عكس السنوات الماضية التي عرفت مهازل بالجملة في الرياضة الجزائرية، تألق رياضيو الاختصاصات الفردية بشكل ملفت للانتباه خلال سنة 2019، في مختلف البطولات العالمية التي شاركوا فيها، حيث جنوا المعدن النفيس وتمكّن الكثير منهم من البروز رغم الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها كل واحد منهم في التحضير للاستحقاقات الدولية التي تنتظره، حيث شاهدنا عودة البطل الأولمبي «توفيق مخلوفي» إلى منصات التتويج بعدما عدل عن الاعتزال، كما جنا الرباع «بيداني» أول ميدالية في تاريخ رياضة رفع الأثقال في البطولة العالمية، وأكد «أيوب حلاسة» أن مستقبل الكاراتي دو الجزائري يبشر بالخير. بعد ابتعاده لمدة سنتين كاملتين عاد الغزال الجزائري «توفيق مخلوفي» إلى مضامير ألعاب القوى الدولية، الرياضي الجزائري الذي يعتبر في السنوات الأخيرة الغابة التي تغطي شجرة إخفاقات الرياضة الجزائرية استعاد بريقه بشكل ملفت للانتباه بعدما فرض نفسه خلال منافسات البطولة العالمية لألعاب القوى التي أقيمت ما بين ال 27 سبتمبر إلى غاية السادس أكتوبر بالعاصمة القطرية الدوحة، أين تمكّن ابن مدينة سوق أهراس من خطف الميدالية الفضية في سباق 1500 متر مع العداء الخارق للعادة الكيني «تيموتي شيريوت» صاحب ال 24 ربيعا، الذي تقدّم عليه بفارق ثانيتين و12 جزء من المائة، بعدما أنهى مسافة السباق بتوقيت قدره 3 دقائق 29 ثانية و26 جزءا من المائة، نال بها أول ذهبية في الاختصاص بطريقة خارقة للعادة في ثالث مشاركة له في البطولة العالمية بعد الأولى سنة 2015، بالعاصمة الصينية «بكين»، والثانية بالعاصمة البريطانية لندن سنة 2017، وهي النتيجة التي تجعل «مخلوفي» يأمل في تحسين مستواه أكثر خلال أولمبياد طوكيو 2020، الذي سيكون الأخير في مسيرة البطل الجزائري حيث سيتجاوز سنه 32 ربيعا ببعض الأشهر بعد الأولمبياد. «توفيق مخلوفي» الذي توقف عن التدريبات والمنافسة الرسمية لمدة دامت سنتين كاملتين، استعاد نشاطه قبل سنة عن انطلاق بطولة العالم لألعاب القوى، حيث تدرب بجدية كبيرة مع المدرب المخضرم الفرنسي «فيليب ديبون» بكل من فرنسا وبعدها بمرتفعات كينيا، ويطمح مع الأيام الأخيرة للسنة الجارية وطيلة الفترة التحضيرية التي تسبق الألعاب الأولمبية لطوكيو من رفع رتم التحضيرات أكثر، حيث أكد ل»الشعب» بأنه سيختار أحد الوجهات الأربعة بعد مراعاة العوامل المناخية الملائمة للتدرب، وذلك من أجل التحضير الجيد لآخر أولمبياد في تاريخه، ويتعلّق الأمر بكل من (إيثيوبيا، كينيا، جنوب إفريقيا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية). «بيداني»ويخطف أول ميدالية عالمية في تاريخ رفع الأثقال رياضي آخر أسال الكثير من الحبر بعدما تألق وجلب ميدالية للجزائر، يتعلق الأمر بالرباع «وليد بيداني» الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في سماء الرياضة الجزائرية، بعدما صار أول رياضي جزائري يجني ميدالية في البطولة العالمية لرياضة رفع الأثقال في عهد الجزائر المستقلة، هو الذي خطف البرونز في «باتايا» التايلاندية في ثالث مشاركة له في ذات المنافسة في مسيرته الرياضية، نتيجة جاءت بعد تضحيات كبيرة وتحضيرات أكبر اتسمت بالجدية والاستمرارية لصاحب ال 25 ربيعا طيلة سنة كاملة ببولونيا، ورغم أن ابن مدينة مغنية بدأ مشواره التدريبي في قاعة بإمكانيات جد متواضعة منذ أن كان في الأصناف الصغرى، إلا أنه تمكن من فرض نفسه محليا قاريا والآن دوليا، وهو ما جعل اهتمام مسؤولي القطاع يزيد بهذا الشاب الطموح الذي يهدف إلى إهداء أول ميدالية أولمبية في تاريخ رياضة رفع الأثقال التي تبقى اختصاصا دوليا يسيطر عليه رباعو الدول الآسيوية وأوروبا الشرقية. «حلاسة» قدوة كل رياضي طموح رياضي ثالث برز بشكل ملفت للانتباه اسمه «أيوب أنيس حلاسة» توّج بطلا للعالم للكاراتي دو في اختصاص كوميتي في مدينة سانتياغو الشيلية في البطولة العالمية للشباب في وزن أقل من 55 كلغ، بعدما تمكّن من الإطاحة بنظيره المغربي «جينا عبد الغالي» في المنازلة النهائية، ميدالية تعتبر انجازا كبيرا لابن مدينة قسنطينة كونها الأولى من نوعها في تاريخ الرياضات القتالية لدى الأواسط، مع مصارع يتدرب في فريق صغير اسمه نادي مستقبل قسنطينة في قاعة متواضعة جدا وبإمكانيات بسيطة، لكن بتأطير مميز يقوده المصارع الأسبق «ثابت اسكندر» الذي جمع أفضل المدربين والمصارعين في قاعته وأخرج بطلا عالميا من رحم المعاناة وتمكن من تكوين جيل من المصارعين تألق في مختلف المنافسات القارية والعربية، وهو ما يجعل منه خزانا لرياضة الكاراتي في الجزائر. تألق «حلاسة» يؤكد السياسة الرشيدة للاتحادية الجزائرية للكاراتي بقيادة رئيسها «سليمان مسدوي» الذي تمكن من إعادة الهدوء إلى بيت الكاراتي الجزائري بعدما كان ملتهبا بسبب صراعات داخلية كادت تؤدي بالرياضة الأكثر ممارسة في الجزائر إلى ما لا يحمد عقباه، خصوصا بعدما جاءت عقوبات الاتحاد الدولي قاسية على الإتحادية الجزائرية التي عوقبت لأزيد من سنتين كاملتين من المشاركة في المنافسات الدولية، حرم على إثرها جيل بأكمله من التألق في مختلف الاستحقاقات الدولية. بروز أسماء عدة في البطولات العالمية جعل الوزارة الوصية تهتم بالمواهب الشابة وتدعمها ماديا قصد التحضير الجيد لمختلف الاستحقاقات المقبلة في مقدمتها أولمبياد طوكيو 2020، كون الاستثمار في مستقبل الرياضة الجزائرية سيدعم حظوظ الجزائر في العودة لمنصات التتويج الدولية الكبرى في مقدمتها أولمبياد طوكيو، مع انتظار تألق عدد آخر من الرياضيين في مختلف الرياضات في مقدمتها (الملاحة الشراعية، التجذيف، السباحة، الكاراتي، الجمباز والمبارزة) الذين أهدوا الجزائر عدة ميداليات في مختلف البطولات الإفريقية وألعاب الإفريقية بالرباط والمنافسات العربية، وكذا ألعاب البحر الأبيض المتوسط للمبارزة المقامة شهر جانفي بإيطاليا، حيث يلقون دعما منقطع النظير للمساهمة في رفع الراية الوطنية وذلك قصد محاولة تكرار انجاز أولمبياد «سيدني» ومحو خيبة ألعاب «ريو» الأخيرة التي خرجت منها الجزائر بميداليتين فضيتين.