أكدت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة في تدخلها أمام نظرائها الأفارقة تعميم الفعل الثقافي بواسطة استخدام كافة الوسائط التكنولوجية الجديدة التي أظهرت مستواها الايجابي في اكتشاف المواهب الإبداعية في فنون المسرح والسينما والمونولوغ وغيرها من الأعمال الثقافية الأخرى التي كانت حبيسة أفكار أصحابها، ولم تتمكّن من الانتشار. أوضحت بن دودة من خلال المنتدى الافتراضي الثاني لوزراء الثقافة لدول الاتحاد الإفريقي، ان الجزائر تحرص دوما على «تطبيق مختلف التوصيات الخاصة ببرنامج عمل الاتحاد الأفريقي المتعلّقة بتنمية وتطوير الإبداع الفني ووضعيات الفنانين المتباينة»، تماشيا والبُعد الثقافي الأفريقي للجزائر تاريخيا وجغرافيا. أضافت الوزيرة، أن الجزائر تشعر بتداعيات جائحة كورونا على قطاع الثقافة والفنون، والإجراءات الحكومية المتخذة بخصوصها، وبالرغم من ذلك فإن الإبداع انتصر في نهاية المطاف، في إشارة الى النشاطات التي قامت بها الوصاية السنة الماضية، مثل ملتقى القراءة لمحمد ديب الذي احتضنته المكتبة الوطنية او بقية النشاطات التي كان المسرح الوطني محي الدين بشطارزي فضاءها الاختياري، وهو ما استعرضته في إشارة تضمنت «تجربة الجزائر خلال فترة الجائحة في بث الأعمال الفنية والأدبية، وتنظيم مؤتمرات افتراضية حول التراث، وكذا مسابقات لفائدة الشباب». تأتي هذه النشاطات لتؤكد قدرة الإبداع الثقافي على التواصل والتجاوز رغم ما لحق بالمشهد الثقافي من مآسي تسبّبت فيها جائحة كورونا، وافتقد الفضاء الثقافي الجزائري أعمدة وقامات فكرية، مسرحية، فنية وأدبية بسبب جائحة كورونا. في ذات السياق، سمحت البرامج والنشاطات الافتراضية بإعادة اكتشاف أعمال لم تكن معروفة؛ من مسرحيات وأفلام وكتب، بالإضافة الى اكتشاف مواهب جديدة وأفكار جديدة فيما يخصّ الإبداع الفني، كما أبانت عمومًا على قدرة كبيرة في مواجهة الجائحة». للإشارة، كان المنتدى «فرصة أيضا لتبادل الخبرات بين الدول الأفريقية واستعراض ما تمّ إنجازه من خطط عاجلة لدعم قطاع الفنون والثقافة والتراث في إفريقيا، انسجامًا مع الإستراتيجية القارية للاتحاد الأفريقي المتعلقة بوباء كوفيد 19». للتذكير، تسعى الجزائر إلى «تطوير الفنون الحية خاصة السينما والمسرح باعتبارها أحد فرص تنمية التعابير الثقافية والشعبية والتراثية في الجزائر»، سواء على المستوى المركزي حيث الوصاية والمؤسسات التابعة لها او الحركة الجمعوية ذات الاهتمام، حيث أظهرت العديد من النشاطات الفردية خلال جائحة كورونا قدرة شركاء الثقافة على التميز وكسر القيود التي تعيق الابداع عن طريق الخلق والتجاوز والابتكار، ولعلّ البوابة الرقمية للفيلم الدولي القصير بعنابة خير دليل على ذلك لم يقتصر الأمر على الإنتاج المحلي فقط، وإنما تعدى ذلك ليكون مغاربيا ثم دوليا.