حرص عمار غول رئيس تجمع أمل الجزائر «تاج» قيد الاعتماد انطلاقا من قاعة فندق الشيراطون الذي احتضن فعاليات أول نشاط لحزبه، على أن يؤخذ التعريف بهذا «الفضاء السياسي» الجديد من أصحابه لتفادي التأويل، موضحا في رده على سؤال «من نحن» بأن الأمر يتعلق ب«جزء من المجتمع ومن الوطن»، يريد «بناء جزائر آمنة ومستقرة ومتطورة، تكون رائدة بين الأمم» على أن «يعمل مع كل من يؤمن بهذه الأفكار»، وتأتي هذه التوضيحات ردا على التساؤلات المطروحة في الساحة السياسية التي تتحدث عن تشكيلة ستولد «كبيرة». قال غول في خطاب دام أزيد من ساعة، ألقاه أمس لدى إشرافه على افتتاح أشغال ندوة جمعت المنسقين الولائيين المندرجة في إطار التحضير لأشغال المؤتمر التأسيسي المقرر في سبتمبر الداخل بأن مسار المصالحة الوطنية لا بد أن يتواصل ويورث للأجيال...«حتى لا نعود أبدا إلى الدمار والأشلاء»، لافتا في سياق حديثه عن «تاج»، إلى أنه «ليس لنا في الجزائر عداء أو خصومة مع أي أحد» والى أنه «نحن في ''تاج'' نتفهم الاختلاف ونحترم الآخر ونثمن انجازات الجميع في الجزائر» وذهب إلى أبعد من ذلك بقوله «نقدر رجالاتها وصانعيها، بلا إقصاء ولا تهميش، ونعمل على أن لا يتحول الاختلاف إلى خلاف ولا نتخلف أبدا على بناء الجزائر ونداء الواجب.» كما تحدث المستقيل مؤخرا من الحزب الذي احتضن مشواره السياسي ممثلا في حركة مجتمع السلم «حمس»، مطولا في كلمته التي بدت بعيدة عن الخطب السياسية المألوفة، عن الديمقراطية ذلك أن الحزب يعتزم «ترقيتها من فكرة إلى ثقافة ومن ثقافة إلى قناعة ومنها إلى سلوك لبلوغ التداول السلمي المتحضر بين أبناء الوطن»، لاسيما وأنها تكرس حسبه «بناء الوطن والمحافظة على مكاسبه غير متنكرة لثوابته وخصوصياته»، معترفا بأن «الديمقراطية مسار طويل يجب أن يساهم الجميع في احتضانه»، يكرس «تعزيز ثقة المواطن في الدولة وهو أساس الحكم الراشد، وبعدما أشار إلى أن شعار الحزب وفاء، أمل وبناء»، ذكر غول بأن «الوفاء للشهداء ولرجالات الوطن»، وأمل «لكي لا يأكلنا اليأس»، أما البناء «فلأن الجزائر في حاجة أن يكون بناتها من أبنائها». وحصر المسؤول الأول على التشكيلة الجديدة التي يعتزم أن يخوض من خلالها معركة الانتخابات المحلية التي ستكون الامتحان الأول بالنسبة لها، برنامجها في ثمانية محاور تتقدمه «بناء الإنسان الصالح» متبوع ب«المجتمع المتماسك والمنظم والمنتج والمتعايش، قوامه الأسرة المستقرة والمرأة التي تعتبر شريكا كاملا»، ويرتكز المحور الثالث على النقطة المتعلقة ب«استكمال دولة الحق والقانون والحكم الراشد من خلال التركيز على إدارة تسهل ولا تعطل». كما يقوم أيضا برنامج «تاج» على «التكفل بالمطالب الملحة والمشروعة وعلى رأسها السكن والشغل والعدالة والصحة والتعليم والخدمة العمومية ورفع القدرة الشرائية»، فيما يقوم الشق الاقتصادي على «بناء اقتصاد وطني قوي وتنافسي منتج للشغل وللثروة وضامن للعدالة الاجتماعية»، بالإضافة إلى محاور أخرى لا تقل أهمية ذكر منها «العمل على تهيئة الإقليم وتطويره عبر كل مناطق الوطن الشمال والجنوب والهضاب العليا وإعادة الاعتبار لسلم القيم». للإشارة، فان قاعة الفندق لم تتسع للعدد الكبير من الحضور الذي يؤشر على أن المؤتمر سيتميز بمشاركة مكثفة.