أكد السفير الجزائري السابق، نورالدين جودي، أمس، أن الجزائر، مهددة ومعرضة للخطر، من خلال حرب الجيل الرابع، عن طريق المؤامرات التي تستهدف الداخل الجزائري واستعمال التكنولوجيات الحديثة ضدها. أوضح نورالدين جودي، خلال ندوة عقدها تحت عنوان «دور الدبلوماسية في حرب الجيل الرابع»، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، تزامنت مع أحياء الذكرى 59 لاتفاقيات ايفيان، أن الجزائر محاصرة على طول حدودها من كافة الجهات. وأبرز أنه بالنسبة «للحدود الشرقية تونس تواجه الإرهاب بمساعدة الجزائر، والحدود مع ليبيا مشتعلة، وأتساءل كيف أمكن لليبيين أن يثقوا بالصهيوني برنارد ليفيي، يضاف إلى ذلك كل ما يحدث في النيجر ومالي، إلى جانب ما يمثله المغرب من تهديد». وقال جودي، الذي كان سفيرا للجزائر في عديد الدول، إن المغرب والكيان الصهيوني يمثلان أكبر خطر على الجزائر، حيث «تسعى المملكة المغربية إلى ضرب الدولة الجزائرية واستقرارها من خلال إغراقها بالمخدرات الصلبة، والعبث بعقل شبابها. وقد رأينا كيف أنها قامت بتقنين زراعة واستخدام القنب الهندي، لإخفاء حقيقة أن من يبيع الكيف هو النظام المغربي». الكيان الصهيوني على حدودنا كما أشار إلى تطبيع المخزن العلني والرسمي لعلاقاته مع الكيان الصهيوني، هذا الأخير الذي أطلق سياسة خاصة تجاه افريقيا، «وهو حاليا يتواجد على حدودنا، ويمثل خطرا داهما يتربص ببلادنا، إلى جانب فتحه لسفارات له في العديد من الدول (الإفريقية)، والتي يتواجد مكتب استخبارات للموساد على مستوى كل منها». وتوقف الدبلوماسي عند إدراك الكثير من القوى الكبرى استحالة ضرب الجزائر عن طريق الدبابات والأسلحة لقوة الجيش الجزائري، ولذا لجأت إلى استعمال الحرب السيبرانية (الإلكترونية) والمعلوماتية، وهو «ما يعكف عليه المغرب والكيان الصهيوني وفرنسا من خلال الترويج للأخبار الكاذبة» على غرار قناة «أوراس تي.في» لتقسيم الداخل الجزائري وتفكيكه وإثارة الفتن». ونبه من استغلال بعض المتلاعبين لمواقع التواصل الاجتماعي، والذين يعملون على التأثير على الشباب، على غرار «محمد زيتوت الذي يدّعي بأنه دبلوماسي سابق، إلا أنه كان محاسبا في سفارة الجزائر بليبيا»، وهشام عبود وأمير بوخرس ومحمد عبد الله، الذين صدرت في حقهم مؤخرا أوامر بالقبض الدولي، في قضية جنائية تمس بالنظام العام وأمن الدولة واستقرارها. كما حذر نورالدين جودي من الانسياق وراء الحرب البسيكولوجية، من خلال «اللعب على التناقض السياسي الموجود عندنا» والذي من شأنه أن يؤدي إلى شرخ وانقسام قد يضع «الدولة الجزائرية أمام وضعيات صعبة ومستحيلة». تجاوز الخلافات السياسية والداخلية دعا جودي الجزائريين إلى تجاوز الخلافات السياسية والداخلية والتحلي بدرجة كبيرة من الوعي، من أجل التصدي للخطر الداهم الآتي من الكيان الصهيوني، هذا الأخير الذي «يعتبر بأن مشكلته الأولى ليست فلسطين وإنما الجزائر من خلال مواقفها، وهو ما أعلن عنه الوزير الأول للكيان بنيامين نتنياهو، بصريح العبارة»، مردفا: «علينا التفكير في تحقيق وحدة الشعب والإدراك بأننا اليوم نعيش حربا حقيقية، ليست مسلحة وإنما هي أخطر من ذلك». واستدل السفير السابق بتجاوز الفرقاء السياسيين في الجزائر لخلافاتهم، وطيّهم لصفحة النزاع الداخلي خلال «حرب الرمال» عام 1963. وأضاف الدبلوماسي، أن الجزائر «لم تكن يوما من دعاة الحرب، بل لطالما كنا ومازلنا دعاة سلام، وندعم الحركات التحررية في العالم، ولا نطلب إلا احترام حقوق الشعوب ودولها، ولذلك موقفنا لا يتغير وثابت، سواء تعلق الأمر بفلسطين أو بالصحراء الغربية». وأكد نورالدين جودي، أن الدبلوماسية هي وسيلة حرب ولها دور كبير في مواجهة حرب الجيل الرابع «التي تسعى إلى ضرب الدولة الجزائرية واستقرارها»، مشددا على ضرورة أن يقود الرعيل الجديد من الدبلوماسيين الشباب هذه المواجهة، وأن «يدرك بأنه يتواجد اليوم في عالم متطور، يستوجب عليهم الجهاد والحفاظ على ذاكرة الشهداء».