لا يختلف اثنان على أن التقني محمد لاسات واحد من خبراء كرة القدم الجزائرية حيث سبق له وأن درب عدة أندية من مختلف الأقسام منها شباب بلوزداد، نصر حسين داي واليوم يشرف على المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة متحدثا في هذا الحوار الحصري حول رغبة الأندية الأوروبية ضم العديد من اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية. - الشعب: أين يتواجد المدرب محمد لاسات ؟ لاسات: حاليا أنا في البيت مثل معظم الجزائريين ملتزم بالحجر الصحي ولا أخرج إلا للضرورة القصوى لقضاء بعض الأمور الخاصة متمنيا أن تمر علينا هذه الجائحة بأقل الأضرار. - كيف ترى رغبة اكبر الأندية في اوروبا ضم لاعبين جزائريين ينشطون في مختلف الدوريات في القارة العجوز ؟ أولا، أشكركم على العمل الذي تقومون به عبر جريدة «الشعب» المحترمة والمستوى الاحترافي المتميز وهذا في كل الميادين، أما فيما يخص سؤالكم فإن اللاعب الدولي الجزائري أصبح يتميز بكفاءة عالية من الاحتراف جعلت بعض الأندية الكبيرة تصب اهتمامها في جلبه لصالحها وهذا نظرا لفرض مكانته ومستواه فوق الميدان مثل عطال، بن ناصر، بن طالب، بونجاح دون أن ننسى المرور على بلايلي ومحرز. - هل من إضافات ؟ أظن أن اللاعب الجزائري المحترف إذا أعطيت له فرصة للظهور فوق الميدان فإنه يفجر طاقة لا تعتبر مثل ما حدث مع سليماني في لشبونة ومن ثم موناكو أين أثبت مستوى راق وملائم بسمعته وسمعة الفريق الوطني، وهذا أيضا ينطبق على محرز وعطال زيادة على الانضباط الذي يتحلون به. - ما هو تقييمك التقني لكل لاعب ؟ أعتقد أن هؤلاء النجوم تعبوا مع أنديتهم في زمن ما ولكن بفضل الانضباط ومضاعفة الجهد في التدريبات مع أنديتهم تمكنوا من وضع بصمة تقنية عالية ما جعل الأندية الأوروبية على اللاعب الجزائري أكثر من غيره لأن له تميز في اللعب وروح المسؤولية، وعليه فإن المستوى الفني للاعبينا الدوليين عال جدا والدليل أنهم في نهائيات كأس إفريقيا 2019 بالقاهرة لعبوا كل المباريات بنفس الروح والمستوى الفني العالي ما جعلهم يسيطرون على البطولة بكل أريحية وهذا هو المهم في كرة القدم عندما تحافظ على مستواك البدني والتقني وهذا ما تراه لدى لاعبينا. - ألا ترى بأن انضباط لاعبينا ومواظبتهم في العمل ما جعلهم تحت مراقبة المناجرة ؟ أنا مع هذا الطرح، لأن المناجرة دائما يبحثون على الطيور النادرة، واليوم وجدوها عبر الفرق الأوروبية التي يلعبون لها الدوليون الجزائريون ما جعل هؤلاء محل الاهتمام من طرف الأندية الكبيرة عبر أوروبا، وهذا يشرفنا كتقنيين لأن هؤلاء هو العمود الفقري للخضر ونحن فخورين بهؤلاء. - هل من دوافع أخرى جعلت الأندية الأوروبية تبحث على نجوم الجزائر الدوليين بأوروبا ؟ الجزائري له مكانة خاصة وتعني الكثير في أوروبا وغيرها من دول المعمورة، وهذا ليس في الرياضة وحدها وحتى في المجالات الأخرى كالاقتصاد، الطب والثقافة وغيرها من المجالات الحيوية، كما يعتبر اللاعب الجزائري من الناحية الفنية متميز والدليل ما يفعله محرز، سليماني، عطال وبن ناصر وغيرهم فوق البساط الأخضر يثلج الصدور ويبعث روح الأمل بأن اللاعب الجزائري بخير وله وزنه في اللقاءات الكبيرة وهذا ما أكده لاعبونا مع أنديتهم الأوروبية وجسدوه مع الخضر. - لمن يعود هذا ؟ اللاعب الجزائري المحترف يبحث دائما عن المزيد من النجاح، حيث يقوم بتدريبات شاقة ومتواصلة، مع مضاعفة الجهد للحفاظ على رقمه ومكانته واسمه في هذا الفريق أو ذاك، ولدينا أمثلة عديدة على غرار محرز سليماني، بن طالب خاصة، وأن اللاعب الجزائري سريع الاسترجاع وهذا مهم في شخصية اللاعب ويجب اللعب في المستوى العالي وأمام الكبار لأن له ثقة لا منتهية في النفس عندما يخرج إلى الميدان ونحن كتقنيين نشجع هؤلاء ولو من بعيد لأنهم هم العمود الفقري للمنتخب الوطني، كما نتمنى أن يظهر لاعبون آخرون في سماء أوروبا وحتى داخل الوطن في مستوى محرز والآخرون لأن الكرة الجزائرية بحاجة إلى المزيد من اللاعبين الدوليين من ذوي المستوى العالي وفي جميع الفئات. - أنت الآن كمدرب وطني على مستوى فئة أقل من 17 سنة، كيف ترى العمل الذي تقوم به ؟ بكل روح رياضية هناك صعوبات لإيجاد اللاعب المناسب وضمه إلى المنتخب لأن العمل القاعدي غير موجود وهذا ما يصعب من مهمة التقني لاختيار الأحسن لكن رغم هذا النقص حاولنا بقدر المستطاع وبخبرتنا أن تكون نواة شابة فيها أمل للخروج به إلى بر الأمان. - ما هو المطلوب حتى نخرج بثروة بشرية شابة تمون بها المنتخبات مستقبلا ؟ لابد من تحديد المسؤوليات في المجال الرياضي، حتى نبني منظومة رياضية ذات مستوى عال، يستفيد منها المنتخب الأول والمنتخبات الأخرى وهذا بإشراف كفاءات متمكنة تملك معارف دقيقة ولا نترك الاحتكار لرؤساء الأندية فقط، بالإضافة إلى هذا توفير الملاعب المناسبة والمركبات والمنشآت اللازمة لإحداث تنافس وانتعاش لكرة القدم خاصة بمرافقة أهل الاختصاص من تقنيين وإداريين. - على ذكر الملاعب، هناك ملاعب جديدة ستكون جاهزة من الطراز العالي. ماذا تقول؟ ما تقوم به الدولة من إنجاز لمركبات وملاعب متطورة يحسب لها على غرار ملعب براقي وتيزي وزو ووهران التي تملك مواصفات عالمية تبعث في روح المختصين واللاعبين جرعة أوكسجين إضافية للعمل مع أنديتهم من أجل الظهور بوجه مغاير أحسن خاصة النوادي العاصمية دون إقصاء النوادي الأخرى بالطبع، كما يجب الحفاظ عليها لأنها مستقبل الرياضة الجزائرية. - ما هو دور الإعلام الرياضي لمرافقة وتطوير الرياضة بصفة عامة ؟ لقد عايشت العديد من اللاعبين الكبار وأصحاب التجربة والأفكار البناءة وهم موجودين يجب الاستعانة بهم في مجال التخطيط التقني الخاص بكيفية تسيير حتى المنشآت ..كما للإعلام دور مهم يضع النقاط على الحروف لكل صغيرة وكبيرة لأن أفكارهم ستنير الرياضيين وهذا خدمة للرياضة والخروج بها إلى بر الأمان. - بماذا يود التقني لاسات إنهاء هذا الحوار المتميز ؟ أنا سعيد جدا بلقائكم مع قراء « الشعب « المحترمة ونقول و اهنئ الشعب الجزائري والأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك مع تمنياتي بالخروج من أزمة كورونا والفرج قريب بحول الله.