اختتمت، مساء الخميس، بقصر المعارض الصنوبر البحري «صافكس»، فعاليات معرض الكهرباء محور الطاقات المتجدّدة، وسط ارتياح من المشاركين بعد أربعة أيام من تبادل آخر التكنولوجيات والحلول التقنية المبتكرة في هذا المجال، بالرغم من الظّرف الصحي والتطبيق الصارم للبروتوكول الصحي، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع من تبادل الخبرات الوطنية التي من شأنها أن تضع القواعد الأولى لتجسيد الإنتقال الطاقوي، والإنطلاق فيه على أسس وإبتكارات محلية الصنع تمهّد للقطيعة مع التبعية للبترول والتوجه تدريجيا بخطى ثابتة إلى الإستهلاك الإيكولوجي الذكي. أعلن في ختام المعرض عن الفائزين من الشباب حاملي المشاريع بتحدي الابتكار في مجال الطاقة لسنة 2021 بحضور الأمين العام لوزارة الانتقال الطاقوي، بعد أن قدّم المترشحون ال 16 المختارون مشاريعهم أمام لجنة من مهنيّين في مجال الطاقة وأكاديميّين في إدارة المشاريع والمقاولاتية، واختارت هيئة جائزة تحدي الإبتكار ثلاث فائزين لأفضل مشروع، وقدّمت لهم جوائز تقديرية لأعمالهم. وعادت المرتبة الأولى للشاب عبد الحليم سوكي، صاحب مشروع جهاز للاقتصاد في الإنارة العمومية، أما المرتبة الثانية للطالبتين بوزغاية حياة وسبوتني ريان من جامعة بسكرة الحاملتين لمشروع توليد الطاقة الشمسية، لتعود المرتبة الثالثة للشاب العوفي مصطفى سمير، الذي شارك بمشروعين لكن لجنة التحكيم اختارت مشروع المحطة الشمسية الضوئية. وعلى هامش تسليم الجوائز، أوضحت مديرة المعرض، نسيمة مسعودي، أنّ الصالون كان ناجحا وفرصة ممتازة كشفت عن حجم الامكانيات المتاحة للجزائر في المجال الطاقوي، سواء بالجامعات أو الهيئات أو المؤسسات الناشطة في الميدان، مشكلة بذلك ملتقى حقيقيا بين المهنيين وحاملي المشاريع المبتكرة. كما عرفت التظاهرة إلقاء آخر محاضرة حول المدن الذكية، قدّمها الدكتور المختص في الطّاقات الجديدة والمتجدّدة ورئيس جمعية تيبازة للمدينة الذكية مصطفى حاتي، حول الانتقال الطاقوي من خلال المدن الذكية، التي للأسف الجزائر متأخرة جدا فيها بالرغم من إطلاق العديد من المشاريع في هذا المحور إلا أنها للأسف فشلت بسبب عدم توفير شروط نجاحها سيما ما تعلق بالمعايير. ويرى د - حاتي أنّ إنشاء المدن الذكية من شأنها أن تغيّر استهلاك المواطن الجزائري من خلال حصوله على كل المعلومات المتعلقة بذلك، باعتبار أنّ أكبر استهلاك للطاقة هو على مستوى السكنات، مشيرا إلى أنّ هذا التوجه لا يقتصر فقط على هذا الأمر بل يمتد ليشمل سلوكيات وعادات يومية في الحياة كالنقل ورمي النفايات، ما ينعكس على أداء السلطات المحلية، وبالتالي ضمان خدمات نوعية وذكية، تخفيف نسبة التلوث والتحكم في تسيير النفايات. وأبرز المتحدّث فوائد المدن الذكية التي تؤسّس لاستقرار التوزيع الديموغرافي وكذا التخفيف من التغيرات المناخية، ما سينعكس بالضرورة على تحسين حياة الإنسان والمحيط وحتى في الجانب الاقتصادي عبر تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ولكن شرط انخراط المواطن في هذه المعادلة، لهذا يرى المختص أنّه لابد من تحسيسه بأهمية المرور إلى هذا النوع من الحياة وتطويره حتى تكسب الجزائر رهان الانتقال الطّاقوي.