فيما يتواصل التصعيد على الأرض الليبية، وتجري الاستعدادات لإعلان الهجوم على سرت والجفرة، تتسارع التحرّكات وتتزايد الدعوات لتخفيف التوتر والدّفع باتّجاه وقف إطلاق النار وإنهاء التدخلات الخارجية. وفي السياق، دعت جامعة الدول العربية، خلال اجتماع لجنة المتابعة الدولية بشأن ليبيا، الخميس، إلى وقف إطلاق النار والتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي. وذكرت الجامعة، في بيان أنها شاركت في الاجتماع الرابع للجنة المتابعة الدولية المنبثقة عن مؤتمر برلين الدولي، عبر تقنية الفيديو برئاسة مشتركة من ستيفاني ويليامز الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة عن رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا، وهيلجا ماريا الأمين العام لجهاز العمل الخارجي الأوروبي، وبمشاركة ممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية أعضاء عملية برلين حول ليبيا. وأوضح الأمين العام المساعد للجامعة العربية، رئيس وفد الجامعة إلى الاجتماع السفير حسام زكي، أنه تم خلال الاجتماع تشجيع عمل اللجنة العسكرية (5+5)، المنبثقة عن مؤتمر برلين الذي عقد في جانفي الماضي، للوصول إلى ترتيبات مقبولة لوقف إطلاق النار، ومناقشة السبل الممكنة لدعم استئناف الحوار السياسي الليبي- الليبي تحت إشراف بعثة الأممالمتحدة في ليبيا. وأكد زكي، ثوابت موقف الجامعة العربية من الوضع في ليبيا، وشدد على أن الأولوية في ظل الوضع الحالي «وقف إطلاق النار، ودعم الشروع في حوار سياسي جاد بين الفرقاء الليبيين، مع ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي بكافة أشكالها». الاتحاد الأوروبي يشدّد على التهدئة بالموازاة، شدّد الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على ضرورة خفض التصعيد حول سرت والجفرة، خلال اتصاله مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، الخميس. وأكد أن الأولويات المشتركة حاليا للأوروبيين والليبيين تتمثل في «التوصل إلى وقف اطلاق نار حقيقي، واستئناف عاجل لإنتاج النفط». تنسيق تركي- روسي وضمن الحراك السياسي والدبلوماسي المتعلق بالأزمة الليبية؛ قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو اتفقا -في اتصال هاتفي- على ضرورة مواصلة تبادل الآراء حول تطبيع الوضع ووقف الأعمال القتالية في ليبيا. كما أكد الوزيران على أهمية مواصلة التنسيق بهدف إقامة حوار بين الليبيين بمشاركة الأممالمتحدة. رفض أمريكي للتدخّلات الخارجية على صعيد آخر، ذكرت السفارة الأمريكية في ليبيا، أن السفير ريتشارد نورلاند بحث مع رئيس مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق عقيلة صالح، دعم سيادة ليبيا وتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملياتها. وأكد السفير نورلاند أن الولاياتالمتحدة ترفض كل أنواع التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، وتدعم بشكل كامل الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة. اجتماع لمجلس الأمن وتأتي هذه التطورات، قبيل اجتماع لمجلس الأمن نهاية الشهر الجاري، ينتظرُ أن يستجوب الدول المتورطة في انتهاك حظر السلاح وتهريب النفط، وغيرها من الخروق للقرارات الأممية. وقال مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة طاهر السني إن مجلس الأمن استجاب لطلب ليبيا عقد جلسة استماع خاصة للجنة العقوبات وفريق الخبراء. الموقف المصري مع الحلّ التفاوضي بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مع نظيره الصيني وانج يي، الأوضاع في ليبيا، حيث أكد أن مصر سعت عبر «إعلان القاهرة» إلى تثبيت وقف إطلاق النار، والدفع نحو التوصل لحل سياسي للأزمة عبر توافق «ليبي - ليبي»، يعكس إرادة وتطلعات الشعب، «وهو ما يتسق مع مخرجات مؤتمر برلين». واستعرض خلال الاتصال، محددات الموقف المصري تجاه القضية الليبية، وعلى رأسها الحفاظ على وحدة ليبيا وأمن وسلامة أراضيها، عبر العمل نحو حل سياسي دعا سامح شكري، إلى دعم جهود مواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
الصين تدعو لمنع تنقل الإرهابيين من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، طرفي الصراع في ليبيا إلى وقف إطلاق النار على الفور ودفع المفاوضات ذات المسارات الثلاثة بشأن السياسة والاقتصاد والجيش بالتوازي. وقال وانغ إن الأطراف المعنية ينبغي أن تدعم الأممالمتحدة باعتبارها القناة الرئيسية للوساطة وتجعل منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي تضطلع بأدوارها الفريدة بشكل أفضل في نفس الوقت. وأضاف وانغ أن حركة الإرهابيين الأجانب عبر الحدود ينبغي منعها أيضا حتى لا تصبح ليبيا مرتعا للإرهاب مرة أخرى. وذكر وانغ أن الصين ترغب في الحفاظ على تواصل وتنسيق وثيقين مع جميع الأطراف المعنية والقيام بدور بناء في دفع وقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام.