نتائج الإجراءات الوقائية تظهر بعد منتصف شهر الصيام تعالت أصوات المواطنين وأصحاب المعارض مع تحسّن الوضع الوبائي واستقرار منحنى الإصابات ب «كوفيد-19»، للمطالبة بتقليص ساعات الحجر الصحي في رمضان من أجل السّماح لهم بأداء صلاة التراويح والتنقل بحرية، مع احترام تدابير الوقاية المتعلّقة بالتباعد الاجتماعي التي أوصى بها خبراء الصحة لمواجهة انتشار وباء كورونا والفيروسات المتحوّرة. أظهرت الفترة الأخيرة الحاجة إلى تقليص ساعات الحجر الصحي بالولايات المعنية، من خلال المطالبة بإلحاح بإعادة النظر في الأمر الذي يتزامن واقتراب شهر رمضان وصلاة التراويح، التي أخذت حيّز اهتمام كبير من قبل الجزائريين، إلى جانب أصحاب المعارض الممثلين في بن سديرة جابر، الذي طالب خلال الاجتماع الأخير الذي جمعهم بوزير التجارة السّماح لهم بمزاولة نشاطهم إلى غاية منتصف الليل، حيث رحّبت مختلف القطاعات الحاضرة بالفكرة، وأكّدت الوزارة الوصية رفع انشغالهم إلى الوزارة الأولى. أوضح المتحدّث في ذات السياق، أنّ المعارض ستنظّم لأول مرة على مستوى البلديات عكس السنوات الماضية أين كانت تقام بقصر المعارض، ليتسنى للجميع الاستفادة من خدماتها التي يقوم فيها عامل الوقت والحجر الصحي بدور كبير في نجاحها، خاصة وأن شهر رمضان يشهد إقبالا كبيرا نحوها، مؤكّدا التزام اللجنة بتقليص تكاليف مشاركة التجار إلى 50 بالمائة. الدكتور سعدي يدعو إلى تعزيز تدابير الوقاية في هذا الإطار، رفض مسؤول التنسيق بمصلحة «كوفيد-19» بمستشفى باب الوادي، كريم سعدي، ل «الشعب»، تقليص ساعات الحجر الصحي في رمضان، وهذا لغياب معلومات دقيقة حول الفيروسات المتحوّرة التي تمتاز بسرعة انتشار قوية، قد يساعدها الاحتكاك والمناخ المغلق على الانتشار بشكل أسرع، الأمر الذي يستوجب - حسبه - تعزيز تدابير الوقاية لمكافحة السلالات المتحورة. وحذّر الدكتور من التراخي في الإجراءات الوقائية على مستوى الأسواق والمحلات التجارية، حيث قال إنّ التدافع في الأسواق أو حتى التجمعات التي تقام في السهرات الرمضانية، قد تؤدي إلى زيادة فرص انتشار فيروس كورونا والمتحورات التي أثبتت بعض الأدلة العلمية، أن السلالات الجديدة التي يتم التعرف عليها في العديد من دول العالم، معروفة بسرعة انتشارها. ويرى الطبيب المختص أنّ البروتوكول الصحي المعتمد في شهر رمضان خاص، ويخضع إلى تغييرات مستمرة حسب الوضع الوبائي، مشيرا إلى أن المواطنين ملزمين باحترام التدابير الوقائية في الأماكن العامة والمساجد للحفاظ على الأرواح، في انتظار نتائج تدابير الحجر الصحي التي تظهر نتائجها فيما بعد. أوضح كريم سعدي في ذات السياق، أن نتائج تعديل الحجر الصحي في رمضان نظهر بعد أسبوع إلى 10 أيام، وهو ما يتزامن مع النصف الثاني من شهر الصيام، مؤكّدا أن الأمور ليست دقيقة بل تستند إلى تحاليل علمية وتجارب طبية لبعض البلدان الأوربية التي تعيش اليوم كارثة حقيقية مع الفيروسات المتحورة، مضيفا أن الحجر الصحي قابل للتقليص أو التمديد في حال تغير الوضع الوبائي في تلك الفترة. ودعا المتحدث الى ضرورة اعتماد الرقابة في الأسواق والفضاءات التجارية، مشيرا إلى الصرامة في تطبيق الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروسات المتحورة من خلال ارتداء الكمامة، التباعد الجسدي وغسل الأيدي، وهي السبل الأنجع للحماية من الفيروس، مشددا على أن الالتزام بهذه الإجراءات في الأماكن العامة في رمضان، يمكن أن يحافظ على استقرار الحالة الصحية في البلاد. بن أشنهو: الإبقاء على نفس تدابير الحجر في رمضان شدّد المختص في الصحة العمومية، الدكتور فتحي بن أشنهو، في تصريح ل «الشعب»، ضرورة الإبقاء على نفس التدابير الوقائية في رمضان، بل توخّي الحيطة والحذر أكثر والحرص من الفيروس في هذا الشهر، الذي يكثر فيه التدافع على الأماكن العامة، المحلات التجارية والفضاءات الكبرى. وأكّد الطبيب أنّ مطلب تمديد ساعات الحجر الصحي غير صائب، لأنّ المقبل على الأسواق في هذا الشهر يلاحظ الإقبال الكبير الذي تشهده، وبالتالي فإن تمديد الحجر من شأنه أن يعطي فرصة لعودة الفيروس بشكل أكبر في الأسواق، الأمر الذي قد يساهم في تدهور الوضعية الوبائية من جديد والعودة إلى نقطة الصفر. واستند بن أشنهو بتجربة أوروبا التي تعيش وضعا صحيا سيئا، بعد استقرار الأمور عندها، مشيرا إلى أن عنصر المفاجأة يبقى قائما عند الفيروسات التي تخضع لتغييرات عديدة منها من تكون عادية، وأخرى خطيرة قد تتسبب في تدهور الوضع الصحي، وهذا ما تعيشه فرنسا اليوم، التي لجأت إلى فرض الحجر الصحي ب 16 مقاطعة. وعليه، دعا خبراء الصحة إلى التحضير المسبق لشهر رمضان، من خلال وضع بروتوكول صحي أكثر صرامة، يراعي خصوصية هذا الشهر، خاصة ما يتعلق بصلاة التراويح وتنقل المواطنين، إلا انه يكون أكثر دقة ورقابة لحماية المواطنين من الإصابة بالفيروسات.