يخوض شبيبة القبائل أهم مباراة له منذ أكثر من عشرية خلال مواجهة الرجاء البيضاوي في نهائي كأس «الكاف» الذي سيجري في العاصمة البينينية كوتونو بعد غد السبت، حيث تحذو اللاعبين عزيمة كبيرة من أجل صناعة التاريخ وإحداث إنجاز مهم بالنسبة للفريق من خلال العودة بالتاج إلى أرض الوطن. يواجه شبيبة القبائل نظيره الرجاء البيضاوي في نهائي كأس «الكاف»، حيث تعدّ المواجهة صعبة لكن النهائي يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات والهدف الأساسي قد تحقّق بالنسبة للفريق قبل الوصول إلى هذا الدور، حيث كانت إدارة «الكناري» وضعت هدف التأهل إلى ربع النهائي كهدف رئيسي، إلا أن الأمور سارت بأفضل طريقة ممكنة. مشوار شبيبة القبائل في المنافسة القارية لم يكن سهلا حيث كان مليئا بالصعوبات، إلا أن اللاعبين و الجهاز الفني والإداري كانوا في الموعد وساعدوا الفريق على إجتياز كل العقبات قبل الوصول إلى المواجهة النهائية التي تبقى فيها الفرص متكافئة بين الفريقين من أجل الفوز باللقب القاري. لم يتأثر اللاعبون بعامل نقص الخبرة رغم أن التعداد كله من اللاعبين الشباب، لكن هذا العامل كان له أثر إيجابي على الفريق خلال المباريات التي لعبها، خاصة خارج الديار حيث كان عنصر الشباب حاسما في الظفر بتأشيرة التأهل من دور إلى آخر قبل الوصول إلى النهائي. تحضير نفسي وبدني مكثف سطّر الجهاز الفني لشبيبة القبائل برنامجا خاصا من أجل التحضير لنهائي كأس «الكاف» من خلال وضع اللاعبين في أفضل الظروف من أجل الحصول على نتائج أفضل خلال المواجهة النهائية، أمر سيكون له أثر ايجابي على مردود اللاعبين. لعب اللاعبون العديد من المباريات ومع الرزنامة المكثفة لمباريات البطولة إضافة إلى المواجهات التي لعبها الفريق في كأس «الكاف»، وصل اللاعبون إلى مرحلة كبيرة من التعب والإرهاق وهو الأمر الذي أجبر الجهاز الفني على إراحة بعض العناصر خلال المباريات الماضية من البطولة من أجل تفادي الضغط عليهم تخوّفا من تعرضهم لإصابات عضلية تمنعهم من التواجد في النهائي. وضع المحضر البدني برنامجا مكملا للعمل اليومي الذي يقوم به مع اللاعبين من خلال التركيز على عامل الإسترجاع الذي يبقى مهما خلال الفترة الحالية من الموسم، بما أن اللاعبين لعبوا مباريات كثيرة وتحضيرهم بدنيا يبقى أمرا غير مجدي في ظل تواجد المباريات. التحضير البدني للاعبين يسمح لهم بتنفيذ المخطط الفني الذي وضعه المدرب للإطاحة بفريق الرجاء البيضاوي، خاصة أن تراجع المردود البدني للاعبين قد يؤثر على مستواهم الفني وهو ما يجعل الفريق يفشل في تحقيق الهدف المرجو من المباراة وهو الفوز ونيل اللقب القاري. إلى جانب التحضير البدني، هناك أيضا التحضير النفسي الذي يبقى مهما والمدرب هنا يلعب دورا كبيرا في هذا الأمر، خاصة أنه قريب من اللاعبين ويجب عليه أن يعرف كيف يحفزهم للظهور بشكل أفضل ويحرّرهم من الناحية النفسية من أجل الظهور بشكل أفضل خلال المواجهة. نقص خبرة اللاعبين رغم أنه لم يؤثر على مستواهم خلال المباريات الماضية، إلا أن المواجهة النهائية قد يكون لها أثر سلبي على اللاعبين بما أنها مهمة في مشوار الفوز بلقب قاري سيبقى منقوشا في ذاكرة الجميع ويرصع المشوار الذهبي «للكناري» في المنافسة القارية. يلعب المدرب لافان دورا كبيرا في طريقة تحفيز اللاعبين، حيث نجح في ذلك خلال المواجهات الماضية وهو ما أثر إيجابا على مستواهم خلال المباريات الإقصائية، حيث نجح الفريق في التأهل إلى النهائي بعدما حقق مجموعة من الإنتصارات المميزة في الفترة الماضية أثرت إيجابا على نتائج الفريق. تحفيز اللاعبين والتأثير على معنوياتهم بطريقة إيجابية يبقى أمرا ضروريا قبل المباريات المهمة، حيث يساهم هذا الأمر في تحريرهم ودفعهم لبذل أقصى ما لديهم من أجل الفوز بتلك المواجهة وهو ما يسعى المدرب للوصول إليه، حيث لعب على هذا الوتر خلال الفترة الماضية. الحفاظ على وتيرة الانتصارات شكّلت الإنتصارات التي حقّقها الفريق خلال منافسة كأس «الكاف» حافزا مهما للاعبين من أجل مواصلة وتيرة الإنتصارات والحفاظ على نسق النتائج الإيجابية في المنافسة القارية واختتام المشوار بأفضل طريقة ممكنة وهي العودة باللقب القاري رغم أن المأمورية لن تكون سهلة. نجح فريق شبيبة القبائل في بلوغ المرحلة النهائية. الأمر اللافت أن الفريق حقّق العديد من الإنتصارات خلال المواجهات التي جرت خارج الديار، هو العامل الذي يؤكد أن اللاعبين تعوّدوا على أدغال إفريقيا ومواجهة الرجاء البيضاوي في البنين لن تكون عاملا سلبيا، بل إيجابي لأن اللاعبين قادرون على صنع الفارق. العمل الفني للمدرب يرتكز بالأساس على كيفية الفوز بالمباريات، وهو الأمر الذي وضعه لافان في الحسبان خلال التحضير للمواجهة النهائية أمام الرجاء البيضاوي، حيث يرى أن تحضير اللاعبين فنيا يبقى غير كافي ويجب دراسة نقاط قوة وضعف المنافس، لأنه من العوامل المهمة في ترجيح كفة أي فريق. التركيز على التفاصيل الصغيرة يبقى من العوامل المهمة حيث يستطيع الفريق الفوز بمباراة من خلال تجسيد فرصة واحدة أمام المرمى إلى هدف في حين لا يحصل طيلة المباراة إلا على فرصة واحدة وهو الأمر الذي يجب على لاعبي الفريق التركيز عليه من خلال استغلال كل الفرص التي تتاح أمامهم ومحاولة تجسيدها إلى أهداف لأن الأمر قد لا يتكرر مرة أخرى.