حقّق المنتخب الوطني انطلاقة موفّقة في تصفيات كاس أمم إفريقيا 2023 بعد فوزه على المنتخب الأوغندي، ونجح أشبال الناخب الوطني في دخول المرحلة الجديدة بنجاح، وتأكيد طموحاتهم بالذهاب بعيدا في الفترة المقبلة من خلال تحقيق النتائج الايجابية التي تسمح لهم باستعادة الثقة التي غابت بعد الإقصاء من التأهل إلى المونديال. نجح «الخضر» في تحقيق أفضل انطلاقة ممكنة في تصفيات «كان» 2023 بعد الانتصار في الجولة الأولى على أوغندا، سهرة أول أمس، بملعب 5 جويلية الاولمبي، وهو الفوز الذي سمح للمنتخب الوطني بتصدر المجموعة بعد تعادل منتخبي النيجروتنزانيا في المواجهة الأخرى بهدف لمثله. كانت مباراة أوغندا فرصة لدخول المرحلة الجديدة بنجاح، حيث عمد الناخب الوطني إلى إعطاء مؤشرات مبدئية عن التغييرات الجوهرية التي ينوي القيام بها، وكانت البداية بمنصب حراسة المرمى حيث منح بلماضي الفرصة للحارس المتألق زغبة مكان مبولحي، الذي شاهد المباراة من على مقاعد البدلاء لأول مرة منذ فترة طويلة، حيث كان مبولحي أساسيا دون منازع في التشكيلة. التغييرات مست أيضا الوسط من خلال إشراك زرقان، الذي كان على موعد مع أول اختبار كأساسي، حيث فضله بلماضي على بوداوي الذي يبدو أنه سينال فرصته خلال المواجهة المقبلة أمام تنزاينا، ونفس الأمر انطبق على توبة في خط الدفاع. وأكدت هذه التغييرات عزم بلماضي على تحسين الجودة الفنية، وروح المنتخب من خلال منح الفرصة للاعبين يطمحون لخوض التحديات الى النهاية. المستوى الفني للمباراة لم يكن كبيرا بسبب رفض المنافس للعب الكرة، حيث ركن إلى الدفاع طيلة المباراة رغم أنّه تحصل على ركلة جزاء عقب عرقلة غزال لأحد لاعبي أوغندا في منطقة العمليات خلال تنفيذ ركلة ركنية، إلا أن زغبة كان في الموعد وما عدا هذه الفرصة لم نشاهد المنتخب الأوغندي في الهجوم بالرغم من أنه كان متأخرا في النتيجة. تغيير في كل مركز كان الناخب الوطني ذكيا في تغييراته من خلال إجراء تغيير في كل مركز لتفادي ضرب استقرار وانسجام التشكيلة، وهو الأمر الذي ظهر خلال مواجهة أوغندا وكانت التغييرات التي قام بها بلماضي إيجابية، وعكست رغبته في القيام بثورة مستقبلا على مستوى التشكيلة، خاصة أنّه غيّر اللهجة مع اللاعبين. على مستوى حراسة المرمى، قام بلماضي بإشراك زغبة مكان مبولحي وعلى مستوى الدفاع أشرك توبة مكان بدران أو بن العمري، اللذين كانا يتداولان على مصاحبة ماندي في محور الدفاع، وعلى مستوى خط الوسط نال زرقان الفرصة مكان فيغولي، ونفس الامر انطبق على الهجوم، حيث شارك غزال مكان محرز. التغييرات التي قام بها بلماضي زادت أكثر عقب القيام بتبديل اللاعبين في الشوط الثاني، حيث شارك بلال براهيمي مكان بلايلي ولعب عمورة مكان سليماني، فيما شارك وناس مكان غزال وبدران مكان بن سبعيني، وباحتساب اللاعبين الجدد الذين شاركوا في المباراة نجد أن بلماضي منح الفرصة ل 7 لاعبين، وهو أمر ايجابي الى حد كبير. زغبة بخطى ثابتة لخلافة مبولحي قام بلماضي بإجراء تغيير غير منتظر من خلال إشراك زغبة مكان مبولحي في حراسة المرمى، حيث كانت الرسالة واضحة من طرف بلماضي للمتابعين ان مرحلة مبولحي قد انتهت، إلا أن الحارس المخضرم مطالب بالمشاركة في المرحلة الانتقالية من خلال التواجد في التربصات لتأطير الحارس الأساسي ومنحه الثقة اللازمة. يمتلك زغبة رصيدا كبيرا من الخبرة والتجربة إضافة الى العامل الفني، حيث لا يخفى على أحد أن الحارس السابق لوفاق سطيف يعيش مرحلة استقرار فني منذ فترة، وأضحى من أفضل الحراس في البطولة السعودية رغم تواجد عدد كبير من الحراس المميزين إلا أن زغبة سطع نجمه هذا الموسم. لم يتلق زغبة الكثير من الكرات الصعبة وما عدا ركلة الجزاء لم يختبر كثيرا، إلا أن الاهم سيكون خلال الجولة المقبلة أمام تنزانيا خارج الديار، وهناك يجب أن يكون حاسما ويقدم أفضل مستوياته من أجل كسب ثقة الناخب الوطني خلال المواعيد المقبلة وتأكيد أحقيته بخلافة الحارس التاريخي للمنتخب مبولحي. توبة..مكسب في الدّفاع نجح احمد توبة في الظهور بشكل مميز خلال مواجهة أوغندا بفضل تدخلاته الموفقة وتغطيته المميزة لزملائه، وهو الامر الذي نال إعجاب الأنصار، كما انه من اللاعبين الذين يمتازون بالقدرة على اللعب في أكثر من منصب، ولم يكن من الصعب عليه انهاء المباراة في منصب الظهير الايسر بعدما قام بلماضي بإخراج بن سبعيني خوفا من تلقيه لبطاقة صفراء ثانية. في ظل تواجد ماندي ورحيل بن العمري، إضافة الى تراجع مستوى بدران بسبب المشاكل التي حدثت له في فريقه الترجي عقب الإقصاء من منافسة رابطة الأبطال امام وفاق سطيف، لم يجد بلماضي أفضل من توبة لمزاملة ماندي في المحور، وهو الخيار الذي كان صائبا الى ابعد الحدود. تشبيب المنتخب يسير بطريقة تدريجية، حيث سيكون توغاي هو الزميل المستقبلي لتوبة في المحور بعد اعتزال ماندي، ويبدو أن هذ الوقت ليس ببعيد في ظل تقدم ماندي في السن، إلا انه من العناصر التي يصعب الاستغناء عنها بسبب خبرته الكبيرة وقدرته بالحفاظ على لياقته البدنية رغم أنه لا يشارك كثيرا مع فريقه فياريال الإسباني. تطوير القاطرة الأمامية تبقى النقطة السلبية هو ظهور هجوم المنتخب بوجه شاحب خلال مواجهة اوغندا، ولولا تألق بلايلي الذي صال وجال لوجد المنتخب صعوبة كبيرة في اختراق دفاع المنافس المتكتل في الخلف، وهو الامر الذي يحتاج الى عمل اضافي من طرف بلماضي من اجل الحصول على نتائج أفضل. لم يقنع سليماني وغزال كثيرا عكس الثنائي وناس وعمورة، اللذين أربكا دفاع أوغندا بعد دخولهما بسبب تحركاتهما الكثيرة عكس سليماني وغزال، اللذين لم يقوما بدورهما على أكمل وجه، وهو الامر الذي دفع بلماضي الى تغييرهما في الشوط الثاني، وهو التغيير الذي كان وراءه تسجيل الهدف الثاني. المواجهة المقبلة أمام تنزانيا ستكون مقياسا حقيقيا لقوة هجوم المنتخب، الذي لم يظهر بالشكل الملائم أمام اوغندا، والأمر سيكون مختلف خلال مواجهة تنزانيا، حيث يحتاج بلماضي إلى عامل السرعة، وهو ما يجعل كفة وناس وعمورة تميل أكثر من كفة سليماني وغزال.