استحداث الشباك الموحّد هو إحدى الآليات التي تعوّل عليها الحكومة كخطوة أولى لخطة الإنعاش الاقتصادي ويندرج في إطار إستراتجيتها الاقتصادية لسنة 2021 لتشجيع الاستثمار الإنتاجي، الذي يساهم في إنشاء مناصب الشغل، الثروة للبلاد وللمواطن معا، مع مرافقة المستثمرين لإعطاء دفع للاستثمار المحلي والأجنبي. يرى الأستاذ والخبير الإقتصادي، عوالي بلال، في اتصال مع «الشعب ويكاند»، أن تفعيل الشباك الموحد ينشئ جاذبية اقتصادية للاستثمار المحلي او الأجنبي، خاصة امام الإشكالية السائدة المتعلقة بالبيروقراطية واستغلال المزيد من الوقت لإنجاز المشاريع، الأمر الذي يكبح المبادرة الاقتصادية والفكر المقاولاتي، وكل شيء إيجابي في مجال الاستثمار. تفعيل الشباك الموحّد لغرس خطط الإنعاش الاقتصادي تسعى الحكومة إلى غرس خطط الإنعاش الاقتصادي من خلال تفعيل الشباك الموحد، وذلك بالموازاة مع القيام بتعديل بعض القوانين التي لها تداخلات في الصلاحيات ما بين الوزارات، خاصة عندما تكون الترسانة القانونية هي أساس البيروقراطية. وهو الإشكال الذي تعاني منه الجزائر، لذلك أعطت الوزارة الأولى تعليمات صارمة في إعداد هذه المراسيم التي تشكل نقطة سوداء لجاذبية الاستثمار المحلي أو الأجنبي، مشيرا بخصوص الآلية التي عولت عليها الحكومة كخطوة أولى لخطة الانعاش الاقتصادي إلى انه يضم مختلف الإدارات، شباك موحد خاص بالاستثمار سواء في الضرائب الجمارك او حتى الصناعة أو التجارة اي كل ما له علاقة بإنشاء شركة أو مؤسسة، ومن المرجح أن يتطور ليتم إيصاله بوزارة الخارجية لمنح التأشيرة للمستثمرين.. الرّقمنة..عماد استحداث شباك موحّد في هذا السياق، يقول الأستاذ عوالي إن التعامل مع الشباك الموحد رهان صعب لأنه مرتبط بالرقمنة، خاصة ان كانت بالموازنة مع الإدارات السالفة الذكر، حيث يستوجب تسهيل التعاملات لكي لا يفشل مشروع الشباك الموحد. أصبح تشجيع الاستثمار ضمن أولويات الحكومة التي تسعى في إطار استراتيجيتها لتحقيق الإنعاش الاقتصادي، الى تفعيل الشباك الموحد لمحاربة البيروقراطية وكل ما يعيق الاستثمار سواء تعلق الأمر بالإجراءات الإدارية، القانونية أو حتى الجمركية وتكون بسرعة كبيرة وفي شباك واحد ومكتب واحد يضم مختلف التعاملات، ولا يجد المستثمر نفسه ضائعا بين أروقة الإدارات. أكد الخبير الاقتصادي، أن البيروقراطية واقع حقيقي نعيشه واستحداث الشباك الموحد إيجابي من حيث التخفيف من العراقيل الإدارية، خاصة إذا تم تدعيمه بالرقمنة لتسهيل التعاملات وتجنب المستثمرين عناء التنقل، وهذا من خلال التنسيق بين الإدارات لمختلف القطاعات للتسهيل الاستثمار لمختلف المتعاملين. مردودية وقوّة تجسيد الشباك الموحّد بوضع إطار قانوني اعتبر الأستاذ في الاقتصاد، ان استحداث الشباك الموحد هو بداية الإصلاح والإنقاص من البيروقراطية، غير ان مردوديته وقوة تجسيده تكون عن طريق إطار قانوني لعدم تكرار السيناريوهات السابقة، اي وضع إطار قانوني مبني على الواقع، وهذا ما تم التطرق إليه مع كونفدرالية أرباب العمل. تضم هذه الآلية مختلف الفواعل الأساسية في إقلاع اقتصادي وإقلاع الاستثمار، خاصة وأن الاستثمار يتطلب عقارا صناعيا، والإقلاع الاقتصادي في الجزائر مرهون بنجاح الشباك الموحد ومحاربة البيروقراطية وتيسير الأمور الإدارية، القانونية، الجبائية، والضرائب للمستثمرين المحليين والأجانب من اجل تحقيق الاستثمار المحلي الذي يشكل واجهة تسويقية جاذبية للمستثمرين. الخطوات الأولى للإنعاش الاقتصادي تسير في وتيرة حسنة قال أيضا إن الخطوات الأولى لخطة الانعاش الاقتصادي تسير في وتيرة حسنة، حيث تم وضع خطة تم تأطيرها من طرف الحكومة، مفادها تغيير المراسيم القانونية الترسانة القانونية لإقامة شباك موحد وورشات إصلاحية ثم الذهاب للمحاسبة في مدى التنفيذ، وهو التأطير القانوني والزمني لخطة الانعاش الاقتصادي. تسمح الرقابة والصرامة بمنح انسيابية وسهولة في التعامل من خلال رقمنة مختلف القطاعات الحساسة التي لها علاقة بالصناعة والاستثمار، ومن المرجح أن يصحب بنص تشريعي ضمن مشروع قانون الاستثمار، الذي سيتم مناقشته في هذه الأوقات ويبقى وضع الإطار القانوني والرقمنة أساس نجاح مشروع الشباك الموحد. اعتبر الخبير الاقتصادي عوالي بلال، أن استحداث الشباك الموحد من بين الخطوات الأولى لتحقيق الانعاش الاقتصادي الذي يتطلب تحيين قوانين الاستثمار، تعزيز جاذبية الاستثمار سواء المحلي او الأجنبي، خاصة وأن وليد تعطّله هي البيروقراطية، ما استوجب وضع آليات مستعجلة للقضاء على العراقيل الإدارية. أكد أيضا، أن المشروع يواجه تحديات كبيرة في ظل تعطل الرقمنة في كثير القطاعات، غير أننا اليوم أمام حتمية تدعيم القطاع بالأرضية الرقمية وتوفير تدفق عال للانترنت الذي يعتبر أساس رقمنة القطاعات، لأنه يضم عدة مديريات وعدة وزارات وأعمدة أساسية، مشيرا إلى أن التنسيق الالكتروني بين الإدارات أساس نجاح الآلية. شدّد المتحدّث على أهمية التسويق الجيد لآليات عمل الشباك الموحد من خلال الإعلام والتحسيس بأهمية هذه الخطوة في القضاء على البيروقراطية، وتشجيع الاستثمار المحلي وتحقيق التنمية الاقتصادية. وطرحت كونفدرالية أرباب العمل في اجتماعها الاخير العديد من الانشغالات التي يعيشها الاقتصاد الوطني حاليا والإجراءات العاجلة الواجب اتخاذها اتجاه المؤسسات التي تتفاقم أزمتها، خاصة في ظل الظرف الصحي الذي تعيشه بلادنا على غرار باقي دول العالم. أكّد رئيس الكونفدرالية سامي عاقلي، على ضرورة بعث الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى الإسراع في الذهاب إلى نموذج اقتصادي جديد عبر تحرير الاستثمار وإزالة العراقيل البيروقراطية ورقمنة القطاع وإصلاح المنظومة البنكية. يعتبر استحداث الشباك الموحّد الحل لإزالة الحواجز البيروقراطية أمام المستثمرين، وبعث ديناميكية اقتصادية وفتح المزيد من شبابيك البنوك الإسلامية للمساهمة في دفع الاستثمار وتمويل الاقتصاد وإخراجه من الأزمة التي سببها وباء كورونا. ودعا رئيس الكونفدرالية ضمن مقترحاته إلى تشجيع الاستثمار المحلي ومرافقته لإنهاء البيروقراطية، وتسريع إصلاح المنظومة البنكية وتقديم امتيازات للمستثمرين لبعث الاقتصاد الوطني.