أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس السبت من سكيكدة بأن الوفاء لرسالة اليوم الوطني للمجاهد يملي الوقوف وراء الجزائر بتاريخها المجيد وعهدها الجديد. قال ربيقة خلال إشرافه على يومين دراسيين بعنوان «من مؤتمر الزمان إلى مؤتمر الصومام» بالمتحف الجهوي للمجاهد العقيد علي كافي ضمن برنامج زيارة عمل وتفقد لذات الولاية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد المصادف للذكرى 67 لهجومات الشمال القسنطيني (20 أوت 1955) والذكرى 66 لانعقاد مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) بأن «الوفاء لرسالة هذا اليوم العظيم يملي على كافة أبناء وبنات الجزائر أن يتمسكوا بوحدة أمتنا باعتبارها محورا لا محيد عنه في بناء حاضر الجزائر الجديدة والإعداد لمستقبلها بقيادتها الحكيمة»، مذكرا بوقوف الأسلاف بالأمس مع الثورة التحريرية المباركة والالتفاف حول مؤسساتها وهياكلها. و بشأن موضوع اليومين الدراسيين المنظمين في إطار توأمة بين المتحفين الجهويين للمجاهد لكل من سكيكدة وتيزي وزو، اعتبر الوزير بأن المتبصر والباحث في مكامن الحدثين التاريخيين المتمثلين في كل من اجتماع منطقة الزمان التحضيري لهجومات 20 أغسطس 1955 بقيادة العقيد زيغود يوسف ومؤتمر الصومام المتزامن مع يوم 20 أغسطس 1956 «يستنبط تلك القيم السامية التي تستلهم من هجومات الشمال القسنطيني بأبعادها ومدلولاتها وانعقاد مؤتمر الصومام بتاريخه ومخرجاته ومكان لقاء قادته». وأشار ربيقة إلى أن «الثورة التحريرية المجيدة كانت بكل أحداثها وملاحمها درسا بليغا يعبر عن تلك اللحمة بين الشعب الجزائري الذي هو منبع الثورة وبين طلائعه في جيش التحرير الوطني على جبهات القتال»، معتبرا بأن هذه الوقائع تمثل «رسائل أبدية أبدعت مواقف تاريخية صالحة لكل زمان ومكان من خلال ذلك الوفاء المثالي والروح الخارقة والتضحيات الجسام التي بفضلها تحققت الحرية والاستقلال». وذكر في هذا الشأن بأنه «رغم المخططات التي واجه بها الاستعمار الثورة التحريرية من قتل جماعي وإبادة وحرق وتدمير من أجل إخماد روح الجهاد وإطفاء شعلة الكفاح، إلا أن الشعب الجزائري ازداد عزما وتصميما على الجهاد حتى النصر ورفع التحدي»، معتبرا بأن هذه المواقف تمثل «رسالة واضحة لأعداء الجزائر اليوم من المتآمرين والحاقدين أصحاب المخططات المسمومة والمناورات الدنيئة». وخلص ممثل الحكومة إلى أن «وطننا محصن ببناته وأبنائه وتاريخه وذاكرته ومكونات هويته وعناصرها المنسجمة ووحدته التي لا تقبل التجزئة» مضيفا بأنه «محصن أيضا بروح التكافل والتعاضد التي نشهدها في كل لحظة وحين «. وبعد أن جدد تعازيه لعائلات ضحايا الحرائق التي مست بعض ولايات الوطن في الأيام الأخيرة، أشار وزير المجاهدين وذوي الحقوق إلى أن تزامن تلك الحرائق مع التحضير لإحياء ذكرى اليوم الوطني للمجاهد جعل من المنظمين يتسلحون بالقيم السامية للثورة التحريرية المباركة وفي مقدمتها ضرورة التسلح بالقوة والصبر في الظروف الصعبة وتقوية التلاحم والترابط بين أبناء الشعب. ضرورة المحافظة على الشواهد التاريخية أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس من سكيكدة ضرورة المحافظة على الشواهد التاريخية لإظهار الإجرام الذي قام به الاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين خلال مختلف مراحل الثورة. أوضح الوزير خلال وقوفه أمام «الجرافة» التي استعملها المستعمر في دفن الشهداء الذين سقطوا ضحية الإجرام الاستعماري في أحداث 20 أوت 1955 و المتواجدة بملعب كرة القدم لمدينة سكيكدة، بأن «تلك الجريمة الاستعمارية موثقة الآن بالأداة والوثائق». وأبرز ربيقة بالمناسبة «أهمية إيصال كافة المعلومات المتعلقة بهذه الشواهد والآليات ووسائل الإجرام التي استخدمها الاستعمار الفرنسي للتنكيل بالشهداء الأبرار والمجاهدين والجزائريين خلال الثورة التحريرية حتى يعلم جيل اليوم بأن ثمن الاستقلال كان باهظا»، داعيا إلى مواصلة العمل الأكاديمي لجمع الشهادات الحية للمجاهدين الذين مازالوا على قيد الحياة وتنظيم ندوات حول الثورة التحريرية. كما ذكر في ذات السياق بأن «كل الوسائل متاحة اليوم للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي للجزائريين»، مشيرا إلى أن إعطاء إشارة انطلاق تصوير فيلم حول الشهيد البطل زيغود يوسف الجمعة من ولاية قسنطينة يندرج في سياق الحفاظ على الذاكرة الوطنية . و خلال إشرافه على تدشين مقبرة الشهداء الجديدة ببلدية تمالوس وإعادة دفن رفات 23 شهيدا من شهداء المنطقة بها، أكد وزير المجاهدين و ذوي الحقوق بأن إعادة دفن رفات الشهداء الأبرار «تأتي عرفانا لما قدموه من تضحيات في سبيل الوطن وحفاظا على كرامتهم»، مبرزا بأن الجزائريين في كل مناسبة وطنية «يحرصون على تذكر شهدائهم إكراما لهم وتجديدا للعهد من أجل السير على نهجهم في سبيل الحفاظ على الوطن». كما قام الوزير خلال زيارته للولاية بتدشين المعلم التذكاري المخلد للاجتماع التحضيري لهجمات 20 أوت1955 بمنطقة «الزمان» ببلدية بوشطاطة محمود، حيث استمع إلى مداخلة قدمها أستاذ في التاريخ من أبناء المنطقة تطرق فيها إلى عبقرية العقيد زيغود يوسف في اختياره للموقع وكذا الأهداف التي تم وضعها خلال ذلك الاجتماع لشن هجمات الشمال القسنطيني بهدف فك الخناق عن المجاهدين بمنطقة الأوراس.