انطلق سباق الترشح في انتخابات رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مبكرا، بعد أن أعلنت بعض الشخصيات الرياضية المعروفة نيتها دخول المعترك الانتخابي فيما يسود الغموض مستقبل الرئيس الحالي زطشي الذي لم يكشف نواياه رغم تلميحات بعض المحسوبين عليه في بعض وسائل الإعلام أكدت نيته الترشح لعهدة جديدة. بدأ العد التنازلي لانتخابات «الفاف» مبكرا هذه المرّة عكس المرات السابقة التي كان فيها السباق محسوما من قبل لأحد المترشحين حيث يغيب التشويق والإثارة عكس هذه المرة التي يعد التشويق والإثارة فيها هما سيدا الموقف حيث يطل علينا كل يوم مترشح جديد يقابله غموض حول نية الرئيس الحالي الترشح لعهدة جديدة. في الانتخابات السابقة «للفاف» لم يكن هناك أي شك في هوية من سيفوز في النهاية لأن المؤشرات تجتمع في شخص واحد و في غالب الأحيان يكون هو المترشح الوحيد عكس الإنتخابات المقبلة التي ستعرف دخول عدة أسماء من الوزن الثقيل وهو ما يفتح الباب أمام التأويلات والاجتهادات. السبب الرئيسي الذي شجع بعض الشخصيات الرياضية على دخول معترك إنتخابات «الفاف» هو إفتقاد الرئيس الحالي خير الدين زطشي للشخصية الكاريزماتية عكس من سبقوه إضافة إلى الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها الإتحادية في عهده و هو ما أفقدها الهيبة التي كانت تمثل قوتها الرئيسية خلال السنوات الماضية. زطشي بين التردّد والوقت المناسب لم يكشف الرئيس الحالي «للفاف» خير الدين زطشي عن مستقبله في الهيئة الكروية سواء بالمغادرة أو الإستمرار ويبدو أنه متردد أو ينتظر الوقت المناسب لإعلان رغبته في الإستمرار والترشح لعهدة جديدة رغم أن البعض ربط الأمر بالتغييرات التي ينوي القيام بها على مستوى القانون الخاص بالاتحادية. تتميز عهدة زطشي بالإخفاقات المتسلسلة ويبقى التتويج القاري هو الشجرة التي تغطي الغابة حيث يحسب له توفير كافة الإمكانيات للناخب الوطني جمال بلماضي إضافة إلى منحه البطاقة البيضاء في تسيير المنتخب والإستجابة لكل طلباته مهما كانت وهو الأمر الذي لم يكن يحدث مع الرؤساء السابقين. تزامن إقتراب الموعد الانتخابي مع إعلان زطشي دخوله معترك انتخابات المكتب التنفيدي «للفيفا»، إلا أنه تلقى ردا غير إيجابي بعد أن تم رفض ترشحه للأسباب التي يعرفها الجميع، وهو ما زاد من تراجع شعبيته وشجع العديد من الشخصيات على دخول انتخابات «الفاف» بعد أن كانت مترددة. قرباج يعود للواجهة ابتعد محفوظ قرباج عن التسيير الرياضي، بعد سنوات، متسلسلة بدأها في شباب بلوزداد قبل أن يصل إلى الرابطة التي كان أوّل من يرأسها قبل أن يغادر ثم يقرر فيما بعد العودة عقب إعلانه الترشح لرئاسة «الفاف» حيث وعد بوضع كامل خبرته في مجال التسيير الرياضي من أجل تطوير الكرة الجزائرية. نجح قرباج في الكثير من الأمور، خلال فترة ترأسه للرابطة وفشل في أخرى، إلا أنه يمتلك الكثير من المؤهلات التي تسمح له بإقناع العديد من أعضاء الجمعية العامة بالتصويت له بحكم معرفته الكبيرة لهم، بما أنه كان متواجدا في المجال لفترة طويلة كفاعل أساسي، وهو ما سمح له بالإطلاع على العديد من الأمور الداخلية للأندية والرابطات. يرى قرباج أن الإتحادية الحالية فشلت فشلا ذريعا والحل الوحيد هو الرحيل من أجل تفادي مشاكل أكثر سوءا في المستقبل خاصة أن صورة وسمعة الكرة الجزائرية أصبحت على المحك عقب العديد من الهفوات و الأخطاء الجسيمة التي قامت بها «الفاف» تحت رئاسة زطشي. بالمقابل قد يكون تواجد قرباج المتواصل في الواجهة عاملا سلبيا في ظل رغبة العديد من الفاعلين في ضرورة منح الفرصة لأسماء جديدة لم يسبق لها الوصول إلى هذا المنصب، وتفادي الوقوع في أخطاء سابقة كلفّتنا الكثير وساهمت في تراجع المستوى الفني للبطولة والمنتخبات الوطنية. صادي .. من الخفاء إلى الأضواء صنع إعلان وليد صادي ترشحه لرئاسة «الفاف» الحدث بما أنه من الوجوه التي غابت عن الساحة لفترة وحتى عندما كان موجودا وقليل الظهور والتحدث و التواصل مع وسائل الإعلام حيث كان تركيزه الأكبر على القيام بعمله في الخفاء دون التحدث عما يقوم به حيث نال إشادة كبيرة خلال الفترة التي تولى فيها مسؤولية الإشراف على المنتخبات الوطنية. عمل وليد صادي خلال فترة تواجد الرئيس السابق محمد روراوة والذي كان يثق فيه ثقة كبيرة بدليل أنه وضعه في منصب حساس، إلا أن صادي كان في الموعد و استطاع نقل طريقة تسيير المنتخب إلى مستوى أعلى بكثير يضاهي الأندية الأوروبية بشهادة لاعبي المنتخب المحترفين في أوروبا. كان هدف صادي الأول هو تحسيس اللاعبين المحترفين أنه لا فرق بين أنديتهم و المنتخب الوطني في مجال التسيير الإداري والتنظيمي حيث نال عمل صادي إشادة كل لاعبي المنتخب وحتى الملاحظين الذين أكدوا أنه نجح في تحقيق نقلة نوعية في مجال التسيير الإداري والتنظيمي للمنتخب. يطمح صادي إلى مغادرة عمل الخفاء ودخول عالم الأضواء، بعد إعلان ترشحه لرئاسة الإتحادية، مؤكدا خلال بيان له نشر مؤخرا أنه سيولي أهمية كبيرة للتكوين وتوفير كافة الإمكانات المالية والتنظيمية للمنتخبات الوطنية من أجل النجاح. المورو .. المفاجأة.. لم يصنع ترشح محمد المورو الحدث مثل سابقيه، إلا أن فوزه في الإنتخابات المقبلة سيكون مفاجأة كبيرة بحكم أنه بعيد عن الترشحات التي تصّب في مصلحة قرباح أو صادي وزطشي في حال أعلن ترشحه، لكن ترشح المورو يبقى أمرا طبيعيا بحكم أنه يملك القدرة على الترشح، لكن النجاح يبقى أمرا صعبا. الرئيس التاريخي لجمعية وهران و رغم أنه لم ينجح في إعادة البريق لفريقه، إلا أنه يريد دخول معترك انتخابات الاتحادية بقوة كبيرة مستندا على دعم أحد الأعضاء النافذين في المكتب الفيدرالي الحالي المتواجد في حالة عدم وفاق مع زطشي ويرى أن المورو هو الأجدر بالتواجد على كرسي الرئاسة. سبق للمورو أن أعلن ترشحه فيما سبق لانتخابات الرابطة والاتحادية، إلا أنه تراجع عن ذلك فيما بعد، لكن هذه المرّة يبدو مصمما على خوض السباق إلى نهايته وعدم التفريط في فرصة صنع المفاجأة في حال فاز بالانتخابات بالرغم أنه يمتلك علاقات متشعبة مع العديد من أعضاء الجمعية العامة.