عزّزت الجزائر، أمس، حضورها الإنساني في الجارة ليبيا بإرسال قافلة مساعدات إنسانية هي الثالثة من نوعها في ظرف أقل من شهر، وتصل حمولتها إلى 100 طن من المواد الغذائية الضرورية ومختلف الحاجيات الأساسية ستشحن عبر جسر جوي على متن طائرات القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي. وصفت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، القافلة بالخطوة الإنسانية التي تعبر عن عمق الصداقة والأخوة بين الجزائر وليبيا، وأكدت أن القافلة التضامنية نواياها إنسانية بحتة وليست لها أي خلفيات سياسية، لأنها ستوجه إلى الشعب الليبي الشقيق الذي تقف معه الجزائر في محنته بعد توتر الأوضاع بين الأطراف المتنازعة. وأوضحت بن حبيلس في رد على سؤال «الشعب» خلال ندوة صحفية على هامش إطلاق القافلة بالعاصمة حول برمجة مساعدات أخرى أن الجزائر لن توقف مساعداتها إلى الجارة ليبيا حتى تستقر الأوضاع لأن العمل الإنساني ليس له حدود. وكشفت أن القافلة الثالثة التي توجهت، أمس، إلى الحدود الليبية بمنطقة غدامس تضم 100 طن من المساعدات الضرورية الأساسية والمواد الغذائية على غرار حليب الأطفال والأدوية والأغطية وغيرها من الضروريات للشعب الليبي الشقيق. ونظمت قافلة المساعدات طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية حسب بن حبيلس قائلة «إن الجزائر شعبا وقيادة يتضامنون مع الشعب الليبي الشقيق». وأوضحت في ردها على سؤال حول من يستلم المساعدات في ظل وجود طرفين في ليبيا بالنظر إلى الصراع الدائر حاليا أن الهلال الأحمر الليبي هو الجهة الوحيدة التي تتسلم المساعدات دون غيرها، كما أنه الجهة التي تقوم بتوزيع المساعدات في إطار اتفاق تعاون مع الهلال الأحمر الجزائري. الجزائر تقدم المساعدات للهلال الليبي ولا تبحث عن الجهة التي تتسلم المساعدات حسبما أكدته رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، مشيرة إلى أن القافلة دعم من الدولة الجزائرية إلى الشعب الليبي، وهي الثالثة من نوعها بعد الأولى التي أرسلت في الثاني من شهر جانفي الجاري بمرافقة الجيش الوطني الشعبي الذي يسهم بشكل كبير من خلال نقلها إلى الحدود الليبية عبر جسر جوي خاص على متن طائرات القوات الجوية انطلاقا من المطار العسكري ببوفاريك. وأشادت بن حبيلس بدور أفراد الجيش الوطني الشعبي في خدمة العمل الإنساني من خلال الإسهام في نقل القوافل الإنسانية إلى الجارة ليبيا أوغيرها من المساعدات التي توجه خارج الجزائر وداخلها، حيث يتم تخصيص طائرات نقل خاصة لإيصال المساعدات التضامنية إلى المتضررين، عبر جسر جوي مباشر من الجزائر العاصمة إلى المناطق المخصصة لاستقبال المساعدات. وتأتي القافلة الإنسانية الثالثة تزامنا مع الجهود التي تبذلها الجزائر على المستوى الدبلوماسي لوقف التوتر بين طرفي النزاع في ليبيا وحله بالطرق السلمية . وتسعى الدبلوماسية الجزائرية إلى إقناع المجتمع الدولي بضرورة الاحتكام إلى الحل السلمي وتفادي التدخل العسكري، وهوالطرح الذي قدمه رئيس الجمهورية أول أمس، في مؤتمر برلين، داعيا كل المشاركين إلى إعتماد الحل السلمي، معلنا استعداد الجزائر لاحتضان الحوار بين الفرقاء الليبيين.