ارتفعت إحصاءات الوفيات العالمية جراء فيروس كورونا المستجد إلى 190 ألفا، سجلت 50 ألفا منها في الولاياتالمتحدة. فيما تواصل العديد من الدول سباقها مع الزمن لإنتاج لقاح فعال ضد الفيروس. بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في أنحاء العالم منذ ظهوره بالصين، ديسمبر من العام الماضي، أكثر من 2.7 مليون حالة، تعافى منها ما لا يقل عن 755 ألف حالة، وفقا للإحصاءات المجمّعة التي تنشرها جامعة جونز هوبكنز الأميركية. وناهزت حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيروس بالولاياتالمتحدة لوحدها 50 ألفا، بعدما حصد الوباء خلال 24 ساعة أرواح 3176 مصابا في حصيلة يومية شبه قياسية. الأكثر تضررا والولاياتالمتحدة التي سجلت فيها أول وفاة بالفيروس، نهاية فيفري الأخير، هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات. وارتفع إجمالي الإصابات المثبتة مخبريا في الولاياتالمتحدة إلى 866 ألف و646 حالة بعدما أتت نتيجة 26971 فحص أجريت خلال الساعات ال 24 الأخيرة إيجابية. وتفيد دراسات طبية بأن واحدا على الأقل من كل خمسة أشخاص في نيويورك أصيب على الأرجح بفيروس كورونا المستجد. تأثير الشمس وقال وليام براين القائم بأعمال مديرية العلوم والتكنولوجيا بوزارة الأمن الداخلي إن باحثين تابعين للحكومة توصلوا إلى أن الفيروس يعيش بشكل أفضل في الأماكن المغلقة والأجواء الجافة، ويضعف مع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة خاصة عندما يتعرض لأشعة الشمس. وصرح القائم بأعمال مديرية العلوم في إفادة صحفية بالبيت الأبيض، الخميس، بأن «الفيروس يموت بأسرع ما يمكن في وجود أشعة الشمس المباشرة». وأضاف أنه على الأسطح غير المسامية كالصلب، يفقد الفيروس نصف قوته بعد 18 ساعة في أجواء مظلمة منخفضة الرطوبة. أما في الأجواء عالية الرطوبة، فقد انخفضت تلك الفترة إلى ست ساعات. وعندما تم تعريض الفيروس لرطوبة عالية وإلى أشعة الشمس، فقد نصف عمره خلال دقيقتين فقط. وقد تنعش هذه النتائج الآمال في أن يسلك مرض كوفيد-19، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد المسمى «سارس كوف-2»، مسار الأمراض الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي كالإنفلونزا التي تكون أقل عدوى بالأجواء الدافئة. لكن فيروس كورونا أظهر أيضا أنه قادر على الفتك بالبشر في أجواء دافئة مثل أجواء سنغافورة، وهو ما يثير مزيدا من التساؤلات بشأن تأثير العوامل البيئية. أولى تجارب سريرية تتسارع الأبحاث العلمية في أوروبا وأميركا لإيجاد علاج لفيروس كورونا، وفي بريطانيا بدأت جامعة أوكسفورد البريطانية، الخميس، أولى التجارب السريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا، وسيتم إخضاع 500 متطوع لتجارب على مدى ثلاثة أسابيع ضمن مرحلة أولى. يتزامن ذلك مع بدء دراسة واسعة النطاق في بريطانيا لمعرفة نسبة السكان الذين أصيبوا بفيروس كورونا، والذين اكتسبوا مناعة بعد التعافي منه. وفي سويسرا، بدأ باحثون اليوم بجمع عينات دم واستطلاع مواطنين، لتحديد نسبة السكان الذين باتت لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد، وقد أطلقت الدراسة الأكاديمية السويسرية للصحة العامة التي تضم 12 مؤسسة جامعية. وستستمر الدراسة لستة أشهر على الأقل، وستعطي «معلومات موثوقة عن عدد حاملي الأجسام المضادة لوباء كوفيد-19 في المناطق المختلفة ومجموعات محددة من السكان، وعن مدى المناعة ومدتها» ضد الفيروس. وبدأت إيطاليا وألمانيا والولاياتالمتحدة بإجراء تجارب على المستوى الوطني بشأن الأجسام المضادة، وأعلنت دول أخرى نيتها إجراء تجارب مماثلة قريبا. من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن مبادرة مع عدة شركاء دوليين، لتسريع عملية تطوير عقاقير آمنة وفعالة واختبارات وأمصال للوقاية وتشخيص وعلاج المرض الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا. كارثة في دور المسنين وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغي أن دور رعاية المسنين سجلت قرابة نصف إجمالي وفيات فيروس كورونا في بعض دول القارة. وتفيد إحصائيات بأنه إلى تريخ 13 أفريل الجاري سجلت 55.2 بالمائة من الوفيات في إيرلندا في دور المسنين، وحتى 15 من الشهر نفسه أبلغت فرنسا عن تسجيل 49.4 بالمائة من إجمالي الوفيات في دور المسنين. وشدد كلوغي في مؤتمر عبر الإنترنت على ضرورة إعادة النظر بشكل عاجل في طريقة عمل دور المسنين في ظل جائحة كورونا، مضيفا أنه من المهم إعطاء الأولوية في إجراء الفحوص، وتجهيز الطواقم وتشكيل وحدات مختصة في التعامل مع فيروس كورونا، حتى قبل تسجيلها إصابات بالعدوى. أقل حصيلة في إسبانيا وأعلنت إسبانيا، أمس، عن وفاة 367 شخصا بكوفيد-19 في الساعات ال24 الأخيرة، في أقل حصيلة يومية منذ شهر، ليصل إجمالي عدد الوفيات بالفيروس في البلاد إلى 22 ألفا و524. وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها عن حصيلة يومية منخفضة بهذا المستوى منذ مارس، بحسب وزارة الصحة. وبلغ إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد 219 ألف و764 بينهم أشخاص أظهرت الفحوص أن أجسامهم طوّرت مناعة ضد الفيروس. 6 إصابات في الصين من جانب آخر، سجلت الصين 6 إصابات بفيروس كورونا خلال الساعات ال 24 الأخيرة، معلنة أنها ستقدم 30 مليون دولار إضافية لمنظمة الصحة العالمية، بعد تعليق الولاياتالمتحدة مساهمتها المالية في المنظمة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية أن المبلغ سيستخدم لدعم المنظمة في الوقاية من جائحة كورونا ومراقبتها، فضلا عن تعزيز الأنظمة الصحية في الدول النامية. في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن منظمة الصحة العالمية تحتاج إلى إصلاح جذري عقب تعاملها مع جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة - وهي أكبر مانح للمنظمة - قد لا تستأنف تمويلها.