تتخوف المختصة في علم النفس الأرطوفوني فريدة نواسة، من عدم قدرة المشرفين على الأقسام المدمجة التحكم في الأطفال المتمدرسين داخلها من ذوي الاحتياجات الخاصة، في ظل الأزمة الصحية التي تعيشها الجزائر على غرار باقي دول العالم، ومخاوف أولياء تلاميذ هذه الفئة المتزايدة بسبب حالتهم الخاصة وضعف مناعتهم مقارنة بالأطفال الأصحاء. قالت المختصة في علم النفس الأرطوفوني فريدة نواسة، إن التعامل مع الأطفال المدمجين في أقسام خاصة يتطلب طريقة خاصة حتى يقتنع هؤلاء الأطفال بالالتزام واحترام البروتوكول الصحي خاصة ما تعلق بارتداء القناع الواقي والتعقيم المستمر لليدين واحترام التباعد الاجتماعي. في ذات السياق، أكدت المتحدثة أن التزام هذه الفئة يتطلب إصرارا وتكرارا من طرف المختصين المشرفين عليهم داخل الأقسام المدمجة وكذا انخراط الأولياء في هذه العملية لأن دورهم أساسي لاكتساب الأطفال المدمجين القدرة على احترام قواعد الوقاية من كوفيد-19، في ظل صعوبة تطبيق البروتوكول الصحي خاصة ارتداء القناع الواقي الذي يتسبب في نقص الأوكسجين لدى الطفل. وكشفت في سياق حديثها أنها تشرف على طفل متوحد ملتزم بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية كارتداء القناع الواقي والتعقيم المستمر لليدين، وكذا احترام التباعد الاجتماعي بين الأشخاص، معتبرة هذه الحالة استثنائية لقدرته الوصول إلى هذا المستوى من الانضباط بسبب الدور الذي تقوم به الأم في مرافقته والاهتمام به حتى تحولت تلك الإجراءات الوقائية إلى عادة اكتسبها من خلال التكرار. و ذكرت نواسة أن الأقسام المدمجة هي أقسام في مدارس عادية يتمدرس فيها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون تأخرا ذهنيا بسيطا أو التوحد، يسمح لهم باكتساب معرفي تحت إشراف نفسانيين متخصصين، لذلك وجب التحكم في هذه الفئة من اجل احترامهم للبروتوكول الصحي الذي وضعته وزارة التربية، حيث وضعت الدولة الجزائرية عدة صيغ لضمان تمدرس هذه الفئة حسب طبيعة إعاقتهم ودرجاتها. وإلى جانب المراكز الخاصة التابعة إلى وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، عمدت الدولة إلى فتح أقسام مدمجة في بعض المؤسسات التربوية عبر مختلف مناطق الوطن بغية التكفل بالأطفال من ذوي الإعاقة الحسية، المكفوفين والصم والتأخر الذهني الخفيف. وفي سياق متصل أبدت التنسيقية الوطنية لأولياء تلاميذ «التريزومي 21» مخاوفها من عودة أطفال هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الدراسة في ظل ما تعرفه حالات الإصابات الجديدة من ارتفاع بعد استقرار دام لأسابيع، بسبب ضعف مناعتهم التي يعتبرها الأطباء أهم عامل مهم لمحاربة الفيروس التاجي. من جهة أخرى، قالت نواسة إن الحجر الصحي أثر سلبا على هذه الفئة، حيث فقد الكثير منهم مكتسباتهم التعليمية بالنظر إلى فترة الحجر الطويلة، لذلك ينتظر الأولياء والمشرفين عمل كبير لإعادتهم إلى جو الدراسة، لتمكين هذه الفئة من حقها في التعليم والتلقي المعرفي، وتحديا حقيقيا أمام ضعف جهاز مناعتهم ما يجعلهم عرضة للإصابة ب»كوفيد-19».