يتواجد العديد من لاعبي المنتخب الوطني في مفترق طرق حقيقي بخصوص مستقبل مسيرتهم الاحترافية، بسبب غياب العروض الجدية التي لم تتعد صفحات الجرائد أو بوابات المواقع الالكترونية العالمية. لحد كتابة هذه الأسطر لم يوقع اي لاعب دولي جزائري في فريق جديد، رغم ان العناصر الوطنية تتواجد باستمرار في صفحات الجرائد العالمية والمواقع، من خلال ربطها بعديد الأندية في القارة العجوز ويبقى التساؤل المطروح متى ينتهي هذا الأمر؟ ككل بداية فترة انتقالات صيفية، يكثر الحديث عن مستقبل لاعبي المنتخب الوطني الذي يصبح الشغل الشاغل لأنصار «الخضر» الذين يحلمون برؤية العناصر الوطنية تلعب في اكبر الاندية الاوروبية، لكن لحد الان صفقة وحيدة تجسدت منذ موسمين عندما انتقل محرز الى العملاق الانجليزي مانشستر سيتي. والغريب في الامر ان اغلب لاعبي المنتخب يرتبطون باندية كبيرة ويتم ذكرهم على انهم مرشحون للعب لعدة اندية معروفة في أوروبا، لكن الامر لا يتطور الى مستوى العرض الرسمي والمفاوضات او حسم الصفقة قبل ان تعود الامور الى نقطة الصفر، مثلما هو عليه الحال الان، حيث مازالت العناصر الوطنية المرشحة لمغادرة انديتها تنتظر الفرصة من اجل اللعب لهذا الفريق او ذاك. و يتواجد العديد من لاعبي المنتخب الوطني الان امام حتمية مغادرة فرقهم لأسباب مالية او اخرى، على غرار سليماني، اوناس، بن رحمة،ماندي، بلايلي، بن العمري، فارس، غولام... وهناك لاعبون اخرون أبدوا الرغبة في الاستمرار مع فرقهم، لكن الصحافة العالمية ذكرت أنهم مطلوبون من أندية كبيرة في اوروبا على غرار عطال وبن سبعيني اضافة الى عناصر أخرى. بن رحمة... «البريميرليغ» تنادي خطف سعيد بن رحمة الاضواء خلال الموسم المنصرم ورُشّح لمغادرة فريقه برينتفورد الانجليزي نحو فريق أخر قد يكون بنسبة كبيرة من «البريميرليغ» بحكم انه مطلوب من اكثر من فريق في هذا المستوى. ربطت الصحافة الانجليزية اللاعب بأكثر من فريق، على غرار تشلسي وأرسنال، إضافة الى أستون فيلا، ليدز يونايتد، توتنهام ويست هام لكن لحد الان اللاعب مازال مستمرا مع فريقه والتحق بفترة التحضير للموسم الجديد. يريد بن رحمة المغادرة من اجل تحقيق حلمه باللعب في الدوري الانجليزي الممتاز، الا ان الامر مرتبط بوصول عرض رسمي وكبير من الناحية المالية من اجل إقناع ادارة فريقه بتسريحه، لكن الامر لن يكون بالسهولة المتوقعة. اندمج بن رحمة في التدريبات الجماعية لفريقه وهو الامر الذي يوحي انه مستمر مع الفريق، الا اذا حدث تغيير في الوضعية خلال الايام المقبلة وهو الامر الوارد والذي يتمناه اللاعب ومحبوه. سليماني... 32 سنة ويرفض الاستسلام نصح العديد من المتابعين والمحللين اسلام سليماني بالاحتراف في احدى البطولات الخليجية بحكم انه تقدم في السن بعد ان ناهز 32 سنة لكن اللاعب السابق لشباب بلوزداد يرفض الاستسلام ويريد إنهاء مسيرته في اوروبا. توقع الكثير ان اللعب في الدوري التركي هي نهاية لاعب اسمه اسلام سليماني، لكن ابن مدينة عين البنيان قال العكس وعاد بقوة الموسم الماضي مع نادي موناكو، حيث تألق في صفوفه وهو ما جعله يعود الى الواجهة من جديد. نصب سليماني نفسه واحدا من نجوم نادي الامارة الذي ورغم انه رفض تجديد إعارته من ليستر سيتي، الا ان العروض لم تنقصه على الاقل في وسائل الاعلام، حيث ارتبط بأكثر من فريق في فرنسا وداخلها. أكثر فريقين أبديا رغبة كبيرة في التعاقد مع اسلام هما ران الفرنسي وفيورونتينا الايطالي، الذي يريد هو الاخر التعاقد مع اللاعب لكن بعد ان يقوم ببيع بعض اللاعبين لتوفير السيولة اللازمة. بالنسبة لفريق ران فهو لا يريد التسرع، خاصة انه استطاع ضم لاعب جديد في منصب الهجوم وسليماني سيكون الورقة الرابحة في حال تجسيد الصفقة خلال المستقبل القريب رغم ان اللاعب يريد ذلك بعد ان تأقلم مع اجواء الدوري الفرنسي. بلايلي وبن العمري... الرحيل بدون رجعة تبدو وضعية بلايلي وبن العمري أكثر تعقيدا مقارنة بلاعبي «الخضر» الاخرين بسبب وصول العلاقة بينهما وبين فرقهما الى طريق مسدود وهو ما ينبئ بتطورات غير معروفة في المستقبل. حسم بن العمري مستقبله من خلال التأكيد انه لن يعود الى فريقه الشباب السعودي، نفس الأمر انطبق على بلايلي الذي رفض هو الآخر العودة الى الاهلي، رغم ان ادارة الفريقين قامت بتأجير طائرة خاصة لنقلهما من الجزائر الى المملكة العربية السعودية، إلا أنهما تخلفا عن موعدها. وأكدت هذه الخطوة ان بن العمري وبلايلي يرفضان الاستمرار في اللعب هناك، لكن تعنت ادارة فريقيهما جعل الامور تصل الى ما لا يحمد عقباه، خاصة ان عقدهما مع الفريقين لم ينته بعد. ويريد بلايلي المغادرة لأنه لم يتأقلم مع طريقة عمل المدرب الذي لا يثق في قدراته، بدليل انه دائما ما يقوم بتغييره خلال المباريات، الامر الذي ازعج كثيرا أفضل لاعب داخل القارة السمراء للسنة الماضية. أما فيما يخص بن العمري، فان العلاقة معه ادارة الشباب وصلت الى طريق مسدود بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية منذ فترة، ما اضطره لتقديم شكوى على مستوى الفيفا يطالب فيها بفسخ عقده. مستقبل محمد فارس بين روماوميلانو يعد محمد فارس أيامه الاخيرة في فريقه سبال الهابط الى الدرجة الثانية، حيث قرر المغادرة مستفيدا من نفوذ وكيل أعماله الايطالي الشهير مينو رايولا الذي يسعى لنقله الى احد أندية القمة. اضحى مستقبل اللاعب بين لازيو روما وانتر ميلانو، حيث مازال لم تتحدد بعد وجهته المقبلة في انتظار اتضاح الرؤية خلال الايام المقبلة، حيث يبقى العامل المالي محددا بنسبة كبيرة لوجهته المقبلة. وعرض نادي لازيو مبلغ 7 ملايين يورو لضم اللاعب، اعتبرته ادارة سبال بالزهيد. في حين عرضت ادارة انتر ميلانو استعارة اللاعب لموسم واحد مقابل 1.5 مليون يورو مع إجبارية الشراء في نهاية الموسم المقبل مقابل 7 ملايين يورو. ويدير اعمال فارس وكيل اللاعبين المعروف مينو رايولا الذي يدير اعمال نجوم الكرة في العالم، على غرار ابراهيموفيتش، بول بوغبا، دوناروما، باولو ديبالا وغيرهم من العناصر المعروفة. أوناس في رحلة بحث عن فريق مناسب لا أحد ينكر موهبة ادم اوناس الذي خطف الاضواء خلال كأس أمم افريقيا مع المنتخب الوطني والجميع اشاد بامكانياته، لكن غياب الاستقرار الفني اثر على مستوى اللاعب الذي لم يجد الفريق الذي يسمح له بتفجير طاقاته. ولعب اوناس الموسم الماضي معارا في نيس الفرنسي، لكنه لم يكن في مستوى التطلعات بسبب الاصابة التي تعرض لها وأبعدته شهرين عن المنافسة، الامر الذي اثر عليه فنيا بعد عودته. رفضت ادارة نيس تفعيل بند شراء عقده من نابولي وهو ما استدعى عودته من جديد الى فريقه لمباشرة التحضيرات الجماعية تحسبا لانطلاق الكالتشيو، لكن مستقبله يبدو انه سيكون خارج اسوار ملعب السان باولو. قام اوناس بتغيير وكيل اعماله حيث تعاقد مع سيسوكو وهو وكيل اعمال معروف، حيث يدير اعمال العديد من اللاعبين المعروفين في صورة لاعب برشلونة عصمان ديمبيلي والمدافع اومتيتي، اضافة إلى «مايسترو» المنتخب الوطني اسماعيل بن ناصر، ما قد قد يساعده على الظفر بعقد احترافي جديد. عرض وكيل اللاعبين سيسوكو ادم أوناس على العديد من الاندية، الا ان هناك فريقا واحدا أبدى رغبة في التعاقد معه، يتعلق الامر بفريق ويستهام الذي يبدو انه متحمس لإنهاء الصفقة في القريب العاجل. ماندي في انتظار تحرك ليفربول صنع المدافع الدولي الجزائري عيسى ماندي الحدث في بداية فترة الانتقالات الصيفية، بعد ان ربطت الصحافة الانجليزية مصيره بفريق ليفربول وقالت ان النادي الانجليزي مصر على التعاقد مع اللاعب. ليفربول قدم عرضا رسميا لضم ماندي، لكن طلب ادارة ريال بيتيس من ادارة النادي الانجليزي زيادة المبلغ جمد المفاوضات بين الطرفين الى حد الان رغم رحيل المدافع لوفرين. لم يكن ليفربول الفريق الوحيد الذي أبدى رغبة في ضم ماندي، حيث دخل كل من نيس الفرنسي وروما الايطالي سباق التعاقد مع اللاعب لكن لحد الان مازال الاهتمام لم يتحول الى حقيقة من خلال حسم الصفقة بصفة نهاية. يريد ماندي المغادرة من اجل خوض تجربة جديدة وزيادة مداخيله المالية وهو حق مشروع، لكن مصيره ليس بيده بما انه مازال مرتبطا بعقد مع نادي ريال بيتيس ينتهي صيف السنة المقبلة. يمتلك اللاعب مؤهلات النجاح في اي بطولة اوروبية بفضل التزامه واستقرار مستواه الفني مقارنة باللاعبين الآخرين وهو العامل الذي دفع ادارة فريقه الى التفكير في تمديد عقده وإغرائه ماليا ليبقى. غولام... كثرة العروض زادت من حيرته تواجد فوزي غولام في قائمة المسرحين من نادي نابولي، لم يكن امرا مفاجئا للجميع بسبب معاناته على مدار موسمين من الاصابة وهو ما جعل ادارة الفريق تفكر في التخلص منه بأي طريقة. وساءت العلاقة بين غولام ورئيس نابولي دي لاورانتيس بسبب رفض غولام الرحيل في فترة الانتقالات الشتوية، حيث كان رئيس نابولي يريد التخلص منه بسبب راتبه المرتفع، لكن غولام رفض الرحيل في تلك الفترة مؤجلا رحيله لنهاية الموسم. العلاقة بين غولام والمدرب غاتوزو عكس علاقته مع رئيس الفريق، حيث يحترم غاتوزو غولام كثيرا وقال له بصريح العبارة، إنه يريد بقاءه، لكن الامر ليس بيده بحكم ان رئيس الفريق رفض ذلك. ويبقى العامل الايجابي لغولام ان وكيل اعماله، البرتغالي الشهير جورج مينديز، الذي يدير اعمال كريستيانو رونالدو والعديد من نجوم اللعبة، على غرار مورينهو وبرناردو سيلفا، اضافة الى كيليان مبابي ونيمار. توفر العروض زاد من حيرة غولام الذي لا يريد ان يندم على اختياره، فمن ناحية هو يريد البقاء في ايطاليا، لكن الامر صعب في ظل تواضع العروض المالية المقدمة، عكس ما هو الحال بالنسبة للعروض الاوروبية. استطاع مينديز إقناع ادارة ولفرهامبتون بالتعاقد مع غولام، لكن هذا الاخير رفض، لأنه لم يحصل على ضمانة باللعب كأساسي وهو ما عطل الصفقة، لكن وكيل اعماله لم ييأس حيث يواصل البحث عن الفريق المناسب.