أكد أطباء ومختصون أن رفع الحجر الصحي بات أمرا حتميا تفرضه الضغوطات اليومية بسبب ما يعيشه المواطنون من «أزمة مالية» حادة، زيادة على تحسن الأوضاع، خاصة في ظل انخفاض عدد الوفيات بسبب الفيروس، داعين بالمقابل إلى احترام الإجراءات الوقائية للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا. في هذا الإطار، اعتبر المختص في الصحة العمومية الدكتور عبد الحفيظ عيادة، أن هذه المرحلة الأخيرة لانتهاء جائحة كورونا ورفع الحجر الصحي تدريجيا، بات أمرا حتميا لا مفر منه، لأن فيروس كورونا في تراجع والوضع يتحسّن في الجزائر، خاصة ما يتعلق بعدد الوفيات الذي شهد انخفاضا كبيرا، وهو ما يؤكد أن فيروس كورونا ليس خطيرا في ذاته وإنما في انتشاره. وحذر عيادة من خطورة رمي الكمامات في الشوارع بعد استعمالها، خاصة على الأطفال الذين يمكن أن تشكل خطرا أكبر عليهم ويصبحون عرضة للإصابة بكورونا وميكروبات أخرى موجودة في الكمامات، مقدما نصائح بأخذ كيس بلاسيتكي ووضع الكمامات فيها لتفادي انتشار المرض، داعيا إلى تشديد الرقابة في هذا الشأن. في ذات السياق، أضاف المختص في الصحة العمومية أن الكمامات الطبية موجهة خصيصا للطاقم الطبي، في حين يمكن للمواطن أن يستعمل الأقنعة المصنوعة من القماش والتي تساهم أيضا في حمايتهم من انتشار عدوى فيروس كورونا، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تعذر عليهم اقتناء كمامات من السوق. من جانبه أكد المختص في طب الأطفال الدكتور سامي بوقصة، أنه لا يمكن تحديد اليوم الذي سيزول فيه فيروس كورونا، خاصة وأن عدد المصابين به في تزايد مستمر. وبحسبه، فإن الحالات المسجلة تتعلق بالأشخاص الذين خضعوا إلى التشخيص. وقال إن الالتزام بالقواعد الوقائية ضروري، بما أن سلسلة المرض متواصلة ولم تتوقف، مشيرا إلى خطورة الاكتظاظ في مكان معين، إذ يمكن أن يتسبب شخص واحد مصاب بالفيروس في نقل العدوى إلى جَمْعٍ كبير دون علمهم. ودعا بوقصة المواطنين إلى ارتداء الكمامات، نظرا لمساهمتها في تقليص خطر العدوى ولو اقتضى الأمر ينصح باستعمال قماش على الفم يمكن أن يحمي من الإصابة بالمرض أو خياطة كمامات قطنية بالمنازل يمكن غسلها واستعمالها عدة مرات. وقدم الدكتور بوقصة تفسيرات حول نتائج فحص السكانير المتعلقة ب «كوفيد-19»، مشيرا إلى أن هذا الفحص قد يدل على إصابة الشخص بالفيروس عندما تكون منطقة الرئتين غير صافية وتظهر عليها بقع ولكن يمكن أن لا تحدث في حالة الإصابة بفيروس كورونا فقط، وإنما حتى في أمراض أخرى كالربو. في المقابل يرى الدكتور عبد الرحمان محمدي، طبيب عام بمستشفى البليدة، أن الكمامات المصنوعة يدويا من القماش لا تحمي من فيروس كورونا، موضحا أن هناك معايير علمية لصنع الكمامات يجب اتباعها والمشكل ليس في التعقيم وإنما في مدى فعاليتها في الحماية من انتقال الفيروس من وإلى الشخص. ونصح المواطنين بالتزام بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مع احترام قواعد النظافة والوقاية واتباع النصائح التي من شأنها أن تساهم في التقليل من انتشار الفيروس.