ألحّ النائب عن الجالية الجزائرية بفرنسا سمير شعابنة، على ضرورة فتح الحدود المغلقة منذ 8 أشهر، وهذا خدمة للاقتصاد الوطني. مشددا على أن الجالية في الضفة الأخرى تستغيث، خاصة بفرنسا التي تضم ملايين الجزائريين. موضحا «أننا اليوم لا نطالب بفتح الحدود كلية، بل الفتح التدريجي، مثلا استغلال مطارات قسنطينة، العاصمة ووهران، حتى نقلل من الضغط ونمتصّ الغضب ولا نعطي الفرصة لأعداء البلد للانتقاد، مع تخصيص طائرتين في اليوم، والطائرة التي كانت تقل 200 راكب، تصبح لا تتعدى 50 شخصا، نحن طالبنا بعودة الرحلات وليس الإجلاء، عن طريق رحلات دورية فقط». أطباء يستغيثون... شيوخ ضائعون... طلاق وحصار مفروض أعطى شعابنة أمثلة كثيرة عن معاناة الجزائريين هناك، واصفا حالتهم بالمزرية والصّعبة قائلا: «هناك طلبة أنهوا دراستهم وينتظرون العودة. أساتذة جامعيون ذهبوا في إطار التكوين لا زالون عالقين هناك. أطباء قصدوا الخارج لحضور مؤتمرات، حيث لا تتعدى فترة مكوثهم هناك أسبوعا أو أقل وجدوا أنفسهم في مدة 8 أشهر. مرضى ينتظرون إجراء عمليات جراحية. هناك أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي عالقون في الضفة الأخرى، حيث أُرسلت لهم الإعذارات على أساس الإلتحاق بمناصبهم، وكذلك فئة كبيرة من الشيوخ تتعدى أعمارهم 70 و80 سنة، لم تعد علاقتهم بفرنسا سوى التغطية الصحية أو تسوية شؤون إدارية، لكنهم وجدوا أنفسهم وحيدين في رمضان وطيلة موسم الصيف. كما حدثت حالات طلاق كثيرة، دون ذكر حالات الوفيات التي سجلت دون حضورها في الجزائر... كلّها مواقف صدمت العالقين والمغتربين على حد سواء». وأضاف ممثل جالية الجزائر بفرنسا، «آخر الأمثلة المضحكة المبكية في آنٍ واحد، أن شخصا غمر الفيضان مسكنه في الجزائر بسبب الأمطار الغزيرة وهو لا يدري ماذا يفعل. أناس لا علاقة لهم بفرنسا أضحوا محاصرين اليوم ويزاحمون أهاليهم وأصدقاءهم في بيوتهم، ليس لهم مفر آخر. متقاعدون عندما أصبحوا يتلقون أجورهم التي حولوها إلى الجزائر، وجدوا أنفسهم من دون أموال، حتى أصبح جزائريون يدخلون الجزائر عبر تونس بطريقة غير قانونية، رغم أننا نحارب هذه الأفكار «. 500 مكالمة يوميا وإجلاء جثامين 4550 جزائري ويشدد البرلماني، «لمصلحة البلاد لابد من فتح الحدود، حيث استقبل يوميا أزيد من 500 مكالمة، أصبحنا ننام بالمهدئات، نُشتَم يوميا، بتنا عاجزين عن مواجهة المغتربين، والله أطباء يبكون هناك... ماذا عساي أقول لهم». وأكد شعابنة، أن الجالية مستعدة لتطبيق كل الشروط والخضوع لكل تدابير الوقاية الصحية الصارمة التي تفرضها الجزائر من التحليل والتشخيص، وحتى دفع كل تكاليف الإقامة في الفنادق لقضاء فترة الحجر، إذا استلزم الأمر ذلك، الجالية مستعدة لتلبي كل الطلبات». واغتنم النائب البرلماني الفرصة للتنويه بجهود الدولة في هذا الصدد، التي تكفلت بإجلاء 30 ألف جزائري عالق في الخارج، مع فتح أجواء الشحن، حيث سمحت العملية بإجلاء جثامين 4550 شخص متوفي من باريس وليون وأسبانيا، والفضل بحسبه يعود للرئيس عبد المجيد تبون، والتاريخ سيشهد أن الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تجلي جثامين رعاياها من الخارج.