتائم، في مركز ماحي محمد بحي بابا علي الشعبي التقت «الشعب» بالناخب بن عومر شويطح صاحب 55 من العمر، ذكر لنا أنه جاء ليدلي بصوته وينتخب بالوكالة نيابة عن ابنه العسكري، وشاب آخر من فئة الصم البكم حاولنا جاهدين فهم ما تعنيه إشارات يده وهو يظهر لنا بصمة سبابته اليسرى. نتوقع من الرئيس التكفل بانشغالاتنا أما بالمركز الانتخابي الوحيد في دوار بن داهة، في منطقة المهانين الجبلية المعزولة بأعالي جبال بني شقران، لم يختلف المشهد عن بقية المراكز الانتخابية بالمدن، أهالي دوار بن داهة التابع إداريا لبلدية الكرط، أقبلوا في ساعات مبكرة قبل انطلاق العملية الانتخابية ليمارسوا واجبهم الانتخابي، أحد شباب القرية استرسل في الحديث عن مشاكل المنطقة المعزولة، قبل أن يوجه كلمة للمترشحين للرئاسيات قائلا «نحن أدينا واجبنا أما حقوقنا فهي في أعناقكم». وتمحورت تصريحات الناخبين عموما حول أهمية الانتخاب، كفعل يجسد للممارسة الديمقراطية الحقّة، السيد أمين.ع وهو عون حماية مدنية عبّر بشدة عن الممارسات التي وصفها باللاحضارية التي ارتكبتها الأصوات الداعية إلى المقاطعة سواء داخل الوطن أوخارجه، قائلا في حديثه ل»الشعب» إن الديمقراطية هي قبول الآخر واحترام رأيه وعدم تقويض حريته، مشيرا أن الممارسات التي ارتكبت ضد الناخبين في المهجر تسيئ لصورة الجزائريين بل هي ممارسات غير مقبولة وكافية لأن توضح الكثير من الغموض للرأي العام، ورأى متحدث «الشعب» أن تلك الممارسات خدمت كثيرا الرأي العام الوطني وحفزته على الإقبال على الانتخاب. العملية تمت في ظروف جيدة وشفافية من جهته، أكد المكلف بالإعلام لدى سلطة تنظيم الانتخابات –مندوبية معسكر- الأستاذ عبد المجيد كربوش، في تصريح ل»الشعب»، أن العملية الانتخابية تمت في ظروف جيدة وشفافية تامة، باستثناء ما ذكر سابقا من مشاكل تقنية تم استدراكها، ولفت متحدث «الشعب» أنه لم تسجل أي تجاوزات أوخروقات من قبل ممثلي المترشحين ولا أي حوادث منعت المواطنين من أداء واجبهم الانتخابي، مضيفا :» لاحظت إقبال المواطنين على الاقتراع، الطوابير اصطفت أمام بعض المراكز الانتخابية الأغلبية الصامتة قالت كلمتها والنتائج ستظهر مرشح الشعب». في سياق ذي صلة، قدم عبد المجيد كربوش الأرقام المتعلقة بالعملية الانتخابية، مذكرا بعدد الهيئة الناخبة بمعسكر التي بلغت 574295 من بينهم 1907 ناخب بلغ السن القانوني للانتخاب، موزعين على 322 مركز باحتساب 7 مراكز اقتراع جديدة، أطرها 12369 مواطن من مختلف الهيئات الإدارية إضافة إلى عدد معتبر من المؤطريين الجدد من الكفاءات الجامعية.