يسدل الستار اليوم، على الدورة ال 27 للألعاب الأولمبية التي كان شرف تنظيمها للعاصمة البريطانية لندن، بعد 17 يوما من المنافسة بين أكثر من 10 آلاف رياضي مثلوا 204 دولة وشاركوا في 26 تخصصا. وكما هي تقاليد الأولمبياد، فإن تقييم مدى نجاح الدورة وترتيب البلدان الأكثر تتويجا بالميداليات، إضافة إلى حفل الإختتام، تكون حديث العالم بأسره، ومن حيث مدى نجاح الإنجليز في تنظيم أبرز حدث رياضي عالمي يشدّ انتباه أكثر من ملياري مشاهد، فقد أجمعت أغلب الإنطباعات على أن الدورة سارت في ظروف ممتازة خاصة من الناحية الأمنية والتنظيمية والإقبال الجماهيري الواسع في أغلب المنافسات وخاصة ألعاب القوى، أين قارب عدد الجماهير ال80 ألف في مدرجات الملعب الأولمبي كل يوم. عبّر البريطانيون عن فخرهم الكبير بإنجاح العرس العالمي، وساندوا اللجنة المنظمة من أجل ذلك، وحتى الأصوات التي عارضت في البداية استضافة الأولمبياد، بسبب الأزمة الاقتصادية، تراجعت عن رأيها، ورأت فئة واسعة من الإنجليزي في استطلاع للرأي، أن دورة لندن كانت استثمارا جيدا وساهمت في رفع الروح المعنوية في عزّ الأزمة. الولاياتالمتحدة في المركز الأول حافظت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تقاليدها وتسيدت مرة أخرى جدول ترتيب الميداليات برصيد 94 ميدالية 41 من المعدن النفيس و26 فضية و27 برونزية متبوعة بالصين ب 82 ميدالية منها 37 ذهبية وحلت بريطانيا العظمى البلد المنظم ثالثة ب 59 ميدالية 26 منها ذهبية متبوعة بروسيا ب 66 ميدالية منها 17 ذهبية. هذا الترتيب يعدّ طبيعيا وخلى من أي مفاجأة، إنتهت إليه أغلب الدورات الأولمبية السابقة، يذكر أن الولاياتالمتحدة شاركت بأكثر من وفد رياضي ضمن جميع البلدان المشاركة. إنجازات تاريخية أولمبياد لندن لم تخل من تحطيم الأرقام القياسية في عدة اختصاصات، وصنع فيها بعض الرياضيون الإستثناء، على غرار العداء الجمايكي يوساين بولت الملقب بالصاعقة، الذي توّج بسباقي ال100 متر وال200 متر للمرة الثانية، ووصف نفسه بالأسطورة، ملمحا إلى إمكانية اعتزاله في حال لم يجد الحوافز المناسبة لأنه حقق كل شيء. كما بلغ السباح الأمريكي مايكل فلبس رصيد 19 ميدالية ذهبية في دورتين متتاليتين وهو رقم يصعب معادلته أو تخطيه، خاصة في السباحة. أما أبرز حدث بالنسبة للمشاركة العربية، فهي تتويج مخلوفي بالذهب في ألعاب القوى وكذا السباح التونسي بميدالية ذهبية في دورتين متتاليتين، حيث نال ذهبية سباق 1500 متر في بكين عام 2008 وذهبية ال10 كلم في لندن. كما كانت العداءة البحرينية مريم جمال، أول رياضية خليجية تعتلي منصة التتويج بإحرازها برونزية سباق 1500 متر. 10 ميداليات حصة العرب حصيلة العرب في أولمبياد لندن تعتبر من أضعف المشاركات، فلم تتعد العشر ميداليات، منها ذهبيتان، واحدة لتونس التي احتلت المركز الأول بفضل أسامة الملولي الذي حاز الذهب والبرونز في اختصاصي 1500 و10 كلم سباحة، فيما كان صاحب الميدالية الذهبية للعرب العداء الجزائري توفيق مخلوفي الذي أبهر العالم في سباق ال1500 متر، أما مصر التي شاركت بأكبر وفد عربي فحازت على ميداليتين فضيتين. مخلوفي ينقذ المشاركة الجزائرية المشاركة الجزائرية في هذه الدورة لم ترق إلى التطلعات، وجاءت نتائج رياضيينا مخيبة للآمال في ال 12 تخصصا الذين شاركوا فيه باستثناء توفيق مخلوفي الذي جعل من نفسه فتى ذهبيا يعد بمستقبل كبير، في حين كان خروج مصارعة الجيدو صوراية حداد من الدور الأول، وفشل 8 ملاكمين في الوصول إلى نصف النهائي، صدمة للإتحاديات قبل الشارع الرياضي الجزائري الذي وجد المواساة في ذهبية مخلوفي. أما باقي الرياضات، فتحتاج إلى تقييم وتطوير كبير من أجل تشريف الألوان الوطنية في أولمبياد 2016، بعدما اعتبر المسؤولون أن أولمبياد لندن تحضيرية فقط