دعا رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، أمس، إلى جعل الانتخابات التشريعية المقبلة «رهان التغيير والإصلاح الآمن»، مؤكدا ضرورة ضمان نزاهتها وشفافيتها، بما يسمح واستعادة ثقة الشعب في الدولة وتعبئته لبناء جزائر الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتنمية. قال بن قرينة في تجمع شعبي بولاية أم البواقي، إن تشريعيات صيف 2021، ستجرى لأول مرة بعيدا عن جيل الثورة بعد انتقال سلس تم بين جيل وجيل، تسعى الحركة «أن يبقى آمنا دون أي تصادمات، تشققات، ودون استقواء أو وصاية من أجنبي»، وهو ما يفرض بحسبه تغيير الممارسات والآليات والذهنيات وفي أساليب العمل، من أجل ضمان انتخابات حرّة ونزيهة، تعيد للشعب ثقته في دولته ومؤسساتها. واعتبر بن قرينة التشريعيات المبكرة فرصة لاسترجاع الثقة المفقودة، لذا «لا يجب تفويتها، لأن بالثقة نتجاوز الصعاب، نرص الصفوف، نمتن الجبهة الداخلية، نحافظ على الاستقلال، ونساعد الجيش في التفرغ لمهامه الدستورية لاسيما على الحدود». أعاب رئيس حركة البناء الوطني، على نخب لم يسمها» تتردد، بحسبه، على السفارات وتبيع بلدها بثمن بخس» وقال «معذور من يبيع المعلومة ولكن لا تبيعوا البلد في جلسة حلوى على موائد سفراء، في وقت البلاد لا تباع وليس لها بورصة تشترى فيها، لأنها وديعة الشهداء». واسترسل قائلا: عيب أن نجد بعض النخب تنتقص من مؤسسات الجمهورية وتتآمر على جيشنا وتطعن فيها، وتجلس مع أعداء وتقاطع بعضها البعض مهما كانت الحجة دون خجل ولا حياء». كما خاطب الأحرار، بولاية أم البواقي، «كيف يرضيكم بعد 60 سنة ومازالت دماء الشهداء لم تجف، أن يختطف المنطقة أقلية بائسة تدعو لندوات تسعى من ورائها لتكريس الجهوية والفيدرالية والتفرقة وإحياء النعرات»، مؤكدا أن كل المحاولات ستفشل لأن «الوطن غال» ومهما كانت إخفاقات الحكومة «فهذا لا يعطينا الحق في التلاعب بأمننا واستقرارنا وأن يحدث أي كان فتنة». وعن ندرة وغلاء بعض المواد الغذائية واسعة الاستهلاك بدءا بزيت المائدة، تساءل بن قرينة عن التأخر في رسم خطة للاكتفاء الذاتي من مادتي الزيت والسكر، خاصة وأن الجزائر تملك هضاب شاسعة وصحراء فسيحة، يمكن أن تنتج المواد الأولية التي تستورد اليوم بالعملة الصعبة وبفواتير مضخمة، كافية كدعم للفلاحين حتى نصل في ظرف وجيز للاكتفاء. في حين اقترح تشجيع الاستثمارات على الحدود الجنوبية لجلب المواشي من الحزام الإفريقي بأثمان لا تستنزف العملة الصعبة وتضع حدا للارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم. وعلى صعيد آخر، وصف الاعتراف الأخير لفرنسا بتعذيب واغتيال المحامي الشهيد علي بومنجل واستعدادها لتكريم شخصيات من أصول أجنبية وإطلاق أسمائها على بعض الشوارع والمباني العامة «خطوة منقوصة لا ترقي إلى ما يتوجب القيام به من اعتراف واعتذار يجبر الضرر و»يطوي» الصفحة الأليمة من التاريخ الاستعماري».