شدد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي تيجاني حسان هدّام، على ضرورة بذل مزيد من الجهد لتمكين الأشخاص المعاقين من التأهيل الوظيفي والحركي قصد حصولهم على الاستقلالية الجسدية وتسهيل الاندماج في الحياة المهنية والاجتماعية، كاشفا عن اتخاده قرارا يتكفل بموجبه الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء و يأخذ على عاتقه قيمة الأجزاء الخارجية من الأجهزة السمعية نظرا لغلائها الفاحش. أوضح هدّام على هامش افتتاحه أول صالون وطني للأجهزة الخاصة بالمعاقين رفقة مجموعة من الوزراء، أمس، أنه أعطى تعليمات للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء قصد التكفل والأخذ على عاتقه قيمة الأجهزة السمعية عالية الثمن وخاصة الأجزاء الخارجية والمعرضة للتلف أو التوقف، مشيرا في سياق آخر إلى وضع برامج تكوينية لفائدة أطباء عامين لتخصصهم في مجال السمعيات مما بسمح بتكفل أحسن بالأشخاص ذوي السمع الضعيف. ويرى الوزير أن هذه الفئة بحاجة إلى مرافقة مستدامة وإدماج في الحياة المهنية والاجتماعية من خلال وضع كل الميكانيزمات الضرورية التي تسمح لهم بالتمتع بكامل حقوقهم المشروعة ككل فئات المجتمع وكمواطنين عاديين يساهمون في التنمية الوطنية الشاملة. وفي ذات السياق، أشار هدّام إلى حرص قطاعه على الوقوف على العراقيل التي تعترض عملية الإدماج المهني للأشخاص المعاقين والعمل على تذليلها بوضع الإجراءات القانونية، وذلك بالتعاون مع مختلف القطاعات الوزارية قصد رفع نسبة تشغيل هذه الفئة في القطاع والتي كانت تمثل نسبة 0,98 بالمائة في جوان 2019 وبعد إسداء تعليمات شديدة أصبحت تبلغ نسبة التشغيل حاليا 1,5 بالمائة على مستوى القطاع أي نسبة زيادة قدرها 50 بالمائة. كما أضاف أن الديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها يتكفل بتوفير الأجهزة الخاصة بهذه الفئة ويتجسد هذا من خلال إنتاج وتوزيع الأعضاء الاصطناعية والمساعدات التقنية على المشي والبدائل السمعية وكذا توزيع الأكياس الطبية لمرضى الستوما، مؤكدا أن العمل الذي يقوم به الديوان يرمي إلى تمكين هذه الفئة من التأهيل الوظيفي والحركي قصد الحصول على الاستقلالية الجسدية للمعاق وتسهيل الاندماج في الحياة المهنية والاجتماعية. وفي مجال المساعدات التقنية على المشي قال تيجاني هدام إن الديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها قد حقق إنجازا هاما منذ 5 سنوات بتركيب الكراسي المتحركة المصنوعة من الألمنيوم والكهربائية وتركيبها في وحدة تيقزيرت المتخصصة في إنتاج المساعدات التقنية على المشي وكذلك تكوين تقنيين مختصين في هذا المجال وذلك بالتنسيق مع شريك أجنبي. وفيما يخص المساعدات التقنية الصحية تقرر القيام بمهمات مشتركة بين الديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية والصندوق الوطني للتأمينات من خلال زيارة أرجاء الوطن خاصة تلك المناطق المعزولة في الجنوب الكبير والهضاب العليا قصد جرد وفحص الأشخاص المعاقين والتكفل بمنحهم الأعضاء الاصطناعية في أماكن سكنهم. الدالية: تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من العيش الكريم وفي كلمة لها على هامش الصالون الوطني للتجهيزات الاصطناعية، أشادت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المراة غنية الدالية، بالتزام الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون، في إطار تكريس خطاب القطيعة مع الممارسات السابقة، ببذل قصارى الجهود لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من العيش الكريم. وأضافت الدالية أن التكفل بالأشخاص ذوي الإعاقة يعد التزاما وطنيا كرسه صدور القانون 02-09 المتعلق بحماية الأشخاص المعاقين وترقيتهم سنة 2002، مؤكدة أن المسؤولية تقع على عاتق قطاعها لإنجاح العمل الاجتماعي والتضامني والإنساني من خلال دعم الفئات الهشة وحماية الاشخاص المعاقين وتمكينهم من تحقيق استقلاليتهم بضمان تربيتهم وتعليمهم وتكوينهم وإعطائهم الفرص المتكافئة للوصول إلى مناصب عمل وعبر نظام المساعدات المالية والعينية التي هم بحاجة إليها. وقالت الدالية إن دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة الاجتماعية مرهون بتوفير الأجهزة والمعدات التعويضية وكذا لواحقها داعية إلى ضرورة العمل على تسهيل توفيرها لمستحقيها دون عناء وفي الوقت المناسب بالنوعية الجيدة والأسعار المعقولة خاصة وأنها مصيرية لإنجاح عملية التكفل بهم واندماجهم. وأشارت الوزيرة إلى تخصيص غلاف مالي قدره 258 مليون و 856 الف دينار جزائري لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من هذه التجهيزات والمتمثلة في أجهزة متحركة، كراس متحركة وأخرى كهربائية ومركبات ذات ثلاث عجلات وكذا أجهزة تقويم العظام ولواحقها وأجهزة لضعيفي البصر والمكفوفين ولواحقها لضعيفي السمع والصم ولواحقها وأجهزة للمساعدة التقنية والحماية. من جهته، أفاد وزير التكوين والتعليم المهنيين موسى دادة، أن قطاعه سيكون في المستقبل القريب شريكا مع الديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها من خلال إبرام اتفاقية، نظرا لأهمية تكوين الشباب في مجال الأعضاء الاصطناعية وكذا حاجة الإشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لهذه الأجهزة التي تمكنهم من الاندماج في الحياة الاجتماعية والمهنية. وأضاف الوزير أن قطاعه يسعى لمواكبة التطور التكنولوجي وتجسيده في البرنامج التكويني مشيرا إلى وجود 750 ألف متربص و1300 مؤسسة تكوينية. في المقابل، ذكر وزير الشباب والرياضة رؤوف سليم برناوي بالنتائج الممتازة التي حققها ذوو الاحتياجات الخاصة في مختلف أنواع الرياضة والتي فاقت الأشخاص العاديين، قائلا إن هذه الفئة استطاعت رفع وتشريف الراية الوطنية في المحافل الدولية بالرغم من الصعوبات التي تواجههم. ووصف برناوي الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بالأبطال الذين شرفوا بلادهم وهم بحاجة إلى الدعم والمساعدة من خلال توفير كل المستلزمات من أعضاء اصطناعية قائلا إن الاسم الذي يجب أن يطلق على هذه الفئة ذوو الهمم وليس أشخاصا معاقين.