الملاكمة الجزائرية عادت من بعيد إلى الواجهة ومنصات التتويج إنشاء هيكلة جديدة بالتعاون مع كل أعضاء الجمعية العامة كشف رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة فرحات فزيل في حوار خاص ل»الشعب ويكاند» عن أهم الخطوات التي ستُدرج ضمن الموسم الرياضي الجديد، انطلاقا من إعادة وضع البرمجة الخاصة بالمنافسات حتى تكون فرصة أكبر للرياضيين للبروز وإظهار إمكانياتهم، ومن جهة أخرى بهدف تنظيم طريقة إجراء المنافسات وعدم إقصاء أي ناد لتفادي المشاكل التي كانت في السابق، والتي سيتطرق لها الاجتماع التقني القادم، كما تطرّق المسؤول الأول عن الفن النبيل في الجزائر إلى أهم الأهداف المسطرة خلال الموسم الجديد بداية من المنافسات الخارجية في مقدمها البطولة الأفريقية بالموزمبيق شهر سبتمبر والألعاب الأولمبية لباريس 2024، خاصة بعد تداول بعض الأخبار عن عدم إدراج هذا الاختصاص في أولمبياد 2028، ما جعلهم يهدفون لتحقيق نتيجة تاريخية خلال الطبعة القادمة إضافة إلى تفاصيل أخرى ستجدونها في هذا الحوار الخاص. «الشعب»: كيف تجري التحضيرات الخاصة بالموسم الرياضي الجديد 2022 /2023؟ «فرحات فزيل»: التحضيرات الخاصة بالموسم الرياضي الجديد تجري بكل جدية لأننا نهدف إلى إعادة ترتيب بعض النقاط حتى تكون الأمور في الرواق الصحيح لبلوغ كل الأهداف التي نطمح لها خلالها الفترة القادمة، وبهذا الصدد سيكون اجتماع تقني وطني رفقة المديرية الفنية على مستوى الاتحادية من أجل تحديد البرنامج الخاص بالسنة الرياضية القادمة والتي ستكون وفق رزنامة جديدة، حيث قرّرنا إعادة توزيع المنافسات الوطنية بطريقة سيكون عدل ومساواة أكبر على مستوى كل القطر الوطني حتى تكون فرصة لكل الأندية والمنتمين للملاكمة الجزائرية من أخذ نصيبهم من المشاركة من دون إقصاء اي أحد، وهذه من بين اولوياتنا لأننا نريد أن تعممّ ممارسة الفن النبيل على كل الولايات حتى نطور هذه الرياضة أكثر وتكون رقعتها أوسع حتى يرتفع المستوى العام ونتمكن من اكتشاف المواهب الشابة الموجودة في كل المناطق لتدعيم صفوف النخبة الوطنية في كل الأصناف العمرية. هل نفهم من كلامكم أنه سيتم استحداث منافسات جديدة مستقبلا؟ انطلاقا من العملية التي سنقوم بها ووفقا للهدف الذي تحدثت عنه والذي يرمي أساسا إلى توسيع رقعة الملاكمة في كل أرجاء الوطن، أكيد سنستحدث منافسات جديدة ستكون جهوية حسب المناطق التي سنحدّدها في الاجتماع التقني الوطني القادم الذي سيكون نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر بهذه الطريقة سنرفع من عدد المقابلات بين الملاكمين، ما يجعلهم يبقون في منافسات مستمرة عكس ما كان عليه الحال في السنة الماضية، بعد الانتهاء من عملية تحديد النقاط التي ستعرض في هذا اللقاء من خلال التشاور مع كل أعضاء الجمعية العامة ليتم المصادقة عليها والشروع في تجسيدها في أرض الواقع، كما قمنا بوضع برنامج تحضيري خاص بالنخبة الوطنية لكي تكون تحضيرات في المستوى للموسم الجديد، حيث دخل الذكور منذ شهرين في مركز سيرايدي بعنابة والإيجابي في الأمر تواجد المنتخب التونسي بنفس المكان ما سمح لعناصرنا بالعمل وإقامة منازلات مع نظرائهم التونسيين قبل آخر محطة تحضيرية ستكون بالعاصمة، من جهتهم سيدات الملاكمة دخلوا في تربص مغلق بتيكجدة منذ 14 يوما وبعدها سيأتون إلى سويدانية بدايات من 31 أوت إلى غاية 8 سبتمبر موعد الانطلاق نحو الموزمبيق مرورا بتركيا للمشاركة في البطولة الأفريقية. ماذا عن رزنامة المواعيد الخاصة بالنخبة الوطنية في الموسم الجديد؟ النخبة الوطنية ستكون على موعد مع أول منافسة خلال الموسم الرياضي الجديد بداية من شهر سبتمبر، حيث سيتنقلون إلى الموزمبيق من أجل المشاركة في البطولة الأفريقية، وتعتبر محطة هامة لأنها مؤهلة لبطولة العالم 2023 وعادت مجددا بعد غياب دام ثلاث سنوات لأسباب يعرفها الجميع والأمر يتعلق بالجائحة الصحية، ستعرف مشاركة الإناث والذكور في الاوزان الأولمبية والأوزان المفتوحة أي 13 وزنا ونحن سنكون حاضرين في هذه الطبعة بكامل التعداد من خلال الاعتماد على أفضل العناصر لتحقيق نتائج إيجابية تليق بالملاكمة الجزائرية التي عادت مؤخرا للواجهة ومنصات التتويج على كل الأصعدة، وبالرغم من أننا لم نتمكّن من التنقل للخارج للتحضير لأن الوقت لم يكن كاف، إلا أن العمل الذي برمجه المدربون كان كافيا، ومن جهة أخرى فإن تألق الملاكمة في المواعيد الماضية يؤكد أن العمل الذي قمنا به بدأت تظهر ثماره في الميدان بعدما شهدت هذه الرياضة تراجعا كبيرا في السنوات الماضية بسبب المشاكل التي طالت الاتحادية وغياب الاستقرار، ولهذا عملنا منذ تولينا المهام على إعادة لم الشمل والعمل الجماعي مع كل أبناء الملاكمة، الأمر الذي انعكس إيجابا على النتائج وطريقة تطبيق البرنامج الذي جئنا به في بداية العهدة الأولمبية. ما هو الهدف المباشر خلال الموسم القادم؟ هناك عديد الأهداف في مقدمتها البطولة الأفريقية بالموزمبيق في الأيام القليلة القادمة وهي محطة مؤهلة لبطولة العالم 2023، إضافة إلى عدة ملتقيات ودورات دولية سنكون حاضرين بها لأنها فرصة لعناصرنا لكي يحتكوا مع المستوى العالي، ومن جهة أخرى بكسب الخبرة بالنسبة للعناصر الشابة لأننا سنعتمد على أسماء صغيرة في السن أقل من 19 سنة لتعويض العناصر التي تقاعدت، وبالتالي حتى تكون استمرارية وبطريقة محترفة، لأننا بهذه الطريقة سنكون فريق قوي لتحقيق نتائج تاريخية خلال الطبعة القادمة للألعاب الأولمبية بباريس 2024، خاصة بعد الأخبار التي تمّ تداولها مؤخرا والتي تحدثت عن إمكانية غياب الفن النبيل عن الأولمبياد سنة 2028، ولهذا يجب أن نكون حاضرين بقوة في الموعد القادم وإعلاء الراية الوطنية ونعود لمنصة التتويج أولمبيا، بعد طول غياب، وبما أن الاتحاد الدولي للملاكمة منع من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لتسيير التأهيلات القادمة وهذه الأخيرة هي التي ستتابع الأمور للمنافسات المؤهلة للأولمبياد، فقد سطرنا برنامج عمل ثري رفقة المدرب الكوبي من أجل القيام بعدة تربصات في كل من المكسيك، أوزبكستان، الصين والهند هذه الأخيرة بالنسبة للإناث، ويجب أن يعرف الجميع اننا سننتهج خطة العمل الأحادي أي أن كل مدرب سيشرف على رياضيين أو ثلاثة ويعمل معهم وفق برنامج خاص بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة و اللجنة الأولمبية الجزائرية. كيف ستكون الأمور بالنسبة للمحطات المؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس 2024؟ بعدما منع الاتحاد الدولي من الإشراف على المحطات التأهيلية للألعاب الأولمبية بباريس 2024، وكل المواعيد التي لها علاقة بتصنيف الأولمبي من طرف اللجنة الأولمبية الدولية، ستتكفل هذه الأخيرة بالأمر من خلال برمجة موعدين، حيث ستكون بطولة أفريقيا لم تحدد لحدّ الآن، أين ومتى ستكون إضافة إلى بطولة العالم، ولهذا سنطمح نحن من أجل تقديم أفضل ما لدينا لكسب أكبر عدد من تأشيرات المشاركة في هذا الحدث الرياضي الكبير، للإشارة فإننا نتطلّع إلى إحداث تغييرات كثيرة تخدم الملاكمة بصفة عامة خلال المؤتمر الذي سيكون في شهر سبتمبر بأرمينيا، وكلنا أمل أن تكون وجوه جديدة ونمط تسيير جديد خاصة بعد الحديث الذي دار حول إمكانية إلغاء الملاكمة من أولمبياد 2028، ولهذا أجدّد القول إننا نطمح إلى التألق في موعد باريس وتحقيق أفضل النتائج بحول الله من خلال التركيز على التحضيرات والعمل الجاد في كنف الاستقرار وبالتعاون مع كل أسرة الملاكمة الجزائرية لكي نصل لكل أهدافنا المسطر قبل نهاية العهدة الأولمبية الحالية 2021 / 2024، وتجسيد البرنامج الذي جئنا به. كيف تقيّم الفترة التي توليتم فيها المهام على رأس الاتحادية الجزائرية للملاكمة؟ الفترة التي توليت فيها المهام على رأس الاتحادية تشمل نقاط إيجابية وأخرى سلبية، حيث تمكّنا من تحقيق نتائج إيجابية في عديد المحطات في مقدمتها بطولة العالم سيدات وبالرغم من أنها أول مشاركة الا اننا حققنا ميداليتين تاريخيتين، البطولات العربية والألعاب المتوسطية بوهران حيث شاركنا ب15 ملاكما حققنا 13 ميدالية، وفيما يتعلق بالتكوين فإننا قمنا بتجسيد برنامج خاص وثري للمدربين والاطارات وكذا الرياضيين في الأصناف الصغرى بدليل أننا قمنا بإدراج أسماء تحت 19 سنة مع الأكابر من أجل المشاركة في البطولة الأفريقية بالموزمبيق، لأنه من أبرز التزامتنا وأولوياتنا تكوين جيل جديد وضخّ دماء جديدة في الفريق الوطني، حيث كانت النتائج واضحة خلال الألعاب المتوسطية بوهران 2022 أين كان مزيج بين شباب واعد وآخرين هم في نهاية مشوارهم ونحن نشكرهم من هذا المنبر على كل ما قدموه للملاكمة الجزائرية، ونحن دائما سنختار الأحسن لتمثيل الراية الوطنية ونرافق الجميع من خلال الدعم المادي والمعنوي في كل الرابطات والأندية حتى يتواصل العمل لكي نطوّّر هذه الرياضة أكثر ويكون لدينا خزان مليء بالأسماء التي تتلقى تكوين جيد، وعلى وجه الخصوص سنرافق الرابطات الولائية عن قرب بعدما تلقينا عدة شكاوي لم نكن على علم بها على مستوى الاتحادية وبهذه الطريقة لن تكون مشاكل مع الأندية ومع الحكام مستقبلا وهذه من أبرز النقاط التي ستكون خلال الاجتماع التقني الوطني حتى يكون انضباط أكثر واحترام بين الجميع، حتى نتخلص ولو جزئيا من المشاكل التي كانت في السابق خاصة عدم رضا المدربين لبعض قرارات الحكام وذلك راجع لنقص التكوين. فيما تمثلت النقاط السلبية وكيف تعاملتم معها؟ النتائج المحققة خلال الفترة الماضية كانت نظير العمل الذي قمنا به منذ تولينا المهام والبداية كانت من إعادة الاستقرار والهدوء لأنهما أهم عاملين لتوفير الأرضية السانحة للعمل، بدأنا بعدها إعادة لم الشمل لكل عائلة الملاكمة وعملنا على توظيف خبرات الأبطال السابقين في صورة كل من علالو وبن قاسمية وعدة أسماء واطارات شباب لهم الكفاءات اللازمة لأنهم تلقوا تكوين قاعدي جاد، هذا الانضباط الذي قمنا بفرضه شكّل ازعاجا كبيرا لبعض العناصر التي اعتادت على الاصطياد في المياه العكرة وحاولت مرارا زعزعة هذا الاستقرار، إلا انني أؤكد أن الاتحادية لها رئيسا واحدا ونحن نعمل مع المكتب الفيدرالي وكل الفاعلين في الجمعية العامة لهدف واحد يتمثل في تطوير الملاكمة الجزائرية أكثر وتحقيق نتائج إيجابية وإعلاء الراية الوطنية عاليا في كل المواعيد العالمية، المتوسطية، والاولمبية، والذي لديه كلام آخر ينتظر الجمعية العامة الانتخابية سنة 2024، ويتقدم بملف الترشح إذا كان يملك الحق والأعضاء سيختارون بكل شفافية من يمثلهم، عدا ذلك أنا أفتح الباب أمام كل الراغبين في العمل معنا وتقديم الدعم لتجسيد البرنامج الذي جئنا به وأفضل مواصلة العمل والتركيز على ما هو قادم لأننا نطمح لدخول التاريخ في 2024، ونحقق ما لم يتحقق منذ 17 سنة كاملة، وسنواصل المسيرة وفق القانون الذي يتعلق بالعمل التطوعي بحول الله.