أكد وزير الإنتقال الطاقوي والطاقات المتجددة شمس الدين شيتور، أن مستقبل الجزائر يكمن في التحول نحو غاز النفط المميع، لأنه غير مكلف ونظيف، داعيا إلى محاولة إقناع المواطن بضرورة استخدامه بهدف ترشيد استهلاك الطاقة والتخلص من التبعية للمحروقات، مضيفا أن رهانات إنجاح التحول الطاقوي هي إحدى أكبر ورشات رئيس الجمهورية. كشف شيتور في لقاء ما بين القطاعات، نظم أمس، بمقر وزارة الطاقة، عن برنامج تحويل 200 ألف سيارة تشتغل بالبنزين إلى سيرغاز في 2021، بمشاركة كل القطاعات الوزارية: النقل، الطاقة، التعليم العالي، التكوين المهني والمؤسسات الناشئة، حيث يقترح تحويل قرابة 100 ألف سيارة تمنح للشباب لإنشاء المؤسسات الناشئة في هذا الإطار ووزارة السكن تمنح المقرات لهؤلاء الشباب. وأضاف الوزير، أنه من الضروري تغيير نظرتنا في استهلاك الطاقة من أجل تقليص أعباء الوقود التقليدية والانتقال إلى التحويل الطاقوي في أقرب وقت، نظرا لمزاياه الإيجابية للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى 03 ورشات كبرى أقرتها الحكومة لاسترجاع الطاقة، خاصة في قطاعي النقل والسكن، حيث أن هذا الأخير يستهلك الطاقة كثيرا. وأكد المسؤول الأول عن القطاع، على ضرورة إيجاد الوسائل لتقليص استخدام الطاقة كاستعمال السخان الشمسي بحوالي 200 ألف سخان مستقبلا، وهي ورشة أخرى ستفتح وتتطلب انخراط قطاعات أخرى، وثالث ورشة هي استعمال الصفائح الساخنة تشتغل بالكهرباء، كاستراتيجية على المدى الطويل. وبحسب شيتور، فإن المواطن بحاجة إلى سياسة النقل وأنه لا يمكن مواصلة العمل بالبنزين الذي تكلف فاتورة استيراده (2) ملياري دولار، كاشفا عن التفاوض مع شركاء لاقتناء تجهيزات للعمل بالغاز النفطي المميع بأقل تكلفة فيما يخص السيارات الضخمة، مما يساهم في حماية البيئة من التلوث، مؤكدا أن المستقبل هو السيارة الكهربائية، مصدرها الطاقة الشمسية وهي ورشة أخرى على المدى الطويل. وأشار وزير الإنتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، أن الاحتياجات الوطنية في 2030 ستصل إلى 22 مليون طن، وأنه بالاستمرار في الإستهلاك بهذه الطريقة يجعل الجزائر عاجزة عن تلبية الطلب خاصة ومرهونين بنسبة 99٪ بالبترول والغاز، مبرزا ضرورة توضيح التحديات الاقتصادية في ترشيد استهلاك الطاقة للمواطن واستخدام الغاز النفطي المميع وهي مسؤولية الجميع. من جهته، أوضح ممثل شركة نفطال نورالدين صحراوي، أن الوكالة الوطنية لترشيد واستهلاك الطاقة أطلقت برنامج ترقية غاز النفط المميع لترشيد استهلاك الطاقة، بهدف المشاركة في مشروع تحويل 50 ألف سيارة إلى غاز البترول المسال، أي 10 آلاف تحويل محجوزة للمؤسسات الصغيرة التي أنشئت في إطار مخطط المساعدة على التشغيل، مؤكدا أن برنامج الإنتقال الطاقوي هدفه الحفاظ على البيئة وتقليص الانبعاثات الغازية، خاصة وأنه يوجد حاليا 180 ألف طن من غاز أكسيد الكربون. وأضاف صحراوي، أنه لإنجاح عملية التحويل إلى غاز البترول المميع، يعول على المراكز الموجودة حاليا بحوالي 600 مركز تحويل للخواص وحوالي 100 مركز تابعة لشركة نفطال. وبحسبه، فإنه مع برنامج تحويل 200 ألف سيارة إلى سيرغاز في 2021، يتطلب التفكير في إنشاء مراكز جديدة لتحويل غاز البترول المميع، وسيتم تقويتها بمساعدة وزارة المؤسسات الناشئة. في هذا الصدد، كشف عن قيام وزارة المؤسسات الناشئة باختيار 200 مترشح في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يخضعون لتكوين مهني وتطبيقي في عدة مجالات تتعلق بالتحويل الطاقوي، بعد خضوعهم لمسابقة تمنحهم وزارة السكن مقرات لممارسة نشاطهم، مع مرافقة وزارة الطاقة وشركة نفطال التي تتكفل بتكوين إضافي لفائدة هؤلاء المترشحين. وأشار المتحدث إلى فريق عمل يتكون من مختلف القطاعات، لاسيما قطاعات السكن، الداخلية، الطاقة، المؤسسات الناشئة والانتقال الطاقوي، يجتمعون دوريا لمتابعة هذا النشاط المتعلق بإنشاء 200 مؤسسة ناشئة في مجال تحويل غاز البترول المميع تنتج تجهيزات محلية لاستخدامها في إدخال هذا النوع من الغاز، علما أن التجهيزات المستعملة حاليا هي مستوردة من إيطاليا.