تعتمد ولاية البليدة في إنتاج الماء الشروب على حشد المياه الجوفية بنسبة 83 بالمائة عن طريق 334 نقب مائي، وبنسبة 17 بالمائة من المياه السطحية والينابيع (15 منبع)، وتضرّرت هذه الموارد بصفة مباشرة من الجفاف الذي طبع مناخ السنوات الأخيرة. يرى مدير وحدة التوزيع للجزائرية للمياه حمزة عروس بأن حل ندرة مياه الشرب في البليدة التي تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد السكان نظرا لقربها من الجزائر العاصمة بل هي امتدادا لها على حدّ قوله، ينبغي تجسيد مشاريع جلب المياه البحر المحلاة. وهذا ما أكده مدير الموارد المائية عبد الكريم علواش بأن الكمية المعبأة من المياه الجوفية والسطحية انخفضت من 290 ألف متر مكعب إلى 240 ألف متر مكعب، بينما يبلغ الاحتياج الفعلي لتغطية الولاية بالمياه الصالح للشرب 320 ألف متر مكعب بدون احتساب الأقطاب السكنية الجاري إنجازها في اقليم الولاية. ومعلوم أن الحكومة وضعت بعين الاعتبار التوسّع العمراني التي تعرفه المنطقة ببناء أقطاب سكنية جديدة، فقررت تخصيص تمويلات إضافية لتمويل المشاريع المسجلة لفائدة المدينة الجديدة بوعينان، والقطبين السكنيين الصفصاف في مفتاح وسيدي سرحان في بوعينان. ونظرا للطلب المتزايد على المادة الحيوية، فإن تجسيد مشروع «SP2 « بجلب مياه البحر المحلاة بات ضروريا لتزويد الجهة الشرقية للولاية (بلديات بوفاريك، الصومعة، بوعينان، الشبلي، بوعينان، بوقرة الأربعاء ومفتاح) محطة التحلية الواقعة في بلدية فوكة بولاية تيبازة ب100 ألف متر مكعب من المياه يوميا. وتستفيد بلدية البليدة والبلديات المجاورة من مشروع SP1 بتزويدها من مياه البحر المحلاة، كما تنوي الولاية تموين الجهة الغربية (بلديات شفة وموزاية والعفرون، وواد جر) من مياه البحر المحلاة بمحطة سعتها 50 ألف متر مكعب يوميا. مشاكل في التوزيع يتمّ تداركها وفي تصريح ل»الشعب» اعترف عروس بالتذبذب في توزيع مياه الشرب بولاية البليدة خلال فصل الصيف، وبرّر ذلك بارتفاع الاستهلاك مقابل نقص في الإنتاج أو الوفرة، فالجفاف أدى إلى نقص في مياه الينابيع وشحّ المياه السطحية. كما برّر المتحدث المشاكل في توزيع المياه بتجديد الشبكة في بعض البلديات التي كانت تسيرها السلطات المحلية وأصبحت تسيرها الجزائرية للمياه، وأكد بأن هذه الأخيرة وضعت برنامجا لتدارك هذه مشاكل التوزيع بالتنسيق السلطات المحلية، وذلك بحل النقاط السوداء مثل السكنات العالية الطوابق أو البنايات التي يصعب نقل المياه اليها. وعملت المصالح الولائية والبلديات خلال فصل الصيف على حفر أنقاب مائية جديدة لتوفير الماء الشروب للمواطنين، وبناء محطات ضخّ جديدة.