بعث رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، برسالة تعزية إلى عائلة المجاهد المرحوم ياسف سعدي، الذي وافته المنية الجمعة عن عمر ناهز 93 سنة. جاء في رسالة التعزية: «(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا). صدق الله العظيم..الله أكبر، أفجعنا المصاب الأليم بفقدان المجاهد ياسف سعدي الذي نودعه مؤمنين بقضاء الله وقدره إلى مثواه الأخير، ببالغ التأثر وعميق الأسى». وأوضح الرئيس تبّون أنه «برحيله يلتحق المرحوم بأخواته وإخوانه الشهداء ومن لحق بهم من المجاهدين الذين جمعه بهم النضال الوطني والكفاح المسلح في المنطقة المستقلة للعاصمة، وهو من أبرز قادتها وصنع معهن ومعهم، ملاحم خالدة من التضحية والبطولة، كان قد ترجمها فنيا بصدق وإبداع في الفيلم الشهير +معركة الجزائر+ الذي يصنف ضمن أنجح الأعمال الفنية السينمائية، ويبقى شاهدا على جوانب من عطائه الوطني». وخلص إلى القول: «وإننا ونحن نشيّعه بحسرة وألم إلى جوار رب العزة، نحسبه في زمرة أولئك الثوار الأمجاد، ونتوجه إليكم وإلى رفقائه المجاهدين بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، وندعو الله تعالى، أن يتولاه بواسع الرحمة، ويلهمكم جميل الصبر والسلوان. (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم». قوجيل معزيا: واحد من قامات ثورة التحرير بعث رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، برقية تعزية إلى أسرة المجاهد وعضو مجلس الأمة الأسبق، ياسف سعدي، أكد فيها أن الجزائر فقدت برحيله «رمزا جهاديا وقامة من قامات الثورة التحريرية المباركة، وبرلمانيا مرموقا»، ومن الذين أبانوا خلال فترة الاحتلال عن «عبقرية شعبنا غير المسبوقة» في مجابهة المستعمر الفرنسي. وأضاف قوجيل أنّ معركة الجزائر ستبقى «وقائعها ومآثرها درسا لازال وسيظل يشكل قدوة ومثالا لنكران الذات والتضحية»، ولاحتضان الشعب الجزائري لثورته المظفرة ولإيمانه الراسخ بمبادئها ومثلها النوفمبرية الخالدة. وبعد أن قال في برقيته: «إننا ننعي، اليوم، أحد أيقونات معركة الجزائر ورجلا من رجالاتها الذين خدموها بإخلاص وما بدلوا تبديلا»، أبرز أنّ الفقيد «عرف بمواقفه وإخلاصه لوطنه وشغفه بالحفاظ على مآثر ثورة نوفمبر بالمساهمة في التأريخ لها كتابة وسنيمائيا، وظل ثابتا على المبادئ الحقة مناضلا من أجلها، متابعا للشأن العام، مصغيا لنبضات الشعب، ملبيا نداء وطنه في كل حين قبل وبعد استرجاع السيادة الوطنية». وأمام هذا المصاب الجلل قال رئيس مجلس الأمة: «لا أملك إلا التضرع للقدير الرحيم، معربا لأسرة الفقيد وذويه الأكارم ومجموع المجاهدين من رفاق دربه بإسمي ونيابة عن أعضاء مجلس الأمة عن خالص العزاء وصادق المواساة في هذا الفقد، داعيا الرحمان الرحيم أن يتغمده برحمته ويهيئ له مقاما عاليا في جنات المأوى، كما أسأله أن ينزل الصبر والسلوان في قلوب أسرته الكريمة».