عاد المنتخب الوطني أمس بانتصار ثمين على حساب نظيره الكاميروني، في إطار ذهاب الدور الفاصل المؤهل لمونديال قطر 2022، واستطاع أشبال بلماضي تحقيق الفوز بفضل هدف المخضرم سليماني والذي سمح للمنتخب الوطني بالاقتراب كثيرا من تحقيق حلم التأهل إلى المونديال . عرفت بداية المباراة انطلاقة قوية من طرف لاعبي منتخب الكاميرون على أمل تسجيل هدف السبق، إلا أن ضغطهم لم يدم أكثر من خمس دقائق قبل أن يسترجع لاعبو المنتخب الوطني زمام المبادرة والسيطرة الفنية على المباراة، حيث كانت الكرة تنتقل بينهم بسلاسة كبيرة وهو ما أزعج لاعبي المنافس . فضّل الناخب الوطني تغيير الخطة من خلال اللعب بطريقة 3-4-3 بالاعتماد على الثلاثي بدران وماندي إضافة إلى بن العمري في محور الدفاع ومنح الفرصة لكل من بن سبعيني وبن عيادة بالتقدم نحو الأمام ومساندة الثنائي بن ناصر ورامز زروقي اللذان أوكلت لهما مهما صناعة اللعب في وسط الميدان، وعلى مستوى الهجوم لم يكن هناك تغيير من خلال إشراك الثلاثي محرز وسليماني إضافة إلى يوسف بلايلي . من الناحية الفنية، لم يعرف الشوط الأول تسجيل فرص خطيرة لصالح المنتخب الكاميروني، حيث فشل لاعبوه في تهديد مرمى مبولحي الذي لم يختبر كثيرا عكس حارس الكاميرون أونانا الذي كان في مرمى الإعصار من خلال تسجيل أكثر من فرصة خطيرة للمنتخب الوطني . كان واضحا أن إشراك ثلاثة لاعبين في المحور الهدف منه هو تضييق المساحات على ثلاثي هجوم منتخب الكاميرون ويتعلق الأمر بكل من تاكو ايكامبي وابوبكر إضافة إلى مهاجم بايرن ميونيخ الألماني تشوبو موتينغ، لكن هذا الثلاثي لم يهدد كثيرا مرمى مبولحي بسبب حسن توزيع الدفاع في كل كرة تكون للمنافس . طريقة اللعب التي اختارها بلماضي كان الهدف منها اللعب بتوازن على المستوى الدفاعي والهجومي، ففي حال هاجم المنتخب لا تكون هناك مساحات كثيرة في الخلف والعكس صحيح أنه في حال فقد الكرة تكون التغطية موجودة من طرف اللاعبين الآخرين وهو ما نجح فيه بلماضي خلال الشوط الأول . لم يكتف المنتخب الوطني بالسيطرة على الكرة ولكن كان يريد التسجيل وهو ما جعله يحاول على المرمى في أكثر من مناسبة إلى غاية نجاحه في ذلك عن طريق سليماني الهداف التاريخي للمنتخب الوطني الذي استغل كرة ثابتة نفدها بإحكام يوسف بلايلي خادع من خلالها الحارس أونانا الذي لم يستطع الدفاع عن مرماه خلال هذه الكرة وذلك في الدقيقة 41 . انتهى الشوط الأول بتقدّم المنتخب الوطني منح اللاعبين أسبقية معنوية مقارنة بالمنافس خاصة أن هذا الأخير لعب المواجهة على أرضه وأمام جمهوره، لكنه لم يقدم خلال الشوط الأول ما يشفع له من اجل تسجيل الهدف المنتظر وكان ينتظر الشوط الثاني لتحقيق ذلك حيث دخل المرحلة الثانية مندفعا نحو الهجوم . بداية الشوط الثاني كانت فيها المفاجأة حاضرة، حيث توقّفت المباراة في الدقيقة 46 بعد انطفاء بعض الأضواء الكاشفة وهو ما جعل حكم المباراة يوقف المواجهة لفترة قاربت العشر دقائق، الأمر الذي استغله الناخب الوطني من اجل تحضير اللاعبين أكثر بعد أن منحوا الفرصة للمنافس مع انطلاق الشوط الثاني لاخذ زمام المبادرة . مجريات الشوط الثاني لم تكن مغايرة للشوط الأول حيث تحكم المنتخب الوطني جيدا في نسق المباراة وكان يحاول في كل مرة إضافة الهدف الثاني من أجل القضاء على آمال المنافس في العودة من جديد في النتيجة إلا أن الأمور لم تسر كما كان يريد لاعبو المنتخب الوطني بسبب التسرع. الأكيد أن الجميع لاحظ المنتخب الكاميروني وقد ظهر «مفلسا» من الناحية التكتيكية وهو انعكاس للمستوى المحدود للمدرب سونغ الذي لا يمتلك خبرة وتجربة المدرب المحنك بلماضي بطل إفريقيا في 2019، حيث برز الفارق واضحا بين المدربين في المباراة من خلال سيطرة المنتخب على المنافس طيلة المباراة . انتهت المواجهة على نفس النتيجة بتحقيق المنتخب الوطني لفوز مهم ومستحق سيسمح له بلعب مواجهة العودة بارتياح كبير .