قدّم مسرح باتنة الجهوي صالح لمباركية ثاني إنتاج مسرحي له لهذه السنة مسرحية «غصة عبور»، حيث تمّ عرض المسرحية لأول مرة في عرض شرفي نال استحسان الجمهور الذي توافد بقوة على المسرح وتفاعل مع العرض الذي استغرق ساعة و20 دقيقة من الزمن بين تصفيقات الجمهور وتجاوبهم الكبير. المسرحية حسب الفنان شعيب بوزيد تتميز بجمالية كبيرة في الحوار كونها استعمل اللغة العربية الفصحى في محاولة لإعادة الاعتبار لهذه اللغة العالمية الجميلة الثرية المعاني والكلمات، الأمر الذي سمح للفنانين المسرحيين المشاركين فيها بإبراز قوتهم اللغوية وحضورهم الكبير على الخشبة التي تزيت بديكور خاص جذاب جعل «غصة عبور» عرضا متكاملا يرتقب أن يشارك في مختلف المسابقات المسرحية التي سيعلن عنها قريبا. كما أدت السينوغرافيا الخاصة بالمسرحية دورا كبيرا في إقناع الجمهور بمضمون المسرحية التي كتبت نصها حسب مخرج المسرحية يوسف بخوش الكاتبة الكويتية تغريد الداود وعالجها دراميا الفنان إسماعيل سوفيط، تحكي قصة مجموعة من الأشخاص علقوا على جسر بعد الغلق المفاجئ لمنفذيه ليصبحوا عاجزين عن العبور إلى الوجهة المقصودة أو العودة مجددا إلى المكان الذي قدموا منه ما جعلوهم يعيشون ورطة حقيقية استطاع المخرج أن يستغل ذلك الوضع لمعالجة بعض الظواهر الإنسانية. ويظهر حسب بخوش القلق على العالقين في الجسر وتنتابهم حالات من الخوف والهلع على حياتهم ليروي كل واحد منهم قصته وحكايته مع الحياة التي يوشكون على فراقها بسبب ضعف الجسر وهشاشته واحتمال سقوطه في أي لحظة. وأشار مسرح باتنة، إلى ان العمل استفاد من تمويل صندوق دعم الفنون وتطويرها التابع لوزارة الثقافة والفنون، بعد ايداع طلب في هذا الخصوص إلى جانب دعم آخر من طرف 3 مؤسسات خاصة بمدينة باتنة تمول لأول مرة قطاع الثقافة بالولاية والمسرح بالتحديد وهي مباردة ثمنها فريق العمل متمنيا استمرارها مع باقي الأصناف الفنية والأدبية. المسرحية حسب بخوض تعتبر من بين احدث انتاجات مسرح باتنة الجهوي أنتجت بفريق محترف من الفنانين الشباب الراغبين بالدخول والمشاركة في منافسة المهرجان الوطني للمسرح المحترف للسنة الحالية سعى من خلالها إلى الخروج من قالب الكوميديا في المسرح وتقديم عمل رصين وجاد يحاكي الذوق العام ويكون في مستوى تطلعات الجمهور. وقد شارك في المسرحية نخبة من الممثلين المسرحين على غرار عصام خنوش وعز الدين بن عمر وعبد الرؤوف دزيري وعقبة فرحات، الذين نقلوا الجمهور لعالم من الجمال والإبداع بحضور الفنان سمير أوجيت وابنته هبة الذين نجحا في إقناع الجمهور بجدوى العلاقات الإنسانية وسموها فوق كل شيء.