هزات إرتدادية أقل درجة تدفع عائلات لقضاء ليلة بيضاء في الشوارع طالبات في حالة إغماء ينقلن إلى مستشفى الطاهير كانت وجهتنا بلدية العوانة، 20 كلم غرب مدينة جيجل... العوانة مدينة ساحلية هادئة معروفة ب «كافالو»، ورغم الهلع الذي أصاب سكانها، جراء الهزة الأرضية التي بلغت 4,9 درجات على سلم ريشتر، تحدت حالة الخوف حيث لم تسجل أي خسائر بشرية، عدا تشققات في بعض البيوت. التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به «الشعب» بعين المكان... دخلنا العوانة، أمس، فوجدنا الأجواء بمختلف أحياء البلدية عادية، فالحركة التجارية استعادت عافيتها وهدوءها الذي تتميز بها كل نهاية أسبوع. نزلت «الشعب» لمختلف أحياء المدينة لمعرفة عن كثب مخلفات هذه الهزة الأرضية التي بلغت 4,9 درجات على سلم رشتر، وهي الهزة التي لم يشعر بقوتها سكان بلديات الولاية، منذ سنوات طويلة. والأكيد أن سكان «العوانة» بالخصوص، مروا يوم الجمعة الفائت، بفترات عصيبة، وكان طويلا على العائلات التي عاشت هلعا كبيرا والكثير منها تركت منازلها وافترشت العراء، خوفا من أن تنهار على رؤوسهم، خصوصا وأن الهزات الإرتدادية استمرت ثلاث هزات متفاوتة الشدة، أحس بها سكان البلدية وكل مواطني ولاية جيجلوالولايات المجاورة. وما زاد الأمر سوءاً الإشاعات التي تم تداولها على صفحات «الفايسبوك»، والتي حذرت من هزة أرضية تكون شدتها أكبر من التي سجلت الجمعة الأخير. الحماية المدنية تعاين الأحياء وتؤكد عدم تسجيل أضرار وحدات الحماية المدنية، إثر الهزة الأرضية المسجلة، صبيحة الجمعة على الساعة 08 و24د، كثفت خرجاتها، لتقييم الوضع عن قرب وطمأنة المواطنين، حيث قال عناصرها ل «الشعب» إنهم لم يسجلوا أية خسائر تذكر، مؤكدين أن الهزة الأرضية حدد موقعها 05 كلم شمال شرق العوانة، بحسب المركز الوطني لرصد الزلازل، شعر بها سكان ولايتي جيجل وبجاية، وبعض الولايات المجاورة، على غرار ولايات سكيكدة، ميلة وسطيف. في حديث ل «الشعب» أوضح مواطنون، أن مركز الهزة الأرضية، كان على مستوى اليابسة وليس في البحر، كما تم الاعلان عنه، وذلك أن العديد من القرويين، لاحظوا ذلك على مستوى جبل «القرن» حيث كانت شدة الهزة قوية، ولاحظوا ارتجاج الاشجار والجبال، كما سقطت حجارة بذات المكان. وبحسب الشهادات الحية التي سجلناها، فقد تم تسجيل هزة أرضية إرتدادية بنفس المنطقة بجيجل، بقوة 3,6 درجات على سلم رشتر، 03 كلم جنوب العوانة على الساعة 12 و25د، دون أن تخلف خسائر. وهي مسألة أكدتها لنا أحلام بومالة، المكلفة بالإعلام والإتصال بمديرية الحماية المدنية بجيجل قائلة: «لم يتم الإبلاغ عن خسائر بشرية بعد الزلزال»، وأشارت إلى «أن المواطنين المذعورين، خرجوا إلى الشارع خوفًا من هزات ارتدادية محتملة، لاسيما في تابريحت في بلدية الميلية والعوانة، وأن وحدات الحماية المدنية تقوم حاليا بخرجات استطلاعية ميدانية». تشققات بالمنازل والطرق من جهتها تدخلت مصالح الفرع الإقليمي للأشغال العمومية للعوانة وزيامة منصورية من أجل إزالة مخلفات الهزة الأرضية على مستوى الطريق الوطني رقم 43 وبالضبط بالنقطة الكيلومترية، حيث تمت إزالة مخلفات الهزة الأرضية كليا، بحسب مديرية الأشغال العمومية، مع القيام بمراقبة حالة المنشآت الفنية على مستوى الطريق الوطني، حيث لم تسجل أية أضرار بالمنشآت. وأوضح مروان بوفنيسة، رئيس المجلس الشعبي البلدي للعوانة، «أن الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة تسببت في تشققات وتصدعات بمجموعة من المساكن والطرق ببلدية العوانة، مؤكدا تنصيب خلية أزمة على مستوى المجلس، تنقلت إلى عدة مناطق بالبلدية، حيث تمت معاينة تشققات كبيرة على مستوى شقق بحيي 30 و20 مسكنا، إضافة إلى ميلان جزئي لإحدى العمارات». وأشار ذات المسؤول إلى «تسجيل تصدعات على مستوى الطريق الولائي رقم 137 الرابط بين الطريق الوطني رقم 43 وبلدية سلمى بن زيادة، وكذا على مستوى الطريق البلدي رقم 10 الرابط بين الطريق الوطني رقم 43 ومشاتي لخراشة وقاع الجبل بالعوانة». وأضاف بوفنيسة «أن خلية الأزمة تواصل عملها للوقوف على مخلفات هذه الهزة الأرضية وستقوم بإعداد تقرير مفصل بهذا الشأن لتقديمه للجهات الوصية». إشاعات مغرضة في «الفايسبوك» رغم البرد القارس الذي يميز المنطقة شتاءً، رفضت العائلات التي تركت منازلها بالعوانة، العودة إليها خوفا من الهزات الارتدادية، لاسيما وأن إشاعات تحدثت عن هيجان البحر، وتنبؤ بهزة أرضية شدتها أكبر من التي سجلت صبيحة يوم الجمعة. على مستوى الإقامات الجامعية بتاسوست، أغمي على عديد الطالبات وخروجهن إلى الساحة ونقل مجموعة منهن إلى مستشفيي جيجل والطاهير جراء الفزع والصدمة. كما اختارت عائلات من حي تابريحت بالميلية، البقاء خارج منازلها خوفا من سقوط العمارات المتشققة، وكذا مغادرة بعض العائلات القاطنة بالعمارات أمام مستشفى جيجل وكذا بوشرقة بالطاهير وبراك بالشقفة لمساكنهم، وغيرها بسبب الإشاعات المغرضة. وزير الداخلية رفقة وزيرة التضامن في عين المكان على صعيد آخر طمأن كمال بلجود وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، رفقة كوثر كريكو وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة، السكان بأن السلطات العمومية، إلى جانبهم وهي مجندة للتكفل بهم تبعا لتوجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. الوزير وبعد تنقله إلى عين المكان رفقة والي الولاية والسلطات المدنية والعسكرية، توقف عند الوضعية، حيث اطلع على كل شيء . في تصريح له، أفاد أنه بمتابعة شخصية من رئيس الجمهورية وبتكليف منه تم التنقل للإطمنان على المواطنين واتخاذ الإجراءات الضرورية، إن استلزم الأمر، مع الاستعداد التام لكل الاحتمالات للقيام بدورهم، مؤكدا أن الدولة متواجدة في كل الأوقات للتكفل بالمواطنين» . وأكد المسؤول، أن «الهزة لم تسجل وقوع خسائر بشرية أو مادية معتبرة، سوى وقوع حالات هلع وخوف من قبل الساكنة. ووجه الوزير، تعليمات للمسؤولين عبر مختلف المستويات، بضرورة اليقظة والحيطة وضرورة الاستعداد لمختلف الاحتمالات جراء الكوارث الطبيعية». من جهتها أكدت وزيرة التضامن، أن هذه الزيارة جاءت للاطمئنان على حالة المواطنين ومواساتهم وأن هناك مخطط استعجالي لمواجهة هذا النوع من الظواهر وكطاقم حكومي ومصالح متواجدين لمواساة الشعب وتلبية مطالبهم. 3 هزات إرتدادية على إثر الهزة الأرضية المسجلة صبيحة الجمعة، سجلت أول هزة إرتدادية بالولاية في نفس اليوم، بقوة 3,6 درجات، 3 كلم جنوب العوانة، على الساعة 12 و25د، ثم هزة ارتدادية ثانية في مساء نفس اليوم عند الساعة (20:10 ) بشدّة 3,6 درجات على سلم ريشتر، تمّ تحديد مركزها ب10 كم شمال شرق العوانة، وهزة ارتدادية ثالثة مساء الجمعة بشدّة 3,3 درجات، حدّد مركزها ب14 كم جنوب العوانة، في تمام الساعة 22:02، بحسب مركز البحث في علم الفلك والجيوفيزياء والفيزياء الفلكية.