يعاني مرضى السرطان والأمراض المستعصية على غرار المرضى المصابين بنقص المناعة المكتسبة، من ضعف الرعاية الصحية على مستوى المؤسسات الاستشفائية التي فتحت أجنحتها الطبية لتوفير العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، دون أن تفكر في توفير مصالح للعلاج التكميلي من المرض الخبيث بالأشعة، فضلا على أنّ المؤسسات الاستشفائية بتراب ولاية معسكر لا توفر مصالح طبية لمتابعة مرضى فيروس الايدز. تتفاقم معاناة مرضى السرطان ومرضى نقص المناعة المكتسبة بولاية معسكر، على ضوء حاجتهم إلى متابعة علاجهم خارج الولاية نحو وهران، سيدي بلعباس، بشار وتيزي وزو، ما يضطرهم إلى التنقل مسافات تصل بين 100 و500 كلم من أجل الخضوع لجلسات العلاج بالأشعة، أو الحصول على المتابعة الطبية واقتناء الأدوية، أو إجراء الفحوصات المكثفة التي تستدعي التحاليل أو الأشعة بتجهيزات كشف حديثة لا تتوفر لدى القطاع العام أو القطاع الخاص على المستوى المحلي، كل ذلك بالنظر إلى ما تتطلبه متابعة العلاج من نفقات مالية لا تتوفر لدى نسبة كبيرة من المرضى بحكم الفقر والعوز. ولا يتكفل قطاع الصحة بولاية معسكر بعلاج عدد من مرضى السرطان، بفعل عدم تحكم مديرية الصحة في الحالات المرضية التي تتنقل دوريا بين ولاية معسكر والولايات القريبة منها طلبا للعلاج، فضلا عن صعوبة الإلمام بكل الحالات المسجلة، باستثناء تلك التي تواضب على الفحوصات الدورية والعلاج الكيميائي بالمؤسسات الاستشفائية الأربعة للولاية بحسب ما استقيناه من معلومات من مديرية الصحة لمعسكر. وأحصى قطاع الصحة 2662 حالة مرضية بمختلف أنواع السرطان متكفل بها، سنة 2021، و716 إصابة جديدة خلال نفس السنة تتقدمها الإصابة بسرطان الثدي، ثم الرئة والمعدة ، وسرطان البروستات والرحم، وأنواع سرطانات أخرى. في حين، تحصي الجمعية الولائية لمساعدة مرضى السرطان بمعسكر، نحو 527 حالة مرضية متكفل بها منها أزيد عن 400 حالة من المرضى من ذوي الحاجة والعوز غير المؤمنين اجتماعيا، تتكفل الجمعية الخيرية بمساعدتها، من خلال تسهيل طرق تنقلها للعلاج خارج الولاية، وتوفير الأدوية في حالات الندرة والانقطاع وهي ظاهرة كثيرا ما تطرح على المستوى المحلي رغم نفي مدير الصحة لمعسكر- الدكتور العامري- لذلك. وبلغت ديون الجمعية الولائية لمساعدة مرضى السرطان نحو 115 مليون سنتيم، في الشهرين الماضيين، لقاء المساعدات التي توفرها الجمعية للمرضى والتي تكون غالبا في شكل أدوية، مكملات غذائية ومواد صيدلانية. ويعد وجود جمعيات وناشطين في مجال الخير والإحسان، الزاوية المشرقة في وضع اجتماعي وصحي تتعدد أوجهه السلبية، حيث تجتهد الجمعيات الناشطة في مجال مساعدة المرضى المصابين بالسرطان، في تقديم يد العون لهذه الشريحة من المرضى، من خلال توفير الأدوية أو وسائل نقلهم خارج الولاية في ظروف مريحة تخفيفا من معاناتهم مع المرض الذي يجتاح أجسامهم الضعيفة، وتستنجد هذه الجمعيات في نشاطها الخيري بالمحسنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي - التي تحولت إلى فضاء للاحتيال والنصب على أفراد المجتمع والمتاجرة بآلام المرضى. وكما لا يختلف وضع مريض طريح الفراش بمعسكر، عن مريض آخر بمنطقة أخرى من الوطن، بحكم تشابه معاناتهم وآلامهم الحادة، حتى وإن اختلفت ظروف استشفائهم، التي تفاقمت هي الأخرى للأسوأ بتفشي وباء كوفيد 19، حيث يتطلع مرضى السرطان بولاية معسكر، إلى إنشاء مركز لمكافحة السرطان لتذليل مشقة المرض والتخفيف من حدتها، في وقت لا مجال فيه لإنكار جهود الدولة التي تبذل في سبيل توفير العلاج لهؤلاء المرضى والتكفل بهم.