حملوا فلسطين في عقولهم وقلوبهم، وفي حدقات عيونهم، إنهم الجزائريون الشرفاء والأحرار، الذين بذلوا الغالي والرخيص من أجل فلسطين، لاغرابة في ذلك، ففلسطين لدى الجزائريين شعبا وحكومة ورئيساً، هي قضية جزائرية بامتياز، هي قضية عابرة للخلافات السياسية، ثابتة في كل زمن، هي بالفعل كما عبر عنها السيد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بوضوح وعلى الملأ (أم القضايا وقضية مقدسة). إن الثوابت الجزائرية الراسخة رسوخ الجبال، تنطلق من أصالة الشعب الجزائري الثائر والحر، والحر يقدس المقدسات، فهي مقدسة لدى الشعب الجزائري وخط أحمر في قلب ووجدان الجزائريين والجزائريات، وهنا يحضرنا كلمة الزعيم الراحل ( هواري بومدين) فارس الأمة وقائدها. حقاً: «في زمن التيه العربي، وتوقف قطار التطبيع في محطات كثيرة، بقيت جزائر الشرف والكبرياء شامخة رافضة التطبيع، لأن الجزائر الحرة بوصلة، وطنية وقبلة للأحرار والشرفاء في هذا الكون، هي جزائر الشرف، قلب الأمة النابض دوماً، جزائر الكرامة، التي تجسد الانتصار للشعب العربي وقضيته المركزية، قضية فلسطين، أم القضايا العربية، وإذا هرول المهرولون وطبع المطبعون، وتخلوا عن قضيتهم، تبقى الجزائر الحبيبة بلد المليون ونصف المليون شهيد، لا تقبل الخنوع والذل وتعتبر الهرولة نحو الكيان الإرهابي الغاصب، انحرافا وشذوذا، بميزان العروبة والدين، بميزان الوطن، بميزان الإنسانية وأخلاقياتها، بميزان السياسة وبراغماتيتها. واليوم تساند الجزائر الإعلام الرسمي الفلسطيني، تؤازره، وتفرد مساحة كبيرة، ليتنفس من الرئة الثانية ومن الوطن الثاني، من جزائر الشموخ والصمود والتصدي، وأنا أتحدث إلى صديقي الاستاذ خالد عزالدين، الذي يحدثني عن الشرفاء والأحرار رؤساء تحرير الصحف الجزائرية، وكتابها وصحفييها، يطيب لي الشرف أن أوجه تحية إجلال وإعزاز وتقدير على هذه الجهود المضنية، التي إن دلت، فإنما تدل على أصالتهم وعلى فكرهم الثاقب في احتضان قضايا الأمة المجيدة. شكرا يا جزائرنا الحبيبة ودمت رافعة نضالية حرة