أكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، الخميس، بالجزائر العاصمة، أنّ إحياء ذكرى واقعة «الإسراء والمعراج» تعد فرصة «لاستخلاص الدروس والعبر من السيرة النبوية الشريفة». قال الوزير، خلال إشرافه على افتتاح يوم دراسي يتعلّق بإحياء ‘'ذكرى ليلة الإسراء والمعراج'' بدار القرآن، الشيخ سحنون، إنّ «التمسك بالعلم واليقين يبقى السبيل الأفضل لمواجهة المشكّكين بحادثة الإسراء والمعراج»، قائلا إنّ إحياء هذه الذكرى يعد فرصة أخرى «لاستخلاص الدروس والعبر من السيرة النبوية الشريفة». وعاد المتحدث للتذكير بماهية هذه المعجزة، التي جاءت ‘'سندا للوحي والدعوة النبوية''، بعد كل ما تعرّض له الرسول صلى الله عليه وسلم خلال ما يعرف ب «عام الحزن»، قائلا إنّه يتعين على رجال الدين والأئمة اليوم «أخذ العبرة من تضحيات نبي الأمة، وأن لا يستنكفوا مما قد يصيبهم في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى». وقال بلمهدي عن التشكيك في هذه المعجزة، والذي يعود إلى عهد الرسول الكريم، «ولا زال يثار إلى يومنا هذا، يتوجّب التسلح والتمسك بالعلم واليقين»، مذكّرا بالدلالات الروحانية والرمزية القدسية لهذه الذكرى، والتي أسري فيها بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس وأعرج به إلى سدرة المنتهى. واعتبر المتحدث ليلة الإسراء والمعراج «دليلا آخر على علو مقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى مكانة بيت المقدس وبأحقية المسلمين به»، مذكّرا بالمناسبة، ب «موقف الجزائر من كون القدس الشريف عاصمة لفلسطين»، وهو»الموقف - كما قال - الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بشكل صريح لأكثر من مرة تأكيدا منه لإيمان راسخ بأنّ بيت المقدس لم يكن يوما عاصمة لأي كيان آخر، بما فيه الكيان الإسرائيلي الغاصب». وبذات المناسبة، تمحورت مداخلات الأساتذة والدكاترة المشاركين في هذا اليوم الدراسي، حول «تجليات معجزة الإسراء والمعراج»، وكونها «دعوة إلى نصرة القدس الشريف»، مع إبراز المقاصد التربوية لهذه الحادثة. وعاد المتدخّلون على غرار الدكتور موسى إسماعيل، أستاذ الفقه بجامعة الجزائر، في محاضرته للتّأكيد بأنّ «التشكيك في واقعة الإسراء والمعراج يعني الخروج عن الملّة، وكفر بالنص القرآني الصريح الذي أورد هذه المعجزة»، كما عاد بقية المحاضرين للتذكير بمكانة المسجد الأقصى، والذي ذكر صراحة في القرآن الكريم في فاتحة سورة الإسراء، وهو منبع خصوصيته ومكانته لدى الأمة الإسلامية.